في الآونةِ الأخيرة، ومع تراكمِ عناكيبِ الحياةِ المزعجةِ على يومي، أصبحتُ املأُ دفاتري برسوماتٍ سخيفة وأغانٍ مجنونةٍ لا يُأخذ منها فنٌّ ولا معنى، وحيدةٌ أنا أتفرّد بأوجاعِ قلبي وبوح لساني، كئيبةٌ وكثيرةُ التفكير، شراييني تتراقص على لحنِ أوتار قلبي التي لا تنفكّ تعزف النّاي كلّ صباحٍ بحجّة إسعادي، دموعي المتوحّشة اتّخذت سبيلها نحو وسادتي روتيناً يوميّاً عند منتصف الّليل، عَشِقَتْ الأوساخ دميتي المهملة التي غدت مؤخراً حانيةَ الرّأس لفشلها في محاولةِ سحب الأحزان من جسدي كما كانت تفعل من قبل.
تضجّ جدراني بالألوانِ الزاهيّة والمصابيحُ تصدر موسيقى صاخبة لكنّ أذناي غمرت نفسها بغطاءِ الحزن السّميك، وعيوني أعمتها غشاوةُ الوحدة، الظّلام ضغط على عظام صدري حدّ الانكسار، وحبالي الصوتيّة تكاد تتفتّت من كَثرة السكوت، أحتاج أن أسمعَ أي شيء، حفظت الأغاني وسئمتها، اشتقت للضجّة والصّداع، لأيّ شيء يؤنس وحدتي وليلتي الصّامتة، بدأت مؤخراً بالحديث مع نملةٍ سوداء... فقد كان يتوجبُ علّي إنقاذ نفسي من هذا الوباء ومنعي من الإسراف في الحبوب المنوّمة، لكن حتّى هذا الباب أُغلق في وجهي لا بل أُوصد أيضاً، فرغم كلِّ الألعاب التي خططت لها مع نملتي لكنّها لم تشأ أن تبقى معي في نفس الغرفة، حاولت التّحدث مع البراغيث الليليّة لكنّها انفجرت وماتت من زخم الأحاديث، ونملتي الصغيرة امتلأت طاقةً سلبيّةً من أحزاني وهربت، وغدوت وحيدةً مجدداً لا صديقٌ يسلّيني ولا قلبٌ يحتويني 💔
أنت تقرأ
خواطر منوعة ~🎵
Randomمنوعات مما يجول في خاطري🎶 -الأجزاء غير مترابطة- حروف الكاتب لا تشبه حروفكم.. لأنها أجزاءٌ من روحه.. فالرجاء عدم نسيان حقوقي عند الاقتباس 💛