الحلقة السابعة

6.5K 273 12
                                    


عادوا جميعا للمنزل لكنها لا تستطيع أن تحدد حتى الآن إن كانت تتقبله أم لا ، لم تحدد بعد طبيعة العلاقة بينهما في هذه الفترة  رغم السعادة التى شعرت بها حين توجه لمنزل والديها ليراضيها ،سعادة اشعرتها بالخجل من نفسها ،الا أنها مالبثت أن ذابت وتبخرت حين تأكدت أنه يصر على موقفه، بل ويعتبر الموضوع غير قابل للنقاش.
موقف والدها زادها حزنا فقد توقعت منه بعض الدعم على الأقل،لكنها أخلف كل توقعاتها ولم يضع لرأيها أيه أهمية .
وجدت الشقة نظيفة ومرتبة بشكل نجح فى إثارة تعجبها ، لابد من تدخل نسائى ليحصل على هذه النظافة ،شعرت بالمزيد من الضيق حين وصلت لهذه النقطة لتتوجه فورا لحجرة أطفالها وتمسك بهاتفها وتتابع مواقع التواصل الاجتماعي.
******************
منذ وصلوا جميعا للمنزل وهو ينتظر منها اى رد فعل لكن طال انتظاره، فطفليه بجواره يمرحان بسعادة ظاهرة بينما هى اختفت عن ناظريه ؛ حسنا لابأس ليمنحها بعض الوقت ويطلب طعاما جاهزا .
بالفعل طلب الطعام الذى استغرق وصوله ساعة كاملة ليبدأ هو فى إعداد الطاولة ليسرع الطفلين بالجلوس بينما طلب منهما الانتظار إلى أن ينادى والدتهما .
دخل الغرفة ليجدها تمسك هاتفها وتبتسم وقف يتأملها لحظة  ؛ كم إشتاق لتلك البسمة التى ما كانت تختفى عن ثغرها ابدا ،كان يكفيها أن تنظر له لتبتسم فورا .
لم تشعر به أو تعمدت تجاهله هو لا يعلم بالضبط ليقطع هو الصمت : هنا بتعملى ايه؟
لم تنظر له حتى : بتابع الفيس .
تنهد بضجر : طب يلا علشان نتغدا الولاد قاعدين على السفرة
اغلقت الهاتف وتبعته بصمت جلسوا يتناولون بين مزاح الطفلين ومجاراته لهما بسعادة فقد اشتاقهما بشدة .لكن هذا لم يمنعه من التعجب لامرها فهى للمرة الأولى منذ عرفها تتقبل الطعام الجاهز دون مناقشة ،ودون محاضرة عن اسرافه للمال فى أمور تافهة أو محاضرة عن مدى جودة الطعام أو كونه صحيا . هنا قلبه تغير بها شيئا هو لا يعرفه.
أنهت أعمالها لتعود لتمسك هاتفها وتنشغل به مما أثار حفيظة فاروق ومع مرور الوقت أثار غضبه لكنه آثر الصمت فلا داعى لمشكلة جديدة بسبب أمر لا يستحق .
حان وقت النوم ليسرع سامر إلى حضن أمه : ماما تعالى نامى جمبى
رد فعلها أذهل فاروق حرفيا فقد ربتت على رأسه بمداعبة وهى تنهض معه : حاضر يا قلب ماما .
لتتجه معه بصمت إلى غرفته وعينا فاروق تتسعان دهشة ، لم تكن تنام مسبقا إلا فوق ذراعه ، ماذا حدث لها في هذه الأشهر؟؟
********************
فى الصباح التالى استيقظ فاروق وهو يتوقع أن يجد هنا مستيقظة تعد له إفطارا بسيطا وتختار ملابسه لكنه وجدها تغط فى نوم عميق ، استعد للعمل وغادر دون أن تستيقظ عازما على التحدث إليها حين يعود .
استيقظت هنا فلم تجده بالمنزل ، لم تشعر بالاستياء لذلك بل تناولت فطورا برفقة أطفالها ثم أعدت الغداء ورتبت المنزل لتنتهى وتعود لهاتفها .
طلب سامر الطعام فأعدته له وشاركته أيضاً ، عاد فاروق فى موعده المعتاد ليقابله طفليه بسعادة وتنظر له هنا بلا مبالاة ثم تعود لمتابعة هاتفها .
توجه لغرفته غاضبا ليجد سيلا تلحق به : بابا هنتغدا دلوقتي.
ابتسم لها وظن أن هنا أرسلتها له : أيوة حبيبتي.
لتهرول الصغيرة خارجا تطلب من والدتها إعداد الطعام ولم تتأخر هنا فكان الطعام على الطاولة فى دقائق.
خرج من غرفته ليجد طعاما لشخصين فقط فيتعجب لذلك : مين مش هياكل ؟؟
لتقول ابنته بعفوية : ماما وسامر اتغدوا وانا مستنياك يا بابا .
لولا انتظار هذه الصغيرة بلا طعام لما تذوقه مطلقا ليضطر لتناول لقيمات .
توجه بعد تناول الطعام ليجلس بجوارها بغضب : ممكن نتكلم شويه؟؟
وضعت الهاتف جانبا وهى تنظر له ببرود ليتساءل : وبعدين؟؟
وكأنها لم تفهم ما يعنيه فتتساءل هى ايضا : فى ايه ؟
طلب من طفليه التوجه للداخل قبل أن يقول بحدة : فى ايه انت ؟ من ساعة ما رجعنا امبارح وكل حاجة متغيرة كأنك واحدة تانية !!!
لتنظر له بإستخفاف : انت عاوز ترمينى انا وولادى تلت شهور وترجع تلاقينى زى ما انا !!!! انت سألت نفسك مرة إذا ولادك محتاجين حاجة ولا لا .
شعر بالحرج لكن قرر أن يبادلها الهجوم : الغلط عندك من الأول لأنك سيبتى البيت ولا كأن فى راجل تعرفيه حتى هتعملى ايه .
ابتسمت بسخرية وهى تنظر له بإستخفاف : عارف لما جيت علشان تاخدنا انبت نفسى وقولت انى غلطانة لكن لقيتك جاى ومصمم على رأيك يعنى أنا وافقت أو لا مش فارق معاك . عاوزنى اعمل ايه وانا حاسة انى بقيت في حياتك تحصيل حاصل .
نهض ليجلس بجوارها وهو يحاول أن يراضيها : يا هنا انا عاوز الاحسن لينا ولولدنا .
نهضت تبتعد عنه وهى تقول بأسف : لا يا فاروق انت ممكن تكون فكرت في الاحسن للولاد والاحسن ليك لكن انا ماكنتش فى حساباتك خالص فى الخطوة دى .
حاول أن يعارضها لتقول بحدة : وارجوك ماتحاولش تكدب عليا . كفاية اللى وصلنا له .
تحركت لتغادر ليسرع فيمسك ذراعها ويقول برجاء : هنا . كفاية كدة ،احنا الاتنين غلطنا ،نحاول نتجاوز المرحلة علشان خاطر ولادنا
ضمها بدفء : علشان خاطر حبنا .
أبعدته بهدوء وهى تقول بقسوة : قبل ما تطلب منى افكر في حبنا كنت فكرت فيه .
سارت خطوتين لتتوقف وتلتفت إليه : انا هكون جاهزة اخر الأسبوع علشان ننقل زى ما انت عاوز .
وتوجهت لغرفة أطفالها لتتركه يفكر فى طريقة أخرى يعيد بها حياتهما إلى سابق عهدها.

لعنة الهيمنةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن