لقد اكتفيت

(5)

رفعت نظرها اليه متفاجأة من تصرفه الطبيعى والجمود الذى يغلف وجهه وكأنه لم يقل شئ منذ دقائق وكأنه لم يفعل شئ ولا يعلم ماذا تقعل تلك التصرفات بها لم تتحمل نظرته تلك ، تهب واقفة فهى لم تعد تتحمل هل يتركها هى تواجههم دون مساعدة منه هل سيتركها مقدماً تهتم بكل شئ دون مشاركه منه وكأنه يخبرها لن تجدينى مساند لكِ فى شئ فأنتِ من اختار فهنيئاً لكِ بأختيارك ، رفضه الشديد لها واعلانه عنه فى كل مناسبة مع قلقها وحزنها على اختها ادى الى انفجارها

تقف دون النظر لشئ بينما عيناها قد لمعت من الدموع وتتحرك مسرعة قبل ان تسقط دموعها وتذهب الى غرفتها منفجرة بالبكاء وكأن لا شئ تفعله منذ رحيل اختها سوى البكاء

سمر التى راقبت ابنتها تغادر بتلك السرعة هبت مستأذنة وتسرع لابنتها فتجدها تجلس باكية وحينما ترى امها تقف وترتمى بحضنها زقد تحول بكائها لنحيب ، بينما امها تحتضنها بشده وتجعلها تجلس وهى ماتزال بأحضانها تربت على كتفيها بحنان وتهمس لها بكلمات تهدئها بصوت حنون

سمر: بس اهدى يانور ، اهدى ياحبيبتى ، مين زعلك اكرم ؟!

هزت رأسها نافية فهى لا تسطيع البوح بما فعله وحاولت تمالك نفسها فترفع رأسها ناظره لامها بعيناها الزجاجية من البكاء

نور: ماما
سمر مقاطعه : فى حاجه حصلت ولازم تعرفيهالى انتى قومتى ورجعتى وشك متغير ايه الى حصل ؟!
نور وهى تمسح دموعها: محصلش حاجة انا بس مش قادرة ياماما
سمر بحنان: انا عارفة ان باباكى ضغط عليكى وكلنا لكن انتى اهم لو مش عاوزة تتجوزيه مش هتتجوزيه انا معنديش غيرك ومش هضيع سعادتك علشان اى حد فهمانى يانور انا هخرج واجل الموضوع دة وفكرى

صفاء التى قد تركتهم بالخارج مستئذنة كى ترى نور استمعت الى تلك الكلمات واعلنت عن وجودها بطرقه خفيفه على باب غرفه نور المفتوح ودلفت لتجلس بجانب نور

صفاء: كلام ماما صح اهم شئ سعادتك صحيح جوزاكم فيه منفعة للكل لكن اكرم مش هيكون سهل تغييرة زى ما الكل متخيل وانتى لازم علشان الخطوة دى تتم تكون براضكى علشان تقدرى تكسبى مكانه فى قلبه ودة مش هيحصل غير بالحب والصبر عارفة الكلام دة مش وقته لكن لازم اعرفك انتى بنتى زى ماهو ابنى ومعزتك عندى ملهاش حدود اهم شئ سعادتك زى ما ماما قالت وانا متأكدة ان اكرم قالك حاحة علشان تكونى بالشكل ده
نور نافية : لا ياخالتو اكرم معملش حاجه انا بس لسه مش متخيلة الى حصل

صفاء : طب قومى اغسلى وشك

وقامت لتغسل وجهها من اثار الدموع وقد عزمت على ان تغير تفكير اكرم تجاهها ونظرت للمرأه بنظره تحدى بينما شجعت نفسها داخلياً لكل ما ستلقاه منه بعد خروجها من تلك الغرفه