الفصل الأول

12.4K 168 2
                                    


إنه حل مناسب تماما . يمكنك أن تذهبى لتأخذى مكانى . "
ولكن قول مارغوت ترانت المرح هذا , قوبل بصمت عميق . وتمتمت ميغ لانغترى : " دعينى أستوضح الأمر تماما . إنك تريدين منى أن أسافر إلى جنوب فرنسا , فى الشهر القادم , وأمكث مع خالتك فى قصرها , منتحلى شخصيتك " وسكتت وهي تلقى على أختها غير الشقيقة نظرة طويلة متأملة , لتتابع بعدها قائلة : " هل هذه هى العناصر الأساسية فى التمثيليلة ؟ "
سألتها مارغوت : " وما الخطأ فى هذا ؟ إن تلك العجوز تريد من يمكث معها لمدة أربع أسابيع لكى تتمكن مرافقتها المستعبدة تلك أن تأخذ فرصة ترتاح فيها , فما هى المشكلة فى ما لو ادعت فتاة بأنها مارغوت ترانت ؟ "
فردت عليها ميغ بسخرية بالغة : " ليس ثمة مشكلة طبعا . حتى عدم الشبه بيننا , ليس له أهمية على الإطلاق "
فهزت مارغوت كتفيها قائلة : " إننى شقراء ., وأنت سمراء . " وألقت نظرة استخفاف على شعر ميغ البني المسترسل البسيط الطراز , وهى تتابع : " وهذا يمكن تعديله بسهولة . أما بالنسبة للأشياء الأخرى , فهى عمياء تقريبا وهذا هو السبب فى حاجتها إلى مرافقة دائمة , فهى لن تتمكن من رؤيتك بوضوح ."
تمتمت ميغ : " هذه هى نهاية طموحى "
مالت مارغوت إلى الأمام قائلة بحدة : " هيا يا ميغ , يمكنك القيام بذلك بكل سهولة , ذلك أنه ليس ثمة وظيفة لك تقلقين بشأنها ما دامت المكتبة التى تعملين فيها ستقفل أبوابها فى نهاية الأسبوع . يجب ان تدركى هذا . "
قالت ميغ معترضة : " ولم لا ؟ إن البرلمان يمنح لاعضائه إجازة فى الصيف . من المؤكد أن ستيفن سيعطيك اجازة . "
اجابت مارغوت وقد ظهر على وجهها الجميل انفعال مفاجئ : " ربما سيفعل إذا أنا طلبت منه ذلك , ولكنه على وشك طلب أن يطلب الطلاق من زوجته , وأنا لا أريد أن أتركه فى هذا الوقت بالذات . "
تمتمت ميغ بجفاء : " لقد فهمت " ذلك أنه , مهما كان رأيها فى هذا العمل المقيت , فقد كانت أختها بسبيله منذ وجدت عملا كسكرتيرة عند ستيفن كيرتيس عضو البرلمان الشاب الذى كان مرشحا لرتبة وزارية فى الحكومة المقبلة .
قالت مارغوت باستياء : " ثم أنه ليس لديه الحق فى استدعائي بهذا الشكل المفاجئ , إننى لم أرها منذ كنت فى التاسعة من عمرى . "
قالت : " إننى أعجب لعدم سماعى بها حتى الآن . "
هزت مارغوت كتفيها قائلة : " إنها فى الواقع , عمة أبى , وكانت تحبه كثيرا . وقد أطلق علي اسمها . وهكذا , نحن الثلاثة , بنفس الاسم . أليس هذا شيئا جميلا ؟ "
أجابت ميغ وهى تهز رأسها : " هذا غريب , ولكنه خارج عن موضوعنا الآن , ألا يمكنك أن تكتبى إليها لتخبريها بعدم تمكنك من الذهاب إليها . " منتدى ليلاس
 أجابت مارغوت بحدة : " كلا , إن هذا فى منتهى الغباء . ذلك أن ليس لها أولاد ولا أقرباء حسب ما أعرف . وإرث مثل قصر في لانغيدوك هو شئ لا يمكن الاستهانة به . وهكذا ترين أن من الضرورى أن أكون بجانبها " ونظرت إلى ميغ بابتسامة متوسلة وهى تستطرد : " أو تقومين أنت بذلك باسمى . "
عضت ميغ شفتيها قائلة : " لا سبيل إلى ذلك . لأننا لن نستطيع الافلات من سوء النتيجة , هذا عدا عن الاعتبارات الأخلاقية . "أجابتها مارغوت : " ليس ثمة ضرر فى ذلك . الأمر هو أن مارغوت ترانت قد استدعيت . ومن المفروض أن هذه ستصل فى الوقت المعين . وأنت مناسبة , أكثر منى للعناية بعجوز كئيبة . اجعليها راضية لأجلى , وسأكون شاكرة لك إلى الأبد . "
قالت ميغ وهى تدفع شعرها إلى الخلف : " أهذا إذن , هو الحافز الذى يدفعنى للقبول ؟ إنك حقا , عديمة التفكير يا مارغوت . وعليك أن تقومى بعملك القذر هذا بنفسك ."
قالت مارغوت وهى تنظر إلى أظافرها : " هل أنت ذاهبة ؟ كنت أظن أن المكتبة تقفل أبوابها يوم الأربعاء . "
أجابت ميغ : " هذا صحيح . وأنا أمضى هذا النهار مع مربيتي تيرتر كالعادة ."
قالت مارغوت : " طبعا فى كوخها الجميل , أم على أن أقول كوخنا ؟ "
ضاقت عينا ميغ لتقول بعد برهة : " إن كوخ بريدونس هو لإقامة المربية طوال حياتها . لقد أوضح أبى ذلك بعد موته . "
قالت مارغوت : " نعم , ولكنه لم يقرر ذلك كتابة , يا حبيبتى , وليس هناك وثيقة قانونية بذلك . ومنذ أيام قامت أمى بزيارة خاطفة إليه . ذلك أن أصدقاءها , آل نيستور , يبحثون عن مكان يمضون فيه عطلة نهاية الأسبوع . ويبدو أن هذا المكان ملائم جدا ."
حدقت ميغ فيها قائلة : " إنك , طبعا , غير جادة بذلك . إن المربية مولعة جدا بالكوخ ."
أجابت مارغوت بجفاء : " طبعا لابد أنها كذلك , فهو مكان مرغوب جدا ."
قالت ميغ : " ولكن , ليس ثمة مكان آخر لتذهب إليه ."
فأجابت مارغوت والحقد يكسو ملامحها : " هنالك ملجأ العجزة . إن لأمى أصدقاء في جمعية الخدمات الاجتماعية وأنا واثقة من أنهم سيساعدونها فى ذلك ."
ارتجفت ميغ وهى تتنفس بصعوبة قائلة : " إن هذا سيقتلها , والإقامة فى ملجأ يرعبها . وهى بإمكانها أن تخدم نفسها بنفسها ."
قالت مارغوت ببرود : " إن الأمر , فى هذا , بيدك أنت , ذلك أنه إذا قبلت بالذهاب إلى لانغيدوك فسأقنع أمى بأن طرد المربية من الكوخ سيكون خيانة لذكرى أبيك ."
سألتها ميغ بخيبة أمل : " وهل هذا يغير من الأمر شيئا ؟ "
أجابت مارغوت : " بالطبع , فقد كانت مولعة بأبيك جدا , رغم أنها لم تكن تحب المربية وطريقتها فى السيطرة , هذا إلى جانب أن كلمتى الآن مسموعة عندها , فأنا أوجهها أينما وكيفما شئت , ذلك لأنها مستميتة كي يكون لها صهر فى البرلمان ."
فكرت ميغ عابسة , إن معنى هذا أن تذهب زوجته كيرين وأولاده إلى الجحيم .
تابعت مارغوت بدهاء : " حتى ان فى استطاعتى أن اجعلها تكتب شيئا باسم المربية , هذا إذا ذهبت أنت للمكوث مع خالتى لمدة شهر . إننى بحاجة إلى معونتك , يا ميغ , إذ على أن أبقى هنا لكى استمر بالضغط على ستيفن ."
قالت ميغ ببرود : " إن قمت أنا بهذا الأمر , فلأجل المربية وليس لأساعدك فى الحصول على هذا الرجل المتزوج ."
تمطت مارغوت بسرور وهى تقول : " دعى عنك هذا الغرور . فأنت ستذهبين إلى فرنسا لمدة شهر كامل وكل التكاليف مدفوعة . ماذا تريدين غير ذلك ؟ " وابتسمت راضية وهي تتابع : " كذلك سأعيرك سيارتي لكي تذهبي بها إلى فرنسا . وعليك أن تبدأى بالتمرين على القيادة منذ الآن ."
أطبقت ميغ أسنانها بشدة وهى تقول : " إننى لم أقل بعد إننى سأذهب ."
فارتسمت على شفتى مارغوت ابتسامة الثعلب وهى تقول : " ولكنك ستذهبين , وإلا فإن المربية العجوز المسكينة ستصبح دون مأوى, فالخيار فى ذلك يعود إليك ."

 اغنية الفجر ـ سارة كريفن ( قلوب عبير ) دار النحاس ( كاملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن