واقع..!

13 3 13
                                    


جميلٌ أن نعيش في خيالنا أحيانًا.. أن نتوهم السعادة، نتصنّع الابتسامة ونكذب على أنفسنا بأن أحدًا ما يهتمّ لأمرنا..

لكن فلنتفق أنه علينا جميعًا الاعتراف بشيءٍ ما..

بأن هذه الحياة لا تشبه أبدًا ما نراه خلف شاشات التلفاز من مسلسلاتٍ وغيرها..

فكّر معي لدقيقةٍ واحدة.. هل كنت مرةً مكسورًا ووجدت حضنًا يحتويك ليلةً كاملة كما يفعل الإخوة فيها؟

هل أتى صديقك يومًا من بيته البعيد كي يواسي أحزانك العابرة؟!

هل قبّل أباك يداك يومًا لأنك متعبٌ نفسيًا ترفض تناول الطعام على سفرة العائلة؟!

انظر إلى نفسك جيدًا .. لن تتجرأ على المشي في الطريق كئيبًا لافتًا للأنظار.. بل ستعتلي وجهك ابتسامةٌ مزيفة وتمضي بينهم كأن لا شيء قد حدث..!

حتى وإن أصابك همٌ مهما كان حجمه لن تتصل بأحد كي تخبره كم أنت بحاجته، وكم أنت وحيد وتحتاج صحبةً تصلح مافي داخلك من خراب.. لن تذرف الدموع على الهاتف منتظرًا منه أن يسمعك حتى آخر شهقة تتحرر من جوفك.. بل ستكتفي بمعانقة الوسادة والبكاء وحيدًا حيث هناك لن يراك أو يسمعك أحد..

الأمر لا يتعلق بالحزن فقط، فأنت حتى عندما تفرح كثيرًا لن تجد من تعانقه فرحًا لتشعر أنه سعيد أكثر منك أضعافًا.

ربما ستحب القفز في غرفتك بحماسٍ متجاهلًا كلّ من يصِفك بالمجنون والأخرق، وربما تبكي وتسجد لله شكرًا، لكن ثق بي ولا تحاول البحث عمّن يشاركك مقدار سعادتك ذاته لأنك لن تجد مهما حاولت..

إذًا عزيزي لن أطيل أكثر.. ولكن لنتفق أنه في المستقبل عندما تشاهد مسلسلا دراميًّا ما.. لا تسمح لمشاعرك أن تفيض فوق الحد المطلوب..

هذا من أجلك أنت، كي لا تصاب بصدمة الواقع المؤلم، وكي لا تجد نفسك مختلّا عاطفيا يبحث عمّن يحتوي حبّه فلا يجد.. سوى البرود.. والكثير من القسوة..

.
.

♡♡♡

خواطر منوعة ~🎵حيث تعيش القصص. اكتشف الآن