يُحكى عن فتاةٍ ولِدت تحمِل أطنانًا من الطموح، كبرت ونما معها طموحها حتى تحوّل إلى شغف، فحُلم.. حُلمٌ لطالما أرادت أن تعيش تفاصيله التي نسجتها في مخيّلتها..
لم تطلب شيئًا، بل كانت على أتمّ الاستعداد كي تقدّم مقابله عمرًا وجهدًا لن يشعر به أحدٌ سواها، إلا أنّها لم تتلقى سوى الكثير من الكلمات القاسية والجارحة.. گ( الفتاة نهايتها إلى بيت زوجها) و (سيصبح لديكِ أطفال ولن تتمكني من العمل فلماذا تحلمين؟) وكثيرٌ من تلك العبارات الرجعية المُحطِّمة، تجاهلتها وتمسكت بحُلمها تشدّ عليه بإحكام، لا تريده أن يهرب، لن تستمع إلى ما يؤمن به الآخرين.. ولا إلى كلماتٍ ينطقونها دون التفكير بمحدوديتها أو تأثيرها.. حيث كان القسم الأكبر منها يدور حول:
(اللهم ابعث نصيبها)، (أرجو أن تفرحوا بابنتكم قريبًا)، (متى ستستقر وتستتر في بيت زوجها؟)، (على أمل رؤيتها عروس)، (على أمل الفرح بأطفالها)، (أرجو أن تكتمل سعادتها بزوجٍ جيد في أقرب وقت).. و.. و..في كلّ مكانٍ تتواجد فيه، في كلّ مناسبة وعند كلّ نجاح.. الكثير من تلك الدعوات المتمحورة حول الزواج والأطفال، تدور حولها كالأطياف، تدفن حلمَها تدريجيًا في بقاع الأرض، كأنما السعادة متوقفةٌ على شخصٍ واحد وبضعة أطفال..!
بقيت على هذا الحال لفترةٍ لا بأس بها.. إلى أن تأثرت واقتنعت، خضعت لمحور الحياة الذي تتبعه النساء من حولها واستسلمت..فغدا الزواج أكبر أحلامها، وأعلى مراتب طموحها، انتقلت خيالاتها من قبعة التخرج إلى قبعة مشفى الولادة.. ومن كتاب علمٍ بين يديها إلى طفلٍ شقي.. بدأت تنتظر "نصيبها" خوفًا من لعنة العنوسة التي تسبب لفتيات عصرها بالرُهاب والقلق، استبدلت حُلمها الشاسع بآخر صغير ومحدود، ينتهي بها في بيت رجلٍ يقضي جلّ نهاره في العمل.. لتبقى هي حبيسة المنزل، دون ثقافة، دون وظيفة.. وحتى دون شغف..
أخبَروها أن الزواج سنّة الحياة، و الأساس الذي فُطرنا عليه، لكنهم نسوا أنه ليس محور الكون، وليس دائمًا نهايةً ناجحة و سعيدة.. قد يكون كفنًا وقد يكون جنّة.. فالفتاة العزباء الناجحة هي مثالٌ للدأب والإتقان وليست رمز شفقةٍ ونظرةٍ دونية..
والفتاة التي أكملت دراستها ثم تزوّجت رجلًا يدفعها نحو القمة، ويحفّزها لملء دربها بالشهادات والرقي بدلًا من الورود الحمراء هي مثالٌ للحكمة والعقلية المتحضرة.. بل هي يجب أن تكون مثالًا لكل فتاةٍ حيّةٍ في هذا العالم
لذا عزيزتي الفتاة، وسّعي آفاقكِ، مهدي طريقًا مزهرًا تمشين به بعد زواجكِ بسعادة، ثم أحسني الاختيار جيدًا..
وانتم يا سكّان العالم العربي أجمع.. ارتقوا أكثر.. فالفتيات بشرٌ كذلك ولديهنّ أحلامٌ تعادل جبال أطلسٍ وربما أكبر.. فأحيوها كرامةً لهنّ ولا تدفنوهنّ أحياء..
تلك التي حُكي عنها هي الفتاة العربية، "الوردة وسط أشواك المجتمع الجاهل.."
~~~~~~~~~
خاطرة من وحي الواقع المتخلف✌
رأيكم الصريح؟ 🍃
أنت تقرأ
خواطر منوعة ~🎵
Aléatoireمنوعات مما يجول في خاطري🎶 -الأجزاء غير مترابطة- حروف الكاتب لا تشبه حروفكم.. لأنها أجزاءٌ من روحه.. فالرجاء عدم نسيان حقوقي عند الاقتباس 💛