...

65 12 4
                                    

    أبدأ يومي خائفة من ثقله، لكني أتشجع وأبادر بالابتسام لمحياه. الشوارع مزدحمة بالناس والسيارات، والحيوانات المشردة، أو تلك المرعية. أعيش في شبه مدينة تدعي أنها عاصمة.
يقف سائقو الأجرة عندما يلمحون هيأتي، علمًا بأني هجرتهم منذ زمن واستبدلتهم بالمواصلات، لكنهم لا يفهمون بل لا يتعظون صراحةً، ففي كل مرة أسير وأتجاهلهم بعدما سئمت من صرفهم.
أكره تفاهة الذكور صباحًا، ولكني أتناسى بلطافة الإناث ودعواتهن الجميلة، لست أعمم ففي بعض الأحيان قد أصادف رجلًا طيبًا يحيني بود غاضًا النظر عن جسدي.

     أتساءل أحيانًا لم لا تستطيع الفتاة السير بأمان في الشارع، أو لأكون أكثر تحديدًا لم أخاف أنا؟
في كل يوم أضع سماعة أذني في جيبي بدلًا من أذنيّ، لربما يباغتني أحد وأنا سارحة مع أغنية صاخبة.
أشدد الإمساك على حقيبتي، لأن لصًا خطف حقيبة صديقتي بالأمس. لا أخرج من البيت إلا بعد إخبار أمي وتوديعها والاتصال بأبي. كل هذا ليطمئن قلبي قليلًا.
أكره نظرات المتحرشين، وتعليقاتهم المريضة، لذلك أستعجل خطواتي في الشارع. أتمنى لو أستطيع عزل أصواتهم المقرفة لكنني خائفة أيضًا.

تأتي الحافلة، أضع رجلًا واحدة فيها فيتحرك السائق المستعجل دومًا، تعودت على أن أتوازن بعد السقطة الأولى.
أمسح سريعًا المقاعد الشاغرة بحثًا عن طفل أو سيدة أو رفيقة. أجلس على أعصابي حتى تنقضي الدقائق العشر لأخوض مهمة أصعب، مجرد الحديث عنها يصيبني بالتعب.

وبعد كل هذا، تأتي صديقتي وتسأل: لمَ تقطبين وجهكِ صباحًا؟ ابتسمي قليلًا.
بالله عليكِ أخبريني كيف؟

من الصعب علي كفتاة ألا أكون خائفة وأنا خارج بيتي...

ثلاثُ نِقاط.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن