تمشى تتأمل ماحولها من غرف زجاجية مليئة بالمكاتب وتنظر على يمينها فتجد مكتب المدير التنفيذى وقبل ان تذهب توقفها تربيتة خفيفة على كتفها فتلتفت لتتفاجئ بسلمى زميلتها فى الجامعه التى لم تتغير مطلقاً فهى مازالت تلك الجميلة التى تسحر العيون فتجعلها تابعه لها من شده جمالها
سلمى : بتعملى هنا ايه ياوحشة
نور بأبتسامة : اهلاً سلمى ازيك انتى الى بتعملى هنا ايه؟
سلمى : انا ياستى بشتغل هنا سكرتيرة لاستاذ وليد عز الدين وانتى ؟
نور : ربنا يوفقك انا جاية لابن خالتى
سلمى بفضول : اها ومين بقى ابن خالتك ؟!
نور: الاستاذ اكرم مصطفى
سلمى بتفاجئ : يابنت الاية انتى داخلة للاستاذ اكرم وكمان ابن خالتك محظوظة محظوظة يعنى ، انما انتى لابسه اسود كده ليه؟!
نور: اختى اتوفت من شهر ونص
سلمى بحرج : انا اسفة البقاء لله
....: انسه سلمى مش هتروحى تشوفى شغلك؟
والتفتت كلاً من نور وسلمى الى صاحب الصوت الذى لم يكن سوى وليد فأعتذرت سلمى منه وذهبت واخبرت نور الا تغادر دون ان تراها ، اما وليد الذى ابتسم لها مرحباً بها
وليد بأبتسامة : اهلاً نور وانا اقول ايه النور الى هجم فجأة اتاريكى هنا
نور مبتسمه : دة من ذوقك
وليد : خالى لسه قايلى انك جاية وكنت لسه رايح ابلغ اكرم لاقيتك قدامى ههه
نور: ههه جيت بسرعة يلا تعال انت كمان علشان تتغدى عاملين حسابك واهو نعمل لأكرم مفاجأة
....: مش محتاج مفاجأت اكتر من كدة يلا على المكتب
وقادها لمكتبه بينما اعتذر وليد للذهاب الى عمله لدقائق وسيعود مجدداً ليتناول معهم الطعام ، نور التى شعرت بالقلق من أكرم فهو يبدو غاضب كانت تود الا يتركها وليد ولكن قضى الامر ، دلفت الى مكتبه متفحصة على استحياء مكتبه فلم يكن مخالف عن المكاتب الروتينة فهو مكون من مكتب كبير بنى اللون يتوسطه كرسى من الجلد بلون مماثل ولكنه اغمق مثل كل الاثاث، لفت نظرها وجود نافذة كبيرة لها اطلالة جميلة فتستطيع رؤية السماء ممتدة لطول النظر، دون ان تدرى بوضعها للطعام على مكتبه والتوجه بعجاله الى النافذة فتنظر للأسفل لتجد الحديقة التى اعجبتها ومن الارتفاع استطاعت ان ترى مبنى المصنع كاملاً من الخارج وترى القليل من العاملين يجلسون يتناولون طعامهم بينما يتحدثون
أما أكرم فتصرفها التلقائى اثار غضبه فهى تتحرك بمكتبه وكأنه ملكها فقام بمنادتها
أكرم بغضب : نوور
التفت له نور وعادت بحرج فهى لم تشعر بمافعلته فعادت على استحياء
نوربخجل : اَسفة بس مقدرتش اقاوم المنظر من الشباك
اكرم بتجاهل: ايه الى جابك
نور بأستغراب: هى ماما مقالتلكش ؟!
اكرم: لا قالتلى
نور: طيب ليه سؤالك؟!
أكرم ببرود : اَه طب بصى متجيش هنا تانى اياً كانت الأسباب مفهوم
نور بحرج : مفهوم عن اذنك علشان متأخرش
وتركته مسرعة دون التفوة بشئ بينما عيناها قد اوشكت على فيض مائها المالحة وقبل ان تغادر تراها سلمى فتوقفها كى تتبادلا الارقام التليفونية ولكن نور التى تبدو غير طبيعية
سلمى : نور انتى كويسة مالك شكلك غريب
نور: ابداً مافيش بس صدعت شوية يمكن علشان منمتش كويس
سلمى وقد تقبلت رد نور رغم عدم اقتناعها : طيب هاتى رقم تليفونك علشان اطمن عليكى دة لو مش هزعجك
نور: لا ابداً ازعاج ايه
تبادلتا الارقام سريعاً وتركها نور معتذرة لشعورها بالتعب، وبعد ان استقلت المصعد تهبط لتجد السائق بأنتظارها فتصعد معه ليقلها الى منزلها ، وحينما تفتح لها امها الباب متفاجئة من مجيئها السريع فهى املت ان يتناولا طعامهم معاً ورغم محاولة نور ان تبدو طبيعية فقد لاحظت امها تغيرها
سمربقلق: نور مالك يابنتى حصل حاجه هناك؟
نور بأتسامة مقتضبة : لا ياماما ده انا حتى قابلت سلمى زميلتى هناك وشوفت وليد وزمانه هو واكرم وعمى بيتغدوا مع بعض
هدخل انا اغير على مايجى بابا ونتغدا سوى
وتركت امها ودلفت الى غرفتها لتبدل ملابسها بأخرى مريحة وتخرج لتساعد والدتها فى تحصيرالمائدة لتشغل نفسها عن التفكير ، بعد قليل يأتى والدها من عمله فتستقبله بأبتسامة ويردها بالمثل مقبل لرأسها و ويفعل المثل مع زوجته ويدخل ليأخذ حمام سريع ليتناولوا وجبتهم التى تخللتها احاديث خفيفة الى ان تطرق والدها عن زيارتها للمصنع فتخبره بأعجابها الشديد بالمكان
كمال: اومال لو شوفتى الشركة بقى الى عملت المصنع نفسة
نور: اوبا شكلى فتحت على نفسى فاتحة جامدة اكيد يا بابا الشركه احلى طبعاً دة كفاية حضرتك منورها بس دى لوحدها تخليها احلى من مليون مصنع
كمال لزوجته : شايفه بنتك اهى ضحكت عليا بكلمتين ينفع كدة
سمر: ربنا يحفظها لينا ومنشوفش فيها شر ابداً
وشرعت الام بالبكاء لتذكرها لابنتها الكبرى التى لم ولن تنساها ولكنها تصبر ولكن فى تلك الاوقات تشعر بغيابها اكثر من وقت فراقها وكأنها كلما تطيل فترة غيباها كلما يكون شعورها بيغيابها اشد قسوة ، نور التى لم تتحمل فتركت هى الاخرى العنان لدموعها واقتربت من امها وارتمت بحضنها واجهشت بالبكاء معها بينما يواسيهم كمال ، اما رغدة فشاركتهم هى الاخرى احزانهم فقد استيقظت وشرعت بالبكاء فقامت نور وبدلت لها حفاضها واطعمتها ولعبت معها قليلاً وتأتى امها هى الاخرى لتجلس معهم بعد ان هدأت .
اكرم الذى بعد مغادرة نور جلس ليكمل عمله بينما قاطعه دخول وليد الذى تفاجأ من خروج نور السريع حتى انها لم تستمع لمنادته عليها وتابعها بعيناه الى ان انهت الحديث مع سلمى وغادرت
وليد بفضول: اكرم نور مشيت ليه؟!
اكرم: هى مش جابت الاكل خلاص ايه لازمة وجودها
وليد بتشكك: انت قولتلها حاجه زعلتها ؟!
اكرم بأنفعال : وليد هو مافيش حاجة غير نور تتكلم عنها يلا خلينا ناكل
وشرع بفتح الأكياس وبدء يخرج حافظات الطعام فيبتسم بسبب صنع خالته مايحبه من اطعمة ولفت نظره الحافظه الاخرى التى تحوى شطيرة معدة بشكلاً مختلف بينما وليد قد اخذها وبدء بتناولها بشغف وابتسامته تخفى عيناه
اكرم بفضول: ايه السندوتش الى معاك ده
وليد : انت مالك ياجدع كل الاصناف دى مش عجباك وعينك على السندوتش بتاعى ده انت غريب اوى >_<
اكرم : ايه الرغى ده كله بقولك فيه ايه مقولتلكش هات حته
وليد : ولو قولت مش هديك وعلشان تستريح بانيه هديت خليك فى اكلك بقى
أكرم بأستغراب: الله مالك ياابنى كل ده علشان سندوتش اشبع بيه يااخويا بس مشوفش ايدك تتمد على المكرونة ولا على اى حاجة
وليد : لا ياخويا مرات خالى قايلة ناكل سوى مش تاكل لوحدك والسندوتش ده معمولى مخصوص واوع كده احنا نقسم الاكل احسن علشان انا عارفك طفس وهتاكله كله لوحدك
اكرم : هههههه والله انت كل كل
وليد: مانا هاكل مش مستنيك تقولى
اكرم: ههههه ياجدع والله انا ما اعرف من غيرك كنت هعمل ايه
وليد : كنت هتعمل خط وتمشى عليه هههه
اكرم بغضب: وليد خد اكلك وبره علشان معملهاش معاك
اكرم بضحك : خلاص ياعم بهزر معاك فوق كده متبقاش نكدى
واكملا تناولهم للطعام بجو مريح وسط مزحات وليد وبعد انتهائهم من الطعام ذهب كلاً منهم لأكمال عمله ومر اليوم سريعاً دون احداثاً تذكر ، وبصباح اليوم التالى توجه أكرم للمصنع بينما والده ذهب الى الشركة لدى اخيه لوجود اجتماع هام ومرت الساعات بسرعة ليأتى وقت وجبة الغذاء فيذهب اكرم الى خالته التى اكدت عليه ان يأتى فيذهب كى لا يغضبها وأيضاً لانه يريد التحدث الى نور، التى منذ الصباح وهى وامها يعدون الطعام وسط تأخير من الصغيره التى تريد من خالتها ان تحملها
نوروهى تكلم رغدة : انتى رخمة ليه النهاردة مش هعرف اخلص منك حاجة >_<
سمر: هههه انتى لسه شوفتى حاجة كل ماهتكبر مش هتعرفى تخلصى حاجة الا لما تنام
نور: لا احنا متفقناش على كده يا ست ديدى انتى هادية زى خالتو صح اوعى تطلعى شقية هزعل منك
سمر: ههههه هتطلع شقية زى امها وتجننك ومتعرفيش تعملى منها حاجة امها مكنتش بتخلينى انام ساعتين على بعض وكنت اقعد اكلمها زيك كده كأنى بكلم شخص كبير وهتسمع كلامى بس راحت خلاص الأيام دى ومعدتش معايا ولا حتى بسمع صوتها سابنى لوحدى
بعد ان كان الحديث خفيف وتتخللة الضحكات الخفيفة تحول مسارة لبكاء من الام وموساة من الابنه
نور: سابتك لوحدك ايه بس ياماما ما انا اهو وبابا وكمان الاوزعة دى وخالتو فين بس لوحدك وبعدين ده قدر ربنا ، وحتى مرضيتش تسيبك لوحدك وسابتلك حته منها والنبى ياماما ماتعيطى علشان هتخلينى اعيط وخلى ابن اختك ياكل مايه بقى
سمر: هههه وهى الماية بتتاكل كده بتضحكينى وانا بعيط وبعدين متقوليش والنبى الحلف دون الله كفر استغفرى واتشهدى تانى
نور: حاضر ياماما
وقامت نور بالأستغفار وقالت الشهادة لانها نسيت وحلفت بغير الله ، رغدة التى قررت ان تتركهم يعملون بهدوء دون صخبها غرقت بالنوم بينما جدتها تحملها وهى تساعد خالتها بأعداد اطعام ومع مرور الوقت انتهى تحضير الطعام وذهبت نور لتأخذ حمام كى تزيل التعب عن جسدها واستلقت فى حوض الاستحمام كى تنتعش ولكن طرقات والدتها على الباب حال دون هذا الاسترخاء
سمر: نور متناميش عندك أكرم كلمنى وجاى فى الطريق
نور: حاضر ياماما هخلص بسرعة
سمر بغضب : متتكلميش فى الحمام >_<
نور: هههههه ماانتى الى بتكلمينى مردش عليكى
سمر : لا مترديش
صمتت نور ولم ترد وقامت لتنهى حمامها مسرعة فتجد امها تأتى وتطرق ثانية على الباب تسئلها عن شيئاً ما فلم ترد كما امرتها والدتها ، ولكن أنتاب والدتها القلق وهى تكلمها بينما تطرق الباب
سمر بقلق : نور نور انتى كويسة يابنتى مبترديش ليه ولا نمتى ولا ايه
وهمت لفتح الباب ولكن خرجت نور امامها وهى ترتدى ملابسها وتضحك بصمت
سمربغضب : يعنى سمعانى مبترديش ليه بقى هاه
نور: يا ماما ما أنتى لسة قايلة متكلمش فى الحمام لحقتى تنسى
سمربغيظ: طب خلصى يلا اكرم طالع
نور: طب انتى زعلانة ليه دلوقتى
سمر: انا مش زعلانة يلا اظبطى طرحتك >_<
ومع طرق الباب عدلت نور طرحتها وهى تضحك وتقول
نور: لا مش زعلانة خالص دة انا الى زعلانة
وفتحت الباب بأبتسامة كبيرة على ثغرها ومجرد ان رأت الشخص اختفت ابتسامتها تدريجياً بسبب نظراته الساخرة لها فأبتعدت وهى تفتح الباب أكثر وتتيح له المجال للدخول
نور وهى تسمح له بالدخول بحرج : اهلا اكرم اتفضل
اكرم: السلام عليكم
نور : وعليكم السلام
وتوجه للجلوس على احدى المقاعد وهو يبتسم بسخرية بينما ينظر الى ملابسها الفاتحة ليشعرها بالقرف من نفسها فتتركه متمتمة بالاستئذان بينما والدتها تخرج فيقف يصافح خالته ويسأل على صحتها بينما تأتى نور وهى تحمل الصغيرة وتعطيها له ثم تتركهم وتذهب لتعد لهم الشاى وتأتى بعد قليل وهى تحمله وتعطى كلاً منهم كوبه ثم تستأذن وتدلف لغرفتها ومنها الى الشرفة ، وهى تشعر بالغضب والحنق عليه ، زفرت الكثير من الهواء عله يهدء نار حنقها ليأتيها صوت امها
سمر: نور انتى بتعملى ايه هنا لوحدك وسايبه اكرم
نور: ببص على بابا وبعدين حضرتك قاعده معاه ومعاه رغدة
سمر: طب ادخلى يلا اقعدى معاه
نوربترجى: ماما لو سمحتى متغصبيش عليا لانى مش هفرض نفسى عليه
سمر: خلاص اعملى الى يريحك
صوت كمال الذى اتى دون ان يعوا وقد جلس قليلاً مع اكرم الذى يلاعب طفلته ويضحك على الاصوات التى تصدرها بين حين واخر وابتسامتها التى بها حفره مبشرة بأن تلك الطفلة سيكون لها طابع الجمال بغمازة بخدها مثل ابيها ولكن مايفرق هو بأثنين بينما الصغيرة واحدة
بتذكر زوجته الراحله وهى تضع اصبعيها بغمازتيه وتبتسم بأشراق بعيناها العسليتين
مى : تعرف نفسى اشوفك طول الوقت بتضحك علشان اشوف دول على طول
اكرم : ههههههه مجنونة
مى : لا مش مجنونة انا نفسى بنتنا او ابننا الى هيجى يكون عندة زيهم او اقولك يطلعوا شبهك بالضبط
اكرم : لا انا عاوزهم يكونوا شبهك ويطلعوا نسخة منك يا جميل
وغمز بعيناه مع اخر كلمة فتلكزة فى كتفية : بلاش الغمزة دى علشان انا عارفة اخرتها قولى بقى عاوز ولد ولا بنت
اكرم :عارفة لو طلعت بنوتة كدة شبهك مش هنزلها من البيت
مى بغضب زائف : انت هتحبس بنتى وتعقدها ولا ايه يا استاذ
اكرم : وانتى كمان مش هنزلك معاها
مى: >_<
اكرم : اومال اسيب قمراتى الناس تشوفهم
كان يبتسم وهو يتذكر تلك الاوقات السعيدة التى جمعته بزوجته ولم يشعر بتلك التى ابتسمت لرؤيته وشردت فى ملامح وجه الوسيم فيخرجا من شرودهما على صوت رغدة الباكيه
فتختفى ابتسامته لتذكره واقعه المرير ويحمل ابنته على كتفيه ويربت على ظهرها عسى ان تهدء قليلاً وهو يتمتم لها بكلماتِ حانيه نور التى كان لابد لها من التوقف عن مراقبته اعلنت عن وجودها فأقتربت وهى تحمل زجاجة الحليب الصغيرة
نوربصوت منخفض : اكرم تحب تأكلها ولا اخدها انا
اكرم دون النظر اليها: انا هأكلها
ومد يديه كى يأخذ الزجاجة وتعطيها له نور ، جلست على مقعد مقابل لتلك الاريكة التى يجلس عليها جذبتها تلك اللمعة التى فى عيناه والتى لا تظهر سوى مع اختها الراحلة او ابنته بينما الصغيرة ترضع بنهم الى ان لاحظت نور ان الصغيرة ابعدت زجاجتها ويبدو ان تنفسها قد انقطع بسبب الكثير من اللبن المضخ اليها
اقتربت مسرعة ونفخت بخفة على وجه الصغيرة وحملتها مربتة عليها بحنو الى ان هدأت الصغيرة وطالبت برضاعتها
نور: متضعتطش كتير على الببرونة علشان نفسها ميروحش زى دلوقتى
اكرم : ماشى خودى بقى خليها تكمل اكلها
اكرم الذى شعر بالقلق على صغيرته حينما لاحظ انقطاع تنفسها هدء قليلاً حينما اصبحت بخير
نورمطمئنة له : متقلقش دى حاجة بسيطة وبتحصل كتير انا كنت زيك بس ماما علمتنى اتعامل ازاى
اكرم: تمام
بعد قليل نامت الصغيرة بينما اكرم وابيها يتحدثون بدأت بتحضير المائدة فيتناولوا الطعام بجو مريح لم تشارك نور بالحديث كثيراً فضلت الاستماع بصمت وبعد انتهائهم واحتسائهم للشاى دلفت لغرفتها تعبث بهاتفها فتجد اتصال من سلمى التى توطدت علاقتهم خلال تلك الايام على الرغم من فتورها وقت الجامعه فلم تكن نور ذلك الشخص الاجتماعى الذى لديه الكثير من الاصدقاء بل لم تكن لها سوى صديقتها الوحيدة ايه التى تزوجت منذ ثلاث سنوات وسافرت مع زوجها لاحدى الدول العربيه وانقطعت اخبارها منذ عدة اشهر، تحدثتا قليلاً ثم جاءت سمر لتخبر ابنتها ان تذهب قليلاَ للجلوس مع اكرم الذى رغب بالتحدث اليها ، وذهبت لتجلس معه فوجدته يجلس بمفردة جلست على الاريكة
نور : ماما قالت انك طلبتنى فى حاجة ؟!
اكرم: رغدة مش محتاجة اى حاجه لبس او اى شئ
نور بجفاء: لا مش محتاجة ولو احتاجت هعرف ماما تبلغك اعتقد مافيش حاجه تانيه تسألنى عنها
اكرم بحده : لا فى تسمحى تقعدى
جلست نور بينماا تتأمل اثاث الغرفة وكأنها تراه لاول مرة متحاشية ان تنظر تجاهه
اكرم : ايه الى جابك المصنع
نور: اعتقد كان واضح السبب من غير مااتكلم
اكرم بسخرية : عاوزانى افهم انك كنتى جاية تجيبى الاكل وماشية على طول
نور: لا مكنتش همشى كنت هقعد لان ماما قالتلى مجايش الا لما تكون مخلص الاكل
اكرم : اَه
نورمقاطعه : انا عارفه كويس انت بتفكر فى ايه وخلينى اقولك انه مش صح ، وجودى فى المصنع كان بسبب ماما والاتصال برضوا فياريت تفكيرك ميتعداش الجزء ده وشئ تانى علاقتى بيك اساسها رغدة وسبب القبول كذلك
اكرم : وانا كمان
نور بأنفعال: حلو يبقى مافيش داعى يكون التعامل بينا بالشكل دة
اكرم بلهجه امر: ماشى ومتنسيش كلامى متجيش للمصنع اياً كان السبب
نورمستنكرة : مين قال انى هروحوا تانى اصلاً
اكرم : كده يبقى متفقين وشئ تانى لازم تفهميه كويس علاقتنا بعد الجواز مش هتتغيرعن دلوقتى الى بيجمعنا فى بيت واحد هى رغدة وبس غير كدة تبقى بتحلمى
نور وقد جرحتها كلماته : انا عارفه ده كويس واعتقد كلامنا انتهى عن اذنك
وتركته وخرجت من الغرفة وهى تجر اذيال الخيبة فهى اعتقدت انه سيعتذر لها عن اسلوبه معاها فى المصنع ولكنه لم يعتذر ولن يعتذر فهو لا يراها سوى متطفلة على حياتة
دلفت الى غرفتها بعد ان قرر اكرم المغادرة اخبرت امها انها تشعر بصداعِ خفيف وستنام قليلاً ، استلقت على فراشها بينما تبكى بصمت الى ان غفت ليمر ذلك اليوم الثقيل على نور ودموعها تبلل وجنتيها الوردية
وتيرة الحياة السريعة والايام التى تمر كلمح البصر جعلت شهر ونصف يمرون سريعاً دون ان يشعروا بينما على سمر فكانت الايام ثقيلة عليها دون صغيرتها فكانت تبكى بشدة دون ان تَشعِر احد بمدى ألمها على فراق ابنتها البكر وحين تشعر بشوقٍ شديد لها تحمل رغدة وتحتضنها بشدة وكأنها تريد ان تدخلها الى قلبها عله يهدئ تلك النار التى تشتعل بقلبها حرقتاً على مى
نورالتى لم يخفى عليها معاناة والدتها فهى كانت ترى عيانها الذابلة من كثرة البكاء وفقدانها الكثير من الوزن بسبب قله اكلها تعلم ان والدتها تدعى تناول الطعام كى تجعلها هى وابيها يأكلون وهى لاتتناول الا القليل من اللقيمات المعدودة وابتسامتها التى لم تصل الى عيونها فتصنع ان كل شئ على مايرام لم تنجح بأخفائه على احد حتى اكرم الذى كان يأتى ليرى ابنته ويتحدث مع خالته التى تضحكه ولكنها لاتفعل كان يعلم جيداً ان المها وحزنها على ابنتها اكبر واشد منه بكثير واداعها للقوة هذا لايوجد ورائه الا الضعف ومن قوتها المزيفة تلك جعلته هو ايضاً يصبح اقوى ويتابع حياته فهو ادرك انها لن تتوقف
كمال اتعبه مراقبته لذبول زوجته الواضح فعيناها اصبحتا بهاتتين مليئتان بالفقد والالم الشديد وحزن ابنته والمسئولية التى اتعبتها فعيناها الجميله فقدت الكثير من بريقها الجذاب والهالات السوداء كست جفونها لقلة نومها وتعبها مع رغدة غير تلك العدسات التى تلازم عيناها فترهقها وعلاقتها مع اكرم المتدهورة ، لم يخفى عليه ان ابنته تتجنب متعمدة لقاء اكرم وحين تعلم بمجيئه تهرب اما بالنوم او بأختراع اى شئ يجعلها لاتراه الا ان ارغمها هو او سمر على لقائه الذى كانت تكتفى بمصافحته والسؤال عن حاله ثم تعود لغرفتها وراق ذلك كثيراً لاكرم فهو لايريد رؤيتها لأنها تذكره انها ستحتل مكان زوجته فالرضيعة تعاملها كأمها حينما تختفى عيناها تبحث عنها وتبكى وبمجرد حملها لها تهدئ وتسكن تعلق رغدة بها يسعده ويحزنه فى اَنَ واحد فهى ليست والدتها لتعاملها هكذا ومن جهه اخرى هى تعاملها جيدا وتعطف عليها فتشعرها وكأنها امها
تلك الحالة هى ماجعلته يرضخ لزواجها وابيه اخبره انه لن يجد اخرى تعطف على ابنته مثل نور وهذا ما رأته عيناه وتيقنت به فتقبل الزواج بها وان عارضه واظهر لها نفوره الشديد لها حتى يوم ذهابه هو و وابيه ليطلبوها لم يكن قد تقبل الفكره ولكنه لم يرد ان يعصى والداه الذى هدده بالغضب عليه ومقاطعته لمماته وهذا لم ولن يتقبله فتعلقه بأبيه شديد وان كان رضا والده عليه بالزواج منها فليكن
رنين الهاتف المزعج الذى ارتفع بمكتب أكرم أخرجه من تأمله لصوره زوجته التى اعادها سريعاً لدرج مكتبه ثم امسك بسماعه هاتفه الارضى
...: انا عطلتك ولا ايه ياحبيبى
اكرم: لا ابداً يماما وحتى لو مشغول انتى تتصلى فى اى وقت
صفاء بأبتسامه لم يراها ابنها ولكن شعر بها فهو يعلم والدته جيدا: عامل ايه اكلت ولا لسه؟
اكرم: انا الحمدلله كويس طول ماانتى بخير ياامى ولا لسه مأكلتش مش جعان
صفاء: انا هكون بخير طول ماانت بعافيه وسلامه ياابنى ، كويس انك ما اكلتش علشان نروح كلنا نتغدا عند خالتك وكمان لازم نجيب الدبله والخاتم لنور
اكرم بضيق: ليه دبله احنا اتفقنا ان مافيش اى حاجه هتتعمل
صفاء: ياابنى ومين قال فيه فرح ولا فى اى حاجه هتتعمل هى الى ماتت دى ايه دى لو جاره ومن بعيد مش هنعمل انما دى بنتى الى مخلفتهاش وفكرك امها ولا ابوها ولا حتى نور هيوافقوا؟ اذا كان نور بنفسها رفضت انها تلبس فاتح يوم كتب الكتاب
اكرم: طيب طالما كده بقى ايه لازمته الذهب ده هو مش هدية منى وانا مش عاوز اهاديها اى حاجه
صفاء بحده: اكرم انت تسيب شغلك وتيجى علشان هنتغدى عند خالتك وقبلها هنجيب الى قولت عليه
اكرم بأصرار: اسف ياماما انا مش هاجبلها حاجه عاوزه تجيبى انتى هاتيلها
صفاء : ماشى يااكرم انا هجبلها واشوفك هناك وحذارى متجيش
واغلقت قبل ان تستمع رده هو يعلم جيداً بأنه اغضب امه ولكن ماذا يفعل لا يستطيع و قلبه لايطاوعه على فعل ذلك وايضا ما الحاجه فهذا ليس وقته اليس ارتدائها لمحبسه علامه من الفرح كيف تفرح واختها لم يمر على وافاتها سوى ثلاثه اشهر لابد وانها هى من افصحت عن رغبتها لارتداء محبسه اذا فليكن ولنرى
تفكيره الكثير وغضبه الشديد اثر على تركيزه فلم يستطع ان يكمل عمله فأخذ سترته السوداء وقبل ان تتفوه سكيرتيرته بكلمه اشار لها بالتوقف واخبرها انه سيغادر ولن يعود اليوم ثانيه علامات الارتياح التى بدت على سكيرتارته لم تعجبه البته فهو لايدرى انه يرهقها بالعمل لساعات اطول لحاجته لوجودها ادمانه على العمل يجعل من يعملون تحت ادارته يعانون وهو لايشعر
جرس الباب جعل نور تترك المطبخ وتذهب مسرعه كى تفتحه فتجدها خالتها فترتمى بين احضانها وتحتضنها وتقبلها بشوق فهى لم تراها منذ اسبوعين افسحت لها المجال لتدخل بينما والدتها تأتى لتتصافح اختها وهى تحمل الرضيعه وتعطيها لجدتها التى انهالت عليها بالقبل فالصغيرة اصدرت صوت مع تحرك يدها بدى وكأنها ترحب بها فجعلتهن يضحكن على تصرفاتها
صفاء بسعادة: ياسلام دة علشانى كل دة
سمربأبتسامه : يعنى مترحبش بيكى هى كمان ولا ايه
صفاء ممازحة : جت عليها يعنى لا بس تصدقى استقبالها غير انما هى طالعة شقيه كدة ليه شكلك هتعانى يا نور
نور مستنكرة : وانا لسه هعانى اكتر من كدة >_<
صفاء: انتى لسه شوفتى حاجه علشان تعرفى امك تعبت اد ايه فى تربيتك
نور: عرفت والله ياخالتو هدخل انا ابص على الاكل واجبلكم عصير علشان الجو حر بزيادة
صفاء: لا انا عاوزة شاى من ايدك الحلوة
نور: من عيونى ياخالتو وحضرتك ياماما زى خالتو ولا عصير
سمر: هشرب شاى
وتركتهم يتحدثون وذهبت لاعداد الشاى وتراقب الطعام وتعد مالم ينتهى بعد لتضعه على النار كى ينضج راقبت المياه بشرود وهى تفكر هل حقاً سيأتى اكرم فهى رغم اشتيقها له تخشى لقائه لوضوح نفورة منها
المياه التى فارت واطفئت النار اخرجتها من شرودها فتنهى اعداد الشاى وتخرج وهى تحمله ومعاها بعضاً من كعك الشاى اللذيذ تضعه على الطاوله وتعود لتباشر عملها فى المطبخ فهى من هواه الطبخ
انتهت من تحضير غطاء اللحم ووضعته بالثلاجه كى يتماسك وخلعت مئزر المطبخ وخرجت لتراسل سلمى ، بقيت تتحدث معاها ومن اندماجها بالحديث مر الوقت سريعاً ليعود والدها ومعه عمها فهما اتفقا ان يعودا معاً بسبب وجود مصطفى بشركه الانشاءات لحضورة لاجتماع مجلس الادارة اما اكرم فقد تقابل معهم امام المصعد
انهت حديثها مع سلمى وذهبت لتحية والدها وعمها اللذان رحبا بها ومنحها كلاً منهم عناق دافئ اسكن قلبها المضطرب للقاء اكرم واخذت مايحمله والدها من فواكه وخضروات ، تقف تغسل الفواكه وتضعها بطبق والخضروات تفرغها من الاكياس وتضعها بالثلاجه ثم تخرج وهى تحمل الفواكة والعصير ليتناولوا القليل قبل موعد الغذاء الذى تبقى عليه ساعة فعادتهم ان يتناولوا طعام الغذاء فى الرابعة مساءً
دخلت عليهم بحجره الجلوس وهى تحمل الصينيه الكبيره وككل مره يهب اكرم لمساعدتها فى حملها وتلك اللحظه التى تعشقها نور فهى اللحظه التى تشعر بها بأهتمامه وحرصه عليها وتقديرة لها كما انها تستطيع النظر اليه دون خوف ان يراها وهى تراقبة فألتقاء عيونهم للحظات بسيطه يجعلها فى عالم اخر وقلبها يرقص فرحاً لرؤية ساكنه ومحتله
اما اكرم فقد اخذ الصنيه ووضعها على الطاوله وجلس يلاعب ابنته التى يحملها ابيه ، جلست على الاريكه بجوار امها بينما نظرات مصطفى وصفاء تلاقت واعطها الامر بهزه لراسه وتحريك عيناه بأن وقت اعطاء نور شبكتها قد حان وان علي اكرم ان يلبسها لها فهذا مااتفقت عليه معه حين هاتفته بعد ان اغلقت المحادثه مع اكرم
صفاء وهى تخرج علبه من المخمل الازرق من حقيبتها وتمد بيدها لاختها الجالسه بجانبها على ذات الاريكة
صفاء بحرج: دى حاجة بسيطة لنورعارفة انه مش وقته وانها لازم تنقى حاجتها على ذوقها لكن الظروف حالياً مش سامحة بدة
سمر وقد ترقرقت الدموع بعيناها : حلوين اوى وهيبقوا احلى عليها
مدت يدها لابنتها كى تراهم بينما تحاول الا تذرف الدموع ولكن ابت دموعها الا تسقط فسقطت تبعتها شهقات لام لا تدرى اتفرح لأنها سترى ابنتها التى رفضت العديد من المرات ان تتزوج قد وافقت وستتزوج بمن قلب ابنتها متعلق به ام تحزن لان فرحتها غير مكتملة فهى لن تزف كباقى الفتيات لن تحقق كل احلامها كفتاة ليلة خطوبتها او حتى عرسها لن تشعر بتلك السعادة ، ومن الاخرى ابنتها التى فقدتها ولم يمر على فراقها الكثيروالتى تمنت كثيراً ان ترى اختها بثوب عرسها
كل ذلك جعل بكاء سمر يرتفع فتهدئها صفاء ونور فتقترب نور لحضنها وتشد عليها دون ان تؤلمها وبعد قليل تبعدها وقد جائها صوت صفاء
صفاء بعيونها الامعة من الدموع: انتى هتقلبيها نكد وتخليها تعيط ليه وفرى عياطك ليوم جوازها
سمر وهى تبعد ابنتها: دى دموع الفرحة مبروك ياحبيبتى
واحتضنت ابنتها ثانياً ولكن الاخيرة هى من بدأت بالبكاء هذه المرة وبكائها قد ارتفع صوته فتلفت لها انظار اكرم الذى لم يفهم السبب الحقيقى لها وظن تلك الدموع هى دموع فرحتها
كمال الذى اعطى زوجته وابنته الماء كى تهدئا ثم طلب من نور ان تذهب لغسل وجهها بالماء البارد فعلت كما امرها والدها ودلفت لدوره مياه غرفتها فتغسل وجهها وتبعد تلك العدسات للحظات فعيناها المتها ، تنظر بالمراه فترى عيناها الجميلتان قد احمر بيضاهما
كفكفت دموعها وقبل اعادت العدسات ارتفع صوت هاتفها ف تخرج و تنظر وتستغرب اتصال اكرم بها
فتنهى الاتصال وتهم بالعودة ولكن يرتفع صوت هاتفها مجدداً وحينما ترى اسمه ثانية تجيب
نور بأستغراب : اكرم فى حاجة ؟
اكرم بلهجة امره : الخاتم والدبلة الى هتلبسيهم تطلبى انك تلبسيهم بنفسك لانى مش هلبسك شئ انا موافقتش انه يتجاب
نوربصدمة : بس ازاى يااكرم ؟
اكرم ببرود : اتصرفى دى مش مشكلتى انا عرفتك علشان محرجكيش قدامهم سلام
واغلق هاتفه وعاد من الشرفة يجلس بجانب عمه وكأنه لم يفعل شئ منذ لحظات بينما نور تكاد ان تجن فكيف ستخبرهم ما الحل قلبها الذى المها من كلماته بينما عقلها يخبرها ان تنهى تلك العلاقة قبل ان تبدء فهو حقا يبغضها كيف سيكون شريك ومعين لها كيف ستعيش معه لباقى عمرها وهو ينفر منها بهذا الشكل ، تلك هى اللحظة التى لم تعلم فيها ماذا تفعل هل تخرج وتنهى كل شئ ام تتقبل ذلك وعله يجد منها ما يجعله يتقبلها يوما ً وربما يقع لها قلبه ولكن اسيفعل ؟!
امها التى اتت لترى فيما تأخرت واخذتها معاها للخارج بعد ان اعادت عدستيها بعد عدة محاولات بسبب ارتجاف يديها و قلبها يطرق مضطرباً لعدم اتخاذها لقرار والحرب بين عقلها وقلبها مشتعلة دون نتيجة
كمال: اتاخرتى ليه يانور
صفاء: ولا اتاخرت ولا حاجه ، اقعدى يانور جنب خطيبك
وتحركت كالرجل الالى لتجلس على الاريكة مبتعدة عنه قدر استطاعتها وتنظر الى الارض
صفاء : يلا يااكرم لبسها
اكرم وهو ينظر لنور : هاتى ايدك
رفعت نظرها اليه متفاجأه من تصرفه الطبيعى والجمود الذى يغلف وجه وكأنه لم يقل شئ منذ دقائق وكأنه لم يفعل شئ ولا يعلم ماذا تقعل تلك التصرفات بها لم تتحمل نظرته تلك فتهب واقفه و..............
يتبع
_________
اتمنى يكون البارت خفيف وينال رضاكم واحب اعرف اراكم وانتقادتكم عن البارت
وبعتذر عن وجود اى اخطأء املائيه ان وجدت
ودمتم فى سعاده ^_^
أنت تقرأ
لقد اكتفيت
Romanceحبى لك لن يجعلنى اخضع او اصبح ظلاً لشخصاً اخر فأنا ان سامحتك مرتين تأكد فى الثالثة لن اصمت لاننى قد اكتفيت (تحديث اسبوعى)