...

137 21 2
                                    


    جل ما يمكننا توفيره لحل أي مشكلة هو قولنا لتلك الجملة المكررة الرتيبة: نعم سأحاول؛ وبالتأكيد محاولتنا لا تتخطى القول ولن تصل إلى ما قبل تنفيذ الفعل حتى.

إننا نُعوِّد عقولنا على هذه التصرفات لذا نفشل عندما نعي أهمية هذه المحاولات وأنها أكبر من أقوال نواسي بها أنفسنا في لحظة السقوط الحتمي.

فكم من مرة تحطمنا وكُسرنا وقلنا سنحاول ولم نكمل الجملة حتى تهاوينا ساقطين مرة أخرى؟ لأننا لم نتعود على اتخاذ أي محاولة بشكل جدي، ولم نأمل بتحديثها إلى فعل له تأثير، لنهتف أخيرًا لقد حاولنا ونجحنا!

    كنت في كل لحظة فشل أمسح دموعي بوعود المحاولات الجادة التي سأعتمدها للتحسن إلى الأفضل عما قريب، وبأنني لن أسقط هكذا مرة أخرى من دون شرف المحاولة حتى.

ولكن، تنقضي لحظات البسالة والتصميم تلك بسرعة كوميض البرق وتُنسى، ولا أنفك من العودة إلى خط البداية لأسابق نفسي بمعدل هبوط لم يسبق لأحد تجربته وأفشل من جديد...
لم؟ لأنني لم أحاول ببساطة، ولم أطور أي محاولة لتصبح فعلًا جادًا أو لازمًا حتى.

وذات صحوةٍ انتبهت لفعالي وتقصيري المخجل، راعني ما وصلت إليه من إهمال وعدم مراعاة لأحوالي ونفسي، الحياة لا تتوقف لأحد ولا تراعي لمهمل غافل ولاهٍ.
أجلت بصري فيمن حولي بتمعن، فكان أغلبهم يحاولون ويتقدمون، والقليل فقط من أمثالي كانوا منوَّمين وفي دنياهم يلعبون. ثم اتخذت قراري بالانضمام إلى الفئة العليا.

    بعدها تعلمت بدلًا من سأحاول سأفعل، وبدلًا من غد الآن. وعوضًا بأن الحظ لن يقف معي أن اللّٰه معي وهو المعين والوكيل. ومن هذا المبدأ بدأت التغيير. وكما قال قائل: «ثم بعد هذا ارتدت محاولاتي ثوب الوصول.»

ثلاثُ نِقاط.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن