فاروق وهنا ،قصة حب بدأت منذ أعوام طويلة ،منذ التقطتها عيناه وهى تدخل للجامعة للمرة الأولى فى ترقب وقلق ؛ التقطها قلبه كما يلتقط الرادار طائرة شاردة لمجرد مرورها بالقرب منه ،تبعتها عيناه دون إرادة منه وهى تستكشف المكان كطفل صغير يخطو أولى خطواته فى العالم بقدمين مهتزتين .
راقبها من بعيد فى اليوم الأول والثانى حتى ألفت المكان فقد كان عامها الجامعى الأول بينما كان عامه الثالث ،بدأ يتقرب منها بحذر فهو من الوهلة الأولى يشعر بمدى رقتها ، تعرف أولا إلى زميلاتها ليبدو تعرفه عليها طبيعى ،وكان له ما أراد .
منذ تعارفا وهما يزيدان قربا يوماً بعد يوم لم يعترف أى منهما للآخر بما يكنه من مشاعر لكن الاهتمام الذى يتولد مع الحب أصبح شاغلهما اليومى .
يقف فاروق بالقرب من باب الجامعة ينتظرها كعادته هو معتدل الطول قوى البنية بشرته تميل للون الاسمر بعينين بنيتين وشعر اسود خشن وكث ،ينظر فى ساعته مرة أخرى ويعود لينظر فى اتجاه قدومها فكلاهما من الطبقة المتوسطة لذا يستقلان وسائل المواصلات الأقل تكلفة .
ظهرت أخيراً هى قصيرة القامة بشرتها خمرية وتتألق غمازتان بوجهها المستدير رغم ضعف بنيتها الجسدية عينيها بنيتين ايضا ويختفى شعرها الكستنائى الناعم اسفل حجابها ، اقتربت منه بخطوات سريعة ليقول بقلق : يا الله !! كنتى فين
تتنفس بصعوبة لسرعتها فى الحركة : السلام عليك الاول يا فاروق ، المواصلات موت ما انت عارف
يفسح لها لتتقدم وهى يسير بجوارها : طيب إلحقى محاضرتك الاول ونتكلم بعدين.
وسار معها إلى أن وصلت لمكان المحاضرة ليغادر بهدوء .
هكذا كان اهتمامه بها دافعا لها للدراسة والنجاح لم يطلب منها مرة التخلف عن محاضرة لمرافقته اوللجلوس بالمقهى فهو ايضا من الطبقة التى تسعى للنجاح ولا وقت للتلكؤ أو الرسوب والفشل الذى سيكون نتيجته استنزاف المزيد من العمر والمال .
كما أن مجرد النجاح لا يكفى عليه بالتفوق ليتأكد أن يحصل على وظيفة جيدة بمكان جيد يكون راتبها مؤهلا لبداية حياته ، لذا كان يدفعها للأمام كما يدفع نفسه تماما .
أما هنا فقد زاد اهتمامها به لكن اهتمام الرجل يختلف عن اهتمام الانثى فهو يدفعها للتقدم يكون حاميا وسندا ، يشعرها بالأمان والقوة به أما الأنثى فهى تهتم بالتفاصيل الدقيقة التى يغفلها الرجل فهى تهتم بما يأكل وما يشرب ، كيف ينفق ماله والأمور التى لا تستحق الانفاق ،كيف يتدبر أمره طيلة الشهر بذلك المصروف البسيط ، بل إنها تدفعه للادخار منه .
بدأت اختبارات الفصل الدراسي الاول ولحسن الحظ كانت مواعيدهما تتفق معا لذا ظل على عادته اليومية ينتظرها أمام باب الجامعة وقد اشترى كوبا من القهوة السريعة املا في الحصول على الدفء فالجو شديد البرودة .
اقبلت عليه وما إن اقتربت حتى هزت رأسها بأسف : نسكافيه تانى يا فاروق!! انا مش فاهمة انت غاوى تبعزأ فلوسك على آذيتك ليه ؟؟
تمسك بالكوب وهو ينظر لها برجاء : خلاص يا هنا الجو برد .
عقدت ساعديها بغضب : قلت لك لما تبرد اشرب شاى أو ينسون بلاش النسكافيه ده ولو خلاص اشرب قهوة عادية يابنى .
رفع أحد حاجبيه ونظر لها شزرا فهو يرى غضبها غير مبرر : ابنك !!! انا مش عارف مين فينا اكبر من التانى .
نظرت له بتحدى : مش اكبر واصغر
أشارت لرأسه بأصابعها : شغل دماغك شوية
اتسعت عيناها بفزع : اوعا تكون اشتريت سندوتشات؟؟
اسرع مدافعا أمام هجومها الذى أصبح يومى : لا والله ما اشتريت حاجة .
تنهدت براحة : كويس انا عاملة حسابك معايا هنفطر سوا بعد الامتحان.
زفر براحة فقد انتهى الاستجواب الصباحى
وها قد جاء دوره ليتساءل : ها طمنينى مذاكرة كويس ؟؟
هزت رأسها إيجابيا: جدا الشرح اللى شرحته ليا امبارح سهل حاجات كتير.
تنهد براحة: طيب الحمدلله.ركزى يا هنا مش عاوز تقديرك يقل عن جيد جداً ، الامتحان ساعتين ونص خدى وقتك وركزى بلاش تسرع .
ليأتى دورها فى التذمر : انت محسسنى انى عيلة صغيرة .
ابتسم لها: لا عيلة كبيرة ولا تزعلى بس المهم دلوقتي الامتحان.
وسار بجانبها لتدخل قاعة الامتحان قبل أن يتوجه لقاعة امتحانه هو .
وهكذا كانا كل منهما يهتم بالآخر بطريقته وكل منهما يتذمر من الاخر لكن لا يقوى على معارضته رغم ذلك ولا يتخيل يومه بدون هذا الاهتمام الذى يغلفه به .
أنت تقرأ
لعنة الهيمنة
Romanceالزواج مشاركة يجب أن يقدم كلا الطرفين كل ما لديه لنجاحها ،أما اذا أراد أحدهما أن يستفرد بالهيمنة دون الآخر لابد أن يكون رد الفعل أسوأ من تخيلاته