كانت الغابة على اسمها كلها من الذهب الخالص ، لكن كما نعلم من القصة إن حاولنا قطف أي شيء منها سينتهي بنا المطاف بالقتل من حراس الغابة ، لذا كنا نسير و ننظر حولنا مبهورين بجمالها فقط ...
لكن سمعت صوت نداء ضعيف يطلب المساعدة ، التفت حولي و لم أجد شيئاً ، حاولت تجاهل الصوت ، لكنه استمر بالارتفاع ، لذا أخذت الخطى بإتجاه ما أسمع ، أوقفني نايجل :" إلى أين أنت ذاهب ؟ " ، رددت :" هناك أحد يطلب المساعدة ، ألا تسمع صوته ؟ " ، هز رأسه نفياً و قال :" هل بدأت تهذي بسبب كل الذهب حولنا ؟ " ، قلت :" كلا يا طماع ! أنت من يذهي ، على كلٍ أنا ذاهب لأجد مصدر الصوت " ، و انطلقت باحثاً عنه ..
" انتظر ! " تبعني نايجل ، ثم قال :" لكن هل نتركهم وحدهم ؟ " ، نظرت لإيلونا و إيدين ، كانا يتحدثان بكل سلام و لطافة ، ثم قلت :" أنت ابق معهم ، سأعود بسرعة " ...
تركته و ركضت بسرعة ، وجدت إوزة بيضاء جميلة عالقة بين الأشواك ، قمت بمساعدتها بالتخلص من الأشواك من دون أن يصاب جناحها بأذى ، بعدما تخلصت من الأشواك صرخت بسعادة :" شكرااا أيها النبيل ! أنا أقدر لك كل هذا ! يمكنني أن أتزوجك في الحال ، فأنا بنت جميلة حولني الساحر لهذه الهيئة ... " ، " اخرسي لا أحتاج هذا " قلت بقسوة حطمت قلبها ...
" تباً ! يالك من قاسٍ ! " جاء صوت إيلونا خلفي ، و كانت مع إيدين و نايجل ، تبعوني رغم كل شيء ، ثم تابعت إيلونا :" انظر لجمالها ، كيف ترفضها هكذا ؟! " ، قالت الإوزة :" لا بأس ، لدي قلب صلب ، المهم يمكنني سأعطيك ريشة مني بحيث إن احتجت المساعدة احرقها فقط و سآتيك بسرعة ، رغم أني سأعطيك كل ريشي إن قبلت " و أشاحت وجهها بخجل ، رددت :" لا أحتاج ريشك يا منحرفة ... واحدة تكفي " ، سلمتني الريشة و طارت و هي تبكي ... هاه .. لمَ هي هكذا ؟
كان الثلاثة ينظرون إلي بجحود ، سألت :" ماذا بكم ؟ " ، قالوا :" لا يهم ، لنتابع مسيرنا " ...
و عند بركة صغيرة ذهبية ، كانت سمكة حمراء على الشاطئ تصارع للبقاء على قيد الحياة ... دفعتها بقدمي للبركة ، صرخت من الأعماق :" يا أحمق عاملني بعناية أكثر ! هاه ! أنا حية ! شكراااا " ، صعدت للأعلى و أكمل :" شكراً لك أيها النبيل ! سأعطيك زعنفة ، و إن احتجتني فقط ألقها في أي بركة مياه و سأكون هناك من أجلك " ، أعطتني الزعنفة ثم سبحت للأعماق بسرعة ، قلت :" شكراً .. " رغم أنها لم تسمعني ... لا يهم ...
تابعنا السير لساعات من دون أن يحدث أي شيء ، حتى سمعنا صوت تذمر و صراخ ، كان يأتي من شجرة قريبة ، ذهبت لها و هناك كان سنجاب يسخط و يلعن ، قلت له :" ما بك ؟ " ، رد بسخط :" تلك البومة الحقيرة ! لقد ألقت كل مدخرات الشتاء خارجاً ! أترى كل هذه المكسرات ، كيف سأجمعها الآن ، و أحميها من تلك اللعينة " ، و ابتأس ... قلت له :" لا عليك سأجمعها لك ، سأجمعهم بكيس حتى تحتفظ بهم بشكل أفضل ... " ، ذهبت لنايجل و ضربته على رأسه و قلت :" معك كيس صغير صحيح ؟ " ، صرخ نايجل :" ما شأني ببطولاتك ! نعم لدي ... " ، ثم أخرج من حقيبته واحداً ...
جمعت المكسرات ، ثم ضحكت ، قال نايجل :" هذا مقرف ! إيان يضحك ! سأغسل عيني من هذه البشاعة ! " ، ألقيت حجراً على رأسه الصلب ! و قلت :" اخرس يا معاق ! أضحك لأن هذا ذكرني بشيء " ، ثم سكت قليلاً و ابتسمت ... شكرني السنجاب و أعطاني حبة بندق و قال :" إن احتجتني ألق الحبة في الهواء و سأكون عندك في لحظة ! " ، ودعته بلطافة ...
قال نايجل عندما ابتعدنا :" ما الذي تذكرته لتضحك ؟ " ، قلت :" كل شيء بهذا العالم ، الحيوانات تتكلم ، كان حلمي أن أرى حيوانات ناطقة ... أنا بقصة شعبية حقاً ، تعلمون .. كانت أمي تروي لنا الحكايات الشعبية كل ليلة قبل خلودنا للنوم ، هذا بسبب أن إيدين أصابته حالة ذعر بسبب صوت مجهول سمعه ذات ليلة ، و فترتها كان لا يرغب بالنوم إلا بجانبي في السرير ، و أمي تروي له القصص لينام ، اااخ كانت تعتني به بأكثر مني ... لكن بعد كل قصة كنا نتخيل أحداث القصة الخاصة فينا ، و إذا فكرت بالأمر أكثر ، هذا العالم تماماً يشبه ما كنا نتخيله ..." ، سكت قليلاً و نظرت للوجوه المحدقة فيَّ ..
أحسست ببعض الاضطراب ، قال نايجل :"واو هذه أول مرة أسمعك تتحدث عن أخيك ، أخبرنا المزيد " ، ضحكت و نظرت لإيلونا و قلت :" تعلمين ، إن تذكرت الأمر جيداً ، فقد كانت لدينا مربية أطفال تشبهك ، أعجب بها إيدين و كان يتحدث دائماً عن كيف سيتزوجها ، كنا في الثانية عشرة ، و هي كانت بعمرك ، كان مجنوناً ، لكنه صدم عندما علم بخبر خطبتها و أخذ بالبكاء لخمس ليال حتى ترك الأمر ..." ، خجلت إيلونا و قالت :" أووه هذا لطيف ، أتمنى أن أنجب ولداً ظريفاً هكذا ! " ، و كان إيدين الصغير بجانبي محمر الوجه و لم ينطق بحرف ، يبدو أنها تعجبه حتى في هذا العالم ، ابتسمت بخبث و أنا أنظر له ، ضربني على يدي و أشاح وجهه خجلاً ... هذا ظريف حقاً ، لكن لحظة ..
" ألا يعني هذا ...؟ " قلت أفكاري بصوت عالٍ ، " هل يعني هذا أننا في حلم إيدين ؟ أعني الذي بالعالم الحقيقي ؟ إن فكرنا جيداً سنجد الأمر منطقياً ، فإيان النائم و الفاقد للوعي لم يدمر العالم ، و إيدين المستيقظ أيضاً لم يفعل ، يبقى أنا و إيدين الحقيقي ... و أنا لا أعتقد أني نائم فعلياً ، هل يعقل ؟ "
قال إيدين :" ربما ... لكن الحقيقي كيف نام ؟ أعني لا يمكن أن يكون نوماً عادياً ، ربما شيء آخر .. هل هو في خطر ؟ "
" إنه في غيبوبة "
جاء صوت من نهاية الغابة ، نظرنا للأمام و هناك وجدنا عجوزاً بساقين نحيفتين تقف أمامنا ...
البابا ياغا ...
أنت تقرأ
البيضة السحرية
خيال (فانتازيا)أخي التوأم حصل المجد طوال حياتي و لم أحصل أنا إلا على المشاكل لكن فجأة ظهر أمامي بارون يريد انقاذ مملكته هل أنا من يريده حقاً أم أخي ؟