سرعان ما وصل فاروق لقد كان يسابق الزمن ليصل لهم ، وكأنه أكتشف شوقه لهم فجأة ولم يتمكن من كبته ، اسرع الصغيران يتسابقان لفتح الباب وجدهما لاحق بهما بخطوات بطيئة،وما أن فتح الباب حتى اسرع الطفلان سيلا تطوق خصره وسامر يتشبث بساقه ،إنحنى يرفعهما معا ويشد ذراعيه حولهما حتى سعلت سيلا وقالت بوهن : بابا هتكسرنى .
خفف ذراعه حولها وهو يقبلها قبلات متتالية : قلب بابا وحشتونى .وحشتونى اوى
انتقل سريعا مقبلا رأس سامر ووجنتيه ، بينما يقف الجد متابعا بتأثر وهو يتعجب هذا الحنان بعد ثلاثة أشهر من الجفاء ، إن حدثت مشكلة بين الزوجين فلم يهمل أحدهما أطفاله من باب العند للطرف الآخر.
وضعهما أرضا أخيراً ليقترب من حماه ليصافحه الآخر بترحاب دون أن يشعره بتقصيره أو يعاتبه عن هجر زوجته وأطفاله بل رحب به وأدخله ليجلس ويتبادلا حديثا وديا بينما أسرع سامر راكضا لغرفة والدته لينئها بهذه البشرى وهى قدوم والده .
***************
دخل سامر إلى غرفة والدته راكضا : ماما ، ماما إلحقى بابا جه .
شعرت بالألم للهفة الصغير وسعادته لرؤيا والده فلولا تسرعها ومغادرة المنزل لما عانى طفليها من فقد والديهما لشهور . تنهدت لترسم ابتسامة هادئة والصغير يسرع فيمسك كفها ويجذبها مسرعا للخارج .
تعلقت عينيه بها بمجرد ظهورها ، مجرد رؤياها يشعره بالحياة . ليتعجب هو نفسه من نفسه ،كيف تمكن أن يحيا طيلة هذه المدة دون رؤيتها !!! أحقا كان على قيد الحياة !!!!
نظر لها إنها غاضبة تشيح بعينيها بعيدا عنه ، إنها تعاقبه على هجره وقسوته فتحرمه من النظر لعينيها . وقف مرحبا بها ولولا خجله من والديها لضمها ليعيد لقلبه ذلك الشعور المسكر بدفء قربها منه ، إكتفى بمصافحتها بينما لم تنظر له إطلاقا ليشعر بالحرج ويحاول أن يبدى انشغاله بملاعبة طفليه اللذين أستقرا فوق ساقيه .
جلست تتهرب من عينيه فهى لا تقوى على النظر إليهما ليس فقط لغضبها منه فهذا الأمر يمكنها مناقشته ولكنها فى الحقيقة تخجل منه . نعم تخجل وتشعر أنها خذلته ، لقد كان متسامحا أكثر منها وهاهو بعد شهور الهجر يأتى إليها طمعا فى إنهاء الخلاف بينهما .
ترى لهفة طفليها ولهفته فيزداد شعورها بالخجل وتتهرب من عينيه اللتين تلهثان فى أثر عينيها . لحظات وطلب والدها من والدتها صحبة الطفلين للداخل فلا يجوز مناقشة هذه المشكلات بوجدهما ، تذمر الصغيران لكنهما انصاعا فى النهاية بعد أن اقسم أنه لن يغادر .
ساد الصمت بعد مغادرة الطفلين ليقطعه الأب بهدوء : هتفضلوا ساكتين كدة كتير !!!
رفعت وجهها لتلتقطها عيناه لتبدأ هى بالعتاب : يعنى أخيراً افتكرت .
تنهد وهو ينظر لها معاتبا ثم ينظر لوالدها ويوجه حديثه إليه : انا يا عمى مش جاى النهاردة أدين هنا او اعاتبها
أختطف نظرة لها قبل أن يكمل حديثه : أنا جاى بعد إذنك اخد مراتى وولادى وأروح لكن مين الغلطان . إحنا الاتنين غلطنا ولازم نحل مشاكلنا سوا
هز الاب رأسه: عين العقل يابنى بس هتاخد مراتك وولادك من غير ما تحل سبب المشكلة هتبقا فجوة بينكم تزيد يوم بعد يوم.
لتتدخل هنا مطالبة بحقها : أنا مش موافقة اعيش في كمبوند . ده بعيد وفى وسط الصحرا
نظر لها فاروق بحدة : وأنا اشتريت وخلاص وبقا بتنا ملكنا نسيبه ونقعد بالإيجار علشان نبقا فى وسط البلد ؟ يعنى ده كلام ناس عاقلين ؟
لتظهر الحدة بصوت هنا ايضا : انت عاوز ترمينى هناك بعيد عن اهلى واصحابى
اعتدل بجلسته وصمت قليلا قبل أن يقول : انت عاوزة ايه من الاخر يا هنا ؟
عقدت ساعديها وهى تقول بغضب : عاوزة افضل فى بيتى جمب أهلى .
لينظر لوالدها مستنجدا : احضرنا يا عمى يرضيك كدة اسيب بيتى واعقد إيجار ؟
هز الأب رأسه نفيا: لا طبعا ما يرضنيش ومايرضيش حد .
ثم نظر ل هنا بحزم : جوزك معاه حق يا هنا . مادام بيتكم ملككم انقلوا فيه ، ووفروا الإيجار انتو عندكم ولاد. وبعدين يا بنتى هو حد طايق يقعد في وسط البلد دلوقتي.
حاولت أن تعترض : بس يا بابا ...
ليقاطعها والدها بحدة : مفيش بس ، بلاش كلام فاضى مش هتخربى بيتك علشان تقعدى فى وسط البلد. حد يطول يبقا عنده شقة تمليك في الزمان ده . قومى يلا غيرى هدومك وروحى مع جوزك .
كتمت دموعها وهى تنظر أرضا حتى لا تخونها وتعبر عن رفضها والقهر الذى تشعر به وهرولت لغرفتها فورا.
********************
دخلت الغرفة لتطلق لدموعها العنان فتتسابق للتحرر من أسر جفونها بينما توجهت إلى الخزانة لتجمع ملابسها بأيد ترتعش غضبا .
لحظات وطرق الباب لتسرع بتكفيف دموعها لتدخل امها بصحبة الطفلين ليتسابقا فيمن ينهى ارتداء ملابسه أولا بينما تسرد امها على مسامعها وابلا من النصائح التي عليها الالتزام بها واولها عدم ترك المنزل مرة أخرى حتى لا يقسو قلب زوجها ويشعر بالراحة لبعدها عنه .
لتترك هذا الموضوع وتتطرق لضرورة اتخاذ الحيطة والحذر فقد تكون احداهن خلف الستار تتربص بحياتها لتستولى على زوجها .
ظلت تستمع وهى تهز رأسها وتتنهد فى صمت لتظن الأم أنها أكملت مهمتها على أكمل وجه لتحمل الحقيبة التى جهزتها هنا وتتجه للخارج برفقة سامر بينما ظلت سيلا برفقة هنا لتصفف لها شعرها .
*********************
هرولت للداخل لينظر والدها الى فاروق بحزم : اوعى تفتكر أن انا جيت في صفك يبقا هسكت على اللى حصل .
نظر له فاروق بترقب ليقول: انت رامى مراتك وولادك من تلت شهور ماسألتش عنهم وده لوحده يخلينى ارفض أرجعها معاك .
يحاول فاروق أن يدافع عن نفسه: يا عمى ...
ليقاطعه الأب بحزم بحركة من يده : انا هعديها المرة دى علشان أول مرة تحصل من تمن سنين لكن اذا اتكررت وبنتى رجعت لى معيطة تانى هيبقا لينا كلام تانى .
هز فاروق رأسه بخجل فهذا هو كل ما يريده حاليا أن يعود بها وبطفليه لمنزله وسيعمل على عدم تكرار هذه المشكلة مرة أخرى .
يعترف لنفسه بخطأه ربما إن كان صريحا معها ما حدثت هذه المشكلة من الأساس لكن أمه محقة فتكتمه على أمر شراءه لهذه الشقة يثبت سوء نيته
ساد الصمت بينهما حتى خرجت والدتها تصحب سامر وتحمل الحقيبة ليهب واقفا يحملها عنها .
خرجت سيلا بعد قليل بينما تأخرت هنا لبعض الوقت وما إن خرجت حتى نظر لها والدها بحزن هو يعلم أنه يخذلها لكنه يرى أن هذه الطريقة هى ما يجب إتباعه للمحافظة على حياتها الزوجية التى باتت مهددة .
أنت تقرأ
لعنة الهيمنة
Romanceالزواج مشاركة يجب أن يقدم كلا الطرفين كل ما لديه لنجاحها ،أما اذا أراد أحدهما أن يستفرد بالهيمنة دون الآخر لابد أن يكون رد الفعل أسوأ من تخيلاته