إِخـوَةٌ غُربَـاءْ [مُكتَمِلة]

[١٥]- احْتوَاءٌ بَينَ أضْلُعْ

.
.

"ارمِ الخَوفَ وَ القَلقَ بَعِيدًا وَ دَعْ للحُبّ مَكانْ
وَ إنّي لَأضُمّك لأَضلُعِي رُغْمَ ضِعفِي وَ رُغمَ الهَوانْ
بدَأتِ الْحِكَايةُ بِكَانْ يَا مَكانْ فِي قَديمِ الزَّمانْ
شَقيقٌ سلّم نفسَهُ لشَقيقِهِ فَأعْطَاهُ كُلّ الحُبّ وَ الأَمَانْ
أحِبُّك مِن أعْماقِ قَلبِي، أُخْبرُكَ إيّاهَا بِكلِّ صِدقٍ وَ حَنانْ
وَ لُجوؤُكَ بَينَ ذِراعيَّ كَانَ خَيرَ إجَابةٍ وَ خَيرَ بُرهَانْ
المشَاعِر بَاتَتْ واضِحةً وَلَا مَجالَ للنُّكرَانْ..
لَن وَ لَم نَكنْ مُجرّد أصْدقاءٍ.. بَل كُنّا إِخْوانْ"

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
٢٠١٣

كان الأمر معقدا جدا منذ علمت والدة جين بشأن تغيير زوجها لأسماء عوائل أطفالها الذين تم أخذهم منها غصبا من دون رضاها.. قررت و أخيرا أخذ جين و الذهاب لاسترجاع أطفالها الستة بعد أن استطاعت معرفة اسم الملجأ المتواجدين فيه.. و مع كثرة التهديدات التي عاشتها من قِبَل زوجها.. شعرت فجأة بأنها لن تستطيع فعلها بمفردها.. فلو علم زوجها بأنها علمت و بأنها تحاول الهرب بأبنائها فستكون ميتة لا محالة!.. و كل ما فعلته هو كتابة رسالة طويلة و وصية و قامت بتسليمها لأحد المحامين الذين كانت تعرفهم.. اختارت أكثر من تثق و طلبت منه تسليم كل شيء لجين بعد أن يتوفى زوجها و أكدت عليه ذلك.

و من ثم قضت ليالٍ تفكر في خطة محكمة تستعيد فيها قطع قلبها المتناثرة.. خلال تلك الأيام كانت تذهب للملجأ خلسة من دون علم أحد لتلقي نظرة على أبنائها الستة.. كانت ممتنة كونهم بخير رغم أنها علِمت من تصرفات بعضهم بأن هناك خطب ما.. و لم يكن بيدها أي حيلة..

و في يومٍ ما بعدما عادت من الملجأ دخلت ليستقبلها من يدعى زوجها.. و الذي فاجأها بأنه علم عن كل شيء أخفته.. قد دار شجار كبير و دوى مسامع كل من في المنزل صوتهما.. حتى جين الذي نزل بسرعة خائفا على والدته.. قد بلغ من العمر سبعة عشر عاما و أصبح مراهقا مستقل التفكير و الاختيارات..

استمع لبكاء والدته و لومها لوالده عدة مرات و لم يعلم سبب هذا اللوم و قد رأى والده الذي كان ينوي ضرب والدته لولا تدخله حين دفعه بكل قوته صارخا عليه بأن يتوقف عن اتخاذ العنف طريقة لإنهاء الشجار دائما!