الشفرة الثامنة عشر || صرخة صامته..

36 6 11
                                    

في لحظة يمكن لكل شيء أن يتغير... لا يمكنك أن تأخذ أي شيء كأمرٍ مسلمٍ به...

***

بخطواتٍ ثقيلة ووجهٍ يحمل البؤس، دخلت منزلها المظلم فلقد أعطت الخدم جميعهم اجازة مدفوعة لليوم فهي تظن بل تؤمن أنها لا تستحق كل هذه الرفاهيه.. أن هذه ليست حياتها لتستمتع بها.

تتذكر محاولاتها للتحدث معه وتجاهله التام لها، هيّ تعلم أنها أخطأت ولكن أرادت بكل أنانية أن تستمر علاقتهم كما كانت، وهيّ تعرف في أعماقها أن هذا لن يحصل أبداً فما فعلته لا يغتفر...

تسير في الممرات المظلمة لا تأبه باضاءة الأنوار وتكتفي بنور القمر والأضاءة القادمة من الخارج عبر النوافذ الكبيرة، وصلت وجهتها أمام باب غرفة نومها التي لم تعد تؤدي وظيفتها فهي لم تنم منذ ذلك اليوم...

فتحت الباب على أوجه لتخطو لداخل الغرفة، وضعت حقيبتها على الطاولة المجاورة للباب وخلعت معطفها وحالما استدارت لتذهب إلى خزانتها وتغير ثيابها، رأت شيئاً يلمع تحت ضوء القمر القادم من النافذه المفتوحة يتجه سريعاً لها ويخطأها بمقدار انمله فيجرح وجنتها ويثبت نفسه في الجدار.

بأعين متسعة ووجهٍ مصفرّ، ادارت وجهها لترى خنجراً مثبتاً بالجدار رفعت يدها اليمنى -بعد أن تحررت من حمل المعطف الذي احتضن الأرض- لتلمس وجنتها وتحس بالدماء المتدفقة.

أدارت وجهها في الوقت المناسب لتستطيع تفادي لكمة وجِهَت لها لتنطق بصوتٍ متفاجئ وجازع "واللعنه!! من تكون؟!"

تم تجاهلها من غريمها وتسديد لكمة أخرى تتبعها ركلة، تفادتهم قويندولين بسهولة فهي تتقن أساسيات فنون الدفاع عن النفس بعد مرحلة حياتها كجانحة في المتوسطة والثانوية، نطقت مجدداً وهي تحاول التراجع وترك مسافة بينها وبين مهاجمها "ياا!! أنا أتحدث معك، ما الذي تريده ومن تكون؟!!"

تحرك المجرم سريعاً ليأخذ الخنجر المثبت بالحائط ويخرج خنجر آخر مثبت في بنطاله الأسود من الخلف وينطق بصوتٍ رفيع "قويندولين جون هيرنانديز، أليس كذلك؟"

"آوه والأن تريدين التعارف؟ من تكونين واللعنه!" قالتها قويندولين بسخرية محاولةً إخفاء خوفها فهي تعلم أن لا أحد في البيت، تحركت أعينها سريعاً تفحص المكان لعلها تجد شيئاً يخرجها من هذا الموقف، هاتفها في حقيبتها الموجودة خلف المجرمة ففكرة الإتصال بأحد ليساعدها هو أمرٌ مستبعد ومستحيل.

هجمت المجرمة مجدداً وهذه المره بخناجرها مما تسبب في العديد من الجروح الدموية، وتمتمت قائله "أنا هنا لأكمل ما أخفق بعمله من يسبقني..." لفت كلامها انتباه قويندولين التي بالكاد تدافع عن نفسها بسبب سرعة غريتمها "ما الذي تعنينه بإكمال؟!"

سددت المجرمة ركلة أوقفتها قويندولين بالكاد بمعصمها هي متأكد أن ركلتها ستترك كدمة، لتقول ببرود "أنسيتي تلك الليلة يا ابنة جون؟"

Lost Code || شفرة ضائعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن