Part 7

114 15 4
                                    


لم ينطق أحد بأي شيء ، بقيت كل الأسئلة تدور في الرؤوس فقط ،حتى قطع الصمت الثور :" حسناً سأنزلكم عند الغابة الذهبية ، طرت بكم دون توقف ، في نهاية الغابة ستجدون البابا ياغا " ، قلت :" لكنك وعدت بأخذنا طول المسافة ! " ، رد :" كلا لم أعد بشيء ، أنا تعب ، يكفي أنني لم أتوقف في الغابة البرونزية و لا الفضية ، تعلماً من أخطاء سابقة ... " ، قلت :" و ما شأننا بأخطائك ؟ ... آخ لا يهم أنزلنا أينما تشاء " ...

حط عند مقدمة الغابة و لم يقل شيئاً و طار بعدها بسرعة ، كنت مغتاظاً من الأصل و لا أريد زيادة الأمر سوءاً ، نظرت لنايجل و إيدين الذين أبقيا على صمتهما ، أعلم أن هذا بسبب غضبي ، سألت :" تريدان الحديث عن السيف أولاً ؟ " ، و نظرت لهما بامتعاض ، أدار نايجل عينيه و قال :" و لمَ ترغب بالتحدث الآن ؟ كي تبرر خداعك ؟ " ، قال إيدين :" لا أعلم ما الذي حدث بينكما ، لكن اتركا أمر السيف و قولا لي لماذا يريد منكما البارون الذهاب إلى البابا ياغا ؟ " ، رددت :" قال لأجل بيضة ، و لم أفهم التفاصيل ، علينا الذهاب إليها فقط ، و سنفهم منها " ...

" تريدون الذهاب إلى البابا ياغا أيضاً " ، كان صوت فتاة جاء من خلفنا ، التفتنا للخلف و رأينا فتاة قصيرة بملابس متسخة و شعر مبعثر و بطن منتفخة ، هل يعقل أنها ؟

قالت :" ااخ أنتم لا تعلمون ما مررت به خلال الرحلة ، أخيراً وجدت رفقة ، إذاً ما هو سبب ذهابكم لها ؟ " ، امتنعنا كلنا عن الحديث ، لا أعلم لماذا ، لكن الأمر فقط غريب ، هكذا فتاة عشوائية تسألنا عن شيء نحن حتى لا نفهمه ، بما أننا لم نجب ابتسمت و قالت :" همم لا بأس إن لم تريدوا الكلام ، أنا ذاهبة لأنقذ زوجي من يدي ساحرة شريرة ساقطة ، يجب أن أصل لها قبل أن أضع مولودي و إلا لن أراه أبداً ، ااااعع تكلمت كثيراً ، هل أجد معكم طعام ؟ أنا جائعة " ...

" مسكييييينننةةةة " صرخ ثلاثتنا و بدأنا بالبكاء ، ذهب إليها نايجل و قال :" ارتاحي ، سأحضر الطعام الآن " ، ضحكت و قالت :" يا لكم من لطفاء ، أنا إيلونا ، و أنتم ؟ " ، اللطيف هنا هو أنت !

قال نايجل بسرعة :" أنا نايجل ! و هذان إيان و إيدين " ، قالت :" ظريف ! يشبهان بعضهما جداً " ، قلت من دون وعي :" هذا لأننا توأمان " ، شهقت و قالت :" توأمان ؟ لستما بنفس العمر ، هل أنا مخطئة ؟ " ، انظر للحالة التي أوقعت نفسك بها يا فتى ! أجاب إيدين :" لست توأمه فعلاً ، فأخي عند البارون ، و لا أعلم أين أنا الآخر ... " ، قلت :" في العالم الحقيقي يمرح مع أصدقائي ! أين يمكن أن يكون شخص خبيث مثلك ؟ " ...

" بارون ؟ عالم حقيقي ؟ " قالت مشوشة الفكر ، قلت :" حسناً يبدو أنه حان الوقت لإيضاح كل شيء و ربط الأمور ببعضها ، ما أعلمه أن البارون أحضرني من العالم الحقيقي- إن صح تسميته هكذا- لكي أجد له البيضة من البابا ياغا حتى لا تستيقظ نسختي الصغيرة في هذا العالم ، فقد أخبرني إن استيقظ سيدمر هذا العالم " ، قال إيدين بسرعة :" كلام البارون كاذب ! فكما ترى أنا مستيقظ ! و لم يتدمر النصف الشرقي من العالم ! لقد خدعك و خدعني البارون ، كنت مثل أخي نائماً و واعياً بنفس الوقت لجزئي من العالم ، لكن فجأة وجدت نفسي أستيقظ و البارون أمامي يضحك ، و أخي يبدو فاقداً للوعي المفروض حتى يظل ثبات العالم ، ثم أمسك بي و ألقاني في الجزء الغربي حيث لا سلطة لي ، و أخذ أخي و اختفى " ، قال نايجل بصدمة :" كيف يفعل البارون هذا ؟ أليس المسؤول عن حمايتكما ؟ " ، نظرنا له بحنق و قلت :" أنت كنت معي عندما أخذني ! ماذا تعرف ؟! " ، أجاب بخوف :" صدقني لا أعلم شيئاً ، جاء إلي فجأة و قال أحتاجك أن تذهب معي لنحضر الفتى اللطيف ، لم أفهم ماذا يقصد ، إلا حين رأيتك لكنك كنت العنيف على حسب تصوري ، و بات الأمر مشوشاً ! ، لكن عندما قلت أنك سحبت السيف بدأت أظن أنك اللطيف ، اااع هذا محير ! " ..

" إذاً ما توصلنا له الآن أن البارون يخفي شيئاً أو فعل شيئاً ، ليأخذ شيئاً آخر ؟ " قال إيدين و هو يفكر ..

" اسمحوا لي بالكلام ..." قالت إيلونا مقاطعة حديثنا الغير مفهوم بالنسبة لها ، و تابعت :" إن سألتموني عن رأيِّ و لم تفعلوا ... فأنا أرى أن ذلك البارون ليس المذنب .. أو هذا ما أعتقد .. فقد سمعت أن الساحر الشرير جاء للقصر الكريستالي قبل شهر تقريباً و حاول قتل حاكمنا ، فحسب ما سمعت ربما يكون البارون ضحية ؟ أو ذلك ليس البارون الحقيقي ؟ ااه لا عليكم .. كلها إشاعات سمعتها ... لماذا أكرر كلام الناس ، أنا جائعة ... " ...

تبادلنا النظرات و بدا الأمر أوضح قليلاً و قلنا معاً :" ربما يكون كلامك صحيحاً ! " ، تابع نايجل :" نعم فمنذ شهر تقريباً بدأ البارون يتصرف بغرابة ! مع أننا رأينا المعركة التي حدثت بينه و بين الساحر ! و انتهى الأمر بهزيمة الساحر ، لكن حسب معرفتي .. لا يمكن القضاء عليه بسهولة هكذا ! " ، قاطعه إيدين :" نعم بالضبط ! لهزيمته عليك تحطيم البيضة السحرية لأنها تحتوي على قلبه ! و بالأحرى إن أحضرت البيضة له سيمتلك قوة أكبر ! و يحكم كل شيء " ، أكملت :" لهذا علينا الذهاب للبابا ياغا و طلب المساعدة ضده ! فكما تعلمون هي ليست بصف أحد ! و تساعد من ينفذ المهام التي تطلبها " ...

أعتقد أنه لن يكون بيننا اتفاق كهذا حتى بعد مائة عام ، تصافحنا و عقدنا العزم الآن بالذهاب لها ...

" تمام اتفقتم ، هل نأكل الآن ؟ " قالت إيلونا ، صرخ نايجل بإحراج :" ااعع آسف ! كان يجب أن أضع الطعام قبل حديثنا " ، و أخرج من حقيبته مفرش مائدة أبيض ، نفضه ثلاث مرات و فرده على الأرض و قال :" أيها المفرش حضر لنا ما طاب من الطعام " ، ثوان و كان مليئاً بأشهى أنواع الطعام ..

قلت لنايجل :" يا ساقط لمَ لم تخبرنا عن هذا ؟ " ، رد :" الجميع يعلم عن هذا المفرش ، ما بك ؟ و أيضاً مؤنتنا لم تنفد طوال الطريق ، بسبب أخذنا توصيلات عجيبة ... " ..

بعد ثوان فهمت شيئاً غبياً :" السيف ! السيف أيضاً من القصة صحيح ! يعمل عندما تطلب منه ! تباً كيف لم أفكر بهذا ! " ، رد إيدين :" نعم يا غبي هذا كان واضحاً أيضاً ... لكن أنا وحدي من يستطيع سحبه لأنه ملكي " و ابتسم بخباثة ...

هذان الساقطان ! سأقضي عليهما حتماً ... أنهينا تناول الطعام و تقدمنا للغابة ، أرجو أن ننهي مهمتنا سريعاً ...

البيضة السحريةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن