...

267 34 18
                                    

      أنا تقتلني الكلمات الباهتة، المجاملات المتقنة، لا يرضيني نصف الدفء ولا أتجاوز الآلام بسهولة أبدًا، كل السهام لم تُنزع بعد ولا تزال تنزف وتئن بلطف.

      تقول إحدى الرفيقات: «أنتِ انطوائية جدًا، ولا تبسمين إلا قليلًا، أراكِ تسيرين بتعالٍ وملامح وجهك مليئة بالعجرفة، ولكنني أعرفكِ جيدًا وأدري أن حقيقتك ألطف من هذا... »
وتقول أخرى باستهتار: «أنا لا أسمعكِ! لم تتحدثين ببطء وخفوت؟ أأنتِ خائفة أم تتدعين الرقة؟»

       هي لا تعرف حقيقتي، هذه هي الحقيقة الوحيدة السابحة في بحر الكلمات. أنا انطوائية ولا أستطيع تحمل إنسان لأكثر من ست ساعات، وأمِّل من الكلام بعد نصف ساعة، أرتبك عندما أتكلم ويخرج صوتي بخفوت كالهمس الجريح، بطيء وخفيض كالناي وأيضًا حزين.
الخوف في نظراتنا ولمساتنا، الخوف بيني وبينك، الخوف ثاني كل وحيد. وأنا مذعورة على الدوام.
حركتي بطيئة لأنني تعبت من الركض وراء الناس. لا شيء يستحق همتي سوى أحلامي ومطاردة السماء. والحق يقال أنا لست بمنافقة لأبتسم وأنا أبكي وأندب حظوظي في نفسي، وأنا لست لطيفة سأكرر هذا للمرة الأخيرة؛ إن اللطف ليس صفة بل إنه أسلوب حياة، إنه انعكاس لتصرفاتك معي، إنه أنت بصفتك الإنسانية السامية.

     أنا خارقة لتوقعاتك حولي دومًا، لن تخترق أسواري منتصرًا يومًا، أنا أحافظ على ما تبقى مني، أنا ألملم كل الضوء لأنيرني من بعد إعتامي، لن أسمح لك بتسريب النور، بخرق الظلام، وبالتأكيد لن ألوثك...

ثلاثُ نِقاط.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن