اليوم وقد انتهت مهلتها بالتفكير التى منحها لها والدها خرجت لتفتح له الباب ولكن لم يكن والدها وحده فقد كان معه عمها وخالتها واكرم فرحبت بهم وافسحت لهم للدخول بينما ساوراها القلق فلما مجيئهم فى ذلك الوقت تحديداً ؟! ابعدت قلقها وذهبت لتعد لهم شئ ليشربوه بينما امها كانت قد رحبت بهم وهى تحمل الرضيعة النائمة فيأخذها اكرم وهو مستغرب من نوم تلك الطفلة افلا تكتفى نوم لليوم ال3 على التوالى يأتى وتكون نائمة
فسأل متعجباً خالته : هو انا كل مااجى الاقيها نايمة
سمر: متقلقش كلها فترة بسيطة وهتقول امتى تنام
اكرم : تكبر بس وانا مش هقول
صفاء: انت مستعجل ليه سيبها تستمتعلها شويه قبل ماتكبر
نور التى عادت وهى تحمل الشاى والكيك جلست بجوار ابيها على الاريكة بينما يقابلها اكرم وامها وخالتها وبعد احاديث خفيفة اثناء احتساء الشاى نظر كمال الى زوجته بعيناه يطلب منها ان تذهب قليلاً
فتقوم سمر مستئذنة هى واختها للجلوس بالخارج كى تتركهم يتحدثون براحة ، وحينما تبتعد امها تشعر بأنها مراقبة من الجميع فترفع نظرها لتلتقى عيناها بعيناه السوداء التى تخبرها بالنفور فتبعد عيناها سريعاً
مصطفى : نور يابنتى اكرم طالب يتقدملك قولتى ايه ؟!
كمال: نور قرارك لازم يكون على اقتناع واعملى الى تشوفيه صح وفى مصلحتك انتى ورغدة دى حياتك يابنتى
نور التى احتارت فعمها يقول انه موافق بالارتباط بها ولكن عيناه تخبرها بالا توافق فماذا حدث ليجعل اكرم يغير رأيه؟! نظرت لعينى والدها وعمها فترى القبول بينما اكرم النفور ولكن ليحدث مايحدث فهى اخذت قرارها ولن يبدله شئ
نور بأستحياء : انا موافقة مصلحة رغدة اهم من كل شئ
كمال برضا : عين العقل يابنتى عمرك ماخيبتى ظنى
مصطفى : ربنا يوفقكم يا ولاد وكتب الكتاب فى معادة
اكرم الذى كان يجلدها بنظراته لم يتحدث بكلمة وبقى صامت بينما هى اعترضت
نور: لا ياعمو اسمحلى شهرين بدرى اووى مش اقل من سنه
مصطفى معترضا : ايه فايده التأخير؟ وكل ده رغدة هتبقى بعيدة عن ابوها
اكرم ساخراً : يمكن عاوزة تعمل فرح يا بابا
نور التى رمقته بغضب: فرح ايه ازاى نعمل كتب الكتاب بسرعة كده و..
مصطفى مقاطعاً: نور يابنتى مافيش داعى للتأخير الاستقرار فى الوقت ده افضل غير الامور دى مش انتى الى تحدديها
نورمعترضه : لكن
كمال مقاطعاً بحزم : نور اعمليلنا فنجانين قهوة
نور مرغمة : حاضر يا بابا
وخرجت لتعدها بينما كان ابيها يتحدث مع اخيه واكرم قد ضاق ذراعاً فدلف للشرفة عل الهواء يبرد نار غضبه ويهدئه
مصطفى: الجواز لازم يكون بسرعة علشان مصلحة الكل ومينفعش يتأجل
كمال بتفهم: انا عارف بس راعى ان نور حساسه من جهه زعلانة على مى الله يرحمها ومن التانية مسئولية رغده واكرم الى مش متقبلها
مصطفى : وعلشان كل دة بقول ان الجواز يكون بسرعة افضل علاج لاكرم ولنور جوازهم بسرعة
كمال بتفكير: انت شايف كده ؟
مصطفى : العقل بيقول كده و زى ما اقنعتها تقبل الجواز اقنعها بسرعة كتب الكتاب
كمال : بس انا كده بضغط عليها اووى ياحج
مصطفى : ياكمال ياخويا ده لمصلحتهم والحى ابقى من الميت ومى الله يرحمها عمرنا ماهننساها
كمال الذى لاح الحزن بعينه لذكر صغيرته : يبقى زى مااتفقنا
وعلى تلك الكلمه دلف اكرم من الشرفة
اكرم : اتفاق ايه يا بابا
مصطفى : على كتب الكتاب ياابنى زى ماهو بعد شهرين ان شاء الله
اكرم بتفكير : تمام
دخلت نور وهى تحمل القهوة لأبيها وعمها ولم تنسى اكرم بعمل النسكافية بلاك الذى يعشقه وأعطت لكلاً منهم مشروبه وخرجت لترى الصغيرة ، تجلس مع امها وخالتها فهى لم يعد لها مجال للجلوس معهم فيسألوها عما حدث فتخبرهم لترى ابتسامة من امها يشوبها الحزن وتبارك لها هى وخالتها بينما لم تتحمل سمر فتبكى وتهدئها اختها ونور
مر الوقت سريعاً من احاديث خفيفة وتناولا طعام الغداء معاً ومع اختفاء الشمس غادر اكرم مع والديه وبعد ان اوصلهم ذهب يلتقى وليد وصل الى بيت عمته ماجده التى رحبت به بشده فهو كأبنها الثانى الذى لم تلده وبعد جلوسه معاها ومع وليد لفتره بسيطة من الاحاديث الخفيفه اخذ وليد اكرم ودلفوا الى غرفته التى لاتخلو من الطابع الرجولى بأثاثها البسيط العملى داكن اللون ومنها الى الشرفه الفسيحة التى تعبق هوائها بالورود والاشجار التى تملئها ، جلسا على احدى المقاعد الخشبية المصنوعة من خشب البامبو واكرم ينظر الى السيارات التى تأتى وتختفى وتمنى لو كل ماحدث يختفى كتلك السيارات ولكن عبثاً
ماجدة التى اتت وهى تحمل العصير مقاطعه شرود اكرم
ماجده بأبتسامة : عملتلك العصير الى بتحبوا
اكرم وهو يأخذ ه منها : ليه بس تعبتى نفسك وجبتيه لحد هنا ياعمتو
ماجدة : ولا تعب ولا حاجه ثم اتعب لمين انا لو متعبتش ليك
وليد : وانا نستينى ولا ايه و لا انا أبن الغسالة
اكرم: تموت لو مهزرتش
وليد : اضحك ياعم وخليك فرفوش خدنا ايه من النكد بلا هم
اكرم: على رأيك
ماجدة : اسيبكم انا يااولاد تتكلمو براحتكم واعمل حسابك يااكرم هتتعشى معانا
اكرم : بـ
وليد مقاطعاً : نزل الفرمان انسى تخلع ياحلو هههه
اكرم الذى لم يضحك كعادته لمزاح وليد ولم يجاريه فرغم ابتسامته لمزاحه الا انها ابتسامة جافة مليئه بالحزن
اكرم بتردد: وليد انا ... انا عاوز اقولك حاجه
وليد : قول ياصاحبى
اكرم : انا هتجوز
وليد: عين العقل رغدة محتاجه لام وانت كمان محتاج لزوجة ترعاك وتاخد بالها منك ومافيش احسن من نور تقوم بالمهمه دى
اكرم بصدمه: انت عرفت امتى
وليد ممازح : من قبلك بكتييير وانا الى كبرتها فى دماغ خالى مصطفى
اكرم بذهول : انت
وليد ممازحاً: ايوة مشبهش ولا ايه ( ثم تيدلت ملامحة لجدية ) عارف الى بتفكر فيه لكن انا نسيتها وهى رفضتنى فمتشغلش بالك من الناحية دى المهم هى توافق
اكرم الذى شعر بالراحة من كلامه وخفف من الحمل الثقيل على قلبه فكان يؤرقه كيف سيتزوج من فتاة رفيقه واخيه
اكرم بحنق : وافقت رغم انها عارفة انى مش موافق وصلتلها ده بطريقة مباشرة وغير مباشرة ولاخر لحظة كنت بظهرليها رفضى بس ولا بتحس , لا وعاوزة سنه علشان تعمل فرح
وليد بأستغراب: سنه !!
اكرم : ايوه ياسيدى سنه
وليد : بس سنه كتير اووى
اكرم : ما ده الى قالوا بابا وصمم على شهرين >_<
وليد مهنئاً: ربنا يتتملكم على خير ومش هتندم على قرارك ده صدقنى انت عملت الصح ليك ولبنتك
وظل الحديث مستمر الى ان اتاهم صوت ماجدة تخبرهم ان العشاء اصبح معد فيتناولوه فى جو لم يخلو من مزاح ومشاكسات وليد
وبعد قليل يغادر اكرم متوجهاً صوب شقته وهناك جلس ممكساً بصورة زوجته وظل يتأملها متحدثاً لها بعيونه يشكو لها حاله الى ان يغفو مستيقظاً على رنين هاتفه المزعج فيأتيه صوت والدته القلق
صفاء بقلق: انت فين يااكرم كل ده تأخير قلقتنى عليك وبتصل مبتردش عليا انت فين ياابنى
اكرم بصوت ناعس: انا فى شقتى يظهر راحت عليا نومه اسف ياامى نص ساعه بالكتير وهكون عندك نامى ومتقلقيش انا نازل اهو
صفاء : هستناك وسوق براحه وانت جاى متجريش بالعربية
اكرم: حاضر ياماما متقلقيش
وعاد اكرم ليجد والدته بأنتظاره وطعامه معد كى يتناوله فلم يرد ازعاج والدته برفضه للطعام فتناول القليل ويذهب للنوم بعد سماعه تأنيب والدته له .
نور التى بعد مغادرتهم ظلت شارده فحياتها بدأت بالتغيير ولا تدرى هل هذا التغيير فى صالحها ام لا ولكنها قررت ان تترك كل شئ لمشيئه الله ولن تحمل هم لشئ فكل ماسأتيها ستتقبله بصدراً رحب
ومضى ذلك اليوم براحة على الكبار فكلاً منهم اطمئن على طفله بأن تكون حياته مستقرة فمصطفى اَمل ان يتعلق اكرم بنور وتنسيه زوجته الراحلة وتعيده لما كان عليه قبل ان ترحل زوجته
وكمال الذى شعر بأنه يستطيع الموت دون قلق على صغيرته من وحدتها ودون ان يكن لها زوج يحميها ويراعيها ولكن القلق ساوره فماذا ان لم يتقبلها اكرم؟! وماذا اذا لم تسعد بتلك الزيجة ولكن كلمات زوجته اراحته فينام وهو مطمئن
ومع اشراق الشمس استيقظ اكرم وتناول مع والديه الأفطار ولاحظ على والده حسن المزاج وتحدث على الافطاركثيرا وهذا لا يحدث فى الصباح عادتاً ، وبعد انهائهم لطعام الافطار ذهبا معاً الى المصنع ثم توجه كلاَ منهم الى مكتبه
اكرم الذى ظل طيله اليوم يباشر العمال واجتمع مع المدراء والمشرفين لتأخرشحنة من المفترض ان تصل لمالكها بسبب تقصير بعض العامليين من خط الانتاج فيجب انتاج اليوم اكثر من 3 الالاف قطعة من الملابس كى يستطيعا تسليم الشحنة بالغد لمالكها الذى تفهم ولم يقرر فسخ العقد وتطبيق الشرط الجزائى
يوم طويل وممل بين اجتماعات بداخل المصنع او خارجة وليد الذى اخبره ان مالك احدى الاراضى قرر الغاء البيع وطالب بمبلغ اعلى قبل توقيع العقد ، جعل اكرم يستشيط من الغضب فطلب منه ان يحدد له موعد فى الغد للاجتماع مع صاحب الارض فى شركته وهاتفه الذى اعلن عن ورود اتصال فيرى على شاشه هاتفه اسم نور فيقوم برفض المكالمه
متمتاً : ناقصكى هى دلوقتى
وعاد الى عمله متجاهلاً اتصال نور وحينما اعادت الأتصال به ثانيهً اغلق هاتفه ، جاعلاً نور تنظر الى والدتها بتأنيب فهى من ارغمتها على الاتصال به ثانياً
نور: مش قولتلك بلاش اكلمه ياماما اهو قفل التليفون ينفع كده
سمر: وانا متعبش فى الاكل ده وهو ميجيش ياكل منه انا عملتله كل الاكل الى بيحبوا اتصلى بيه على رقم المصنع
نور بأعتراض : ارجوكى ياماما انا مش هتصل بيه تانى دلوقتى وعلى الاكل سيبه انا هاكله
سمر: خلاص ساعه وكلميه يمكن فى اجتماع ولا حاجه
نور: مانا قولت كده مقتنعتيش لازم تتأكدى بنفسك
سمر: يلا يالمضه قدامى نحمى رغدة وبلاش كلام كتير
نور : حاضر ياماما
وقبلت والدتها وذهبت لاحضار رغدة التى كانت مستيقظة بهدوء
نور متحدثه لرغدة : ايه دة انتى صحيتى وكمان ساكتة لالا انا مش مصدقة نفسى
لاعبت الصغيرة فتبتسم لها وتذهب بها حيث والدتها بأنتظارها بالحمام لتحممها ، تعلم نور ان تحممها بنفسها فهى بعد شهرين ستهتم بنور اهتمام كامل دون مساعدة والدتها وظلت سمر تعطى الارشادات الصحيحة لتحميم الصغيرة الى ان انتهيتا والبستاها ملابسها ، وذهبت نور لتعد لها اللبن كى تطعمها وبعد إطعام الصغيره تغفو فتضعها بفراشها وتقبلها وتغادر الغرفه كى تهاتف ابيها ، تعاود الأتصال فيرد اكرم مرغماً تلك المرة فهو خشى ان يكون حدث شئ لطفلته
نور بخجل : الو السلام عليكم يا أكرم ازيك؟!
أكرم بقلق : وعليكم السلام رغدة حصلها حاجه؟!
نوربهدوء: لا ابداً هى كويسة ولسه نايمة من شوية صغيرين
اكرم بفتور: خير فى حاجة ؟!
نوربأحراج: ماما بعتالك رسالة معايا وبتقولك تخلص شغل وتيجى علشان تتغدا معانا
اكرم بفتور : اعتذريلها لأنى مش هقدر النهارده مشغول اوى
استمع الى حديث نور مع والدتها فتعطى نور الهاتف لأمها لتتحدث معه
سمربلهجة اَمره : اكرم انا مستنياك تيجى
اكرم : والله ياخالتومشغول نخليها بكره
سمر: خلاص ياحبيبى هستناك بكرة تيجى متتعبش نفسك زيادة فى الشغل
أكرم : حاضر ياخالتو
وأغلقت معه وابتسمت بمكر وقامت بالأتصال بزوجها تطلب اذنه بالسماح لنور ان تذهب الى أكرم بالمصنع لتعطيه طعام الغذاء فيسمح والدها بذلك وتقوم بمناده نور التى كانت تنظف غرفه والديها
نور: نعم ياماما
سمر: خدى دش سريع كده وألبسى علشان هتودى الأكل لأكرم
نور بأعتراض : وليه ياماما ماهو جاى بكره ايه لازمتها مفرقتش من يوم
سمر: اسمعى الكلام هو مشغول وهينسى ياكل انا عارفة
نور: طب مش هنقول لبابا
سمر : انا قولتلوا وهو وافق روحى وديله الأكل ومتسبهوش الا لما ياكل
نور: طب ياماما افرضى روحت ومكنش هناك
سمر انا هكلم خالتك تعرف هيفضل فى المصنع ولا لأ ادخلى استحمى على مااخلص ومتناميش جوه خدى دش سريع يانور
نورمرغمة : حاضر ياماما
ومع انتهاء نور من استحمامها اغلقت سمر الهاتف وتخبرها بأنه لن يغادر المصنع واعلمت عمها بقدومها وأخبر زوجته بأنه سيرسل لها السائق ليقلها
وبعد 45 دقيقه اتت السيارة لتقل نور التى ارادت ان تأخذ الصغيرة ولكن رفضت والدتها لتذهب بمفردها مستقلة السيارة وطيلة الطريق تشاهد من الزجاج وهى تفكر كيف ستكون ردة فعل أكرم على مجيئها
وبعد قليل تتوقف السياره اما م مصنع الشرق للملابس الجاهزة للمره الأولى تذهب نور الى مصنع عمها فأعجباها التصميم الخارجى للمصنع فهى اعتقدت انه سيكون مجرد بنايه من الحجارة مطليه بلون اصفر باهت فتجد امامها شئ معاكس للذى ظنته فالمصنع يضم عدة مبانى منهم مبنى منفصل بالادارة مصمم بشكل جذاب ومبنى اقل بالطول ولكنه يكبر بالمساحة فأخبرها السائق وهو يشير اليه بأنه المصنع فقد كان يفصله عن مبنى الادارة اشجار كثيفه بشكل طولى وحديقه صغيرة تخفى المصنع ولا تجعل ظاهراً منه الا القليل
ترجلت نور من السياره وهى تحمل الطعام واستنشقت الكثير من الهواء ثم زفرته وتدلف الى المبنى فيسمح لها الأمن بالمرور بينما ترحب بها عاملة الاستقبال وحينما تطلعها عن اسمها تخبرها بأى دور يجب ان تذهب ، نور التى استقلت المصعد واعلمت العامل لاى دور تريد الذهاب فتجده يضغط على الدور التاسع ظلت تراقب تحرك الارقام الى ان توقفت بالدور التاسع فتخرج شاكره العامل بأبتسامة خفيفة
وتمشى تتأمل ماحولها من غرف زجاجية مليئه بالمكاتب وتنظر على يمينها فتجد مكتب المدير التنفيذى وقبل ان تذهب توقفها تربيته خفيفه على كتفها فتلتفت لتتفاجئ بــ.....
يتبع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعتذر عن وجود اى اخطأء املائيه واتمنى ينال اعجابكم ^_^
أنت تقرأ
لقد اكتفيت
Romanceحبى لك لن يجعلنى اخضع او اصبح ظلاً لشخصاً اخر فأنا ان سامحتك مرتين تأكد فى الثالثة لن اصمت لاننى قد اكتفيت (تحديث اسبوعى)