رحلة إلى كوريا 1 القسم 2

1.4K 63 2
                                    

شعرت هدى بالقلق من فكرة الذهاب إلى بيته و لكن الشرطة طمأنوها فقد رأوا بطاقة هوية الشاب و أخذوا رقمه و عنوانه أمامها حتى تطمئن. فركبت معهم سيارة الشرطة و أوصلوهم إلى البيت و عندما فتح الباب رأت سيدة كبيرة و علمت أنها أمه و فتاة و شاب آخر و كانا إخوانه, تكلم معهم رجال الشرطة قليلا فرحبت الأم بها و طلبت منها الدخول, فخلعت هدى حذاءها و دخل الشاب و هو يحمل حقيبة سفرها.

الأم: ما اسم هذه الفتاة و كيف تعرفت إليها يا جونغ هي؟

جونغ هي: لقد سرق أحدهم حقيبتها بالقرب من متجرنا اليوم و كانت تحتوي على كل أشيائها الهامة. و علمت أن اسمها هدى.

الأم: يبدو اسماً جميلاً...حسناً سأسألها ماذا تحب أن تأكل؟

توجهت الأم بسؤالها لهدى فأسرع جونغ هي و أخبرها أنها لا تتكلم الكورية, فترجم لها ما قالته أمه.

هدى: لا تتعبوا أنفسكم, شكرا لكم , يكفي أنني أزعجتكم.

أخبر جونغ هي أمه بذلك و لكن الأم أصرت على صنع الطعام و لكن قلق هدى جعلها تقول أنها نباتية و لا تأكل اللحوم.

بعد قليل أحضرت الأم حساء من الخضار و بعض الأرز و الشعيرية. و بعد أن أكلت هدى أخذتها الأم لتغتسل و أرشدتها لمكان نومها في غرفة سونغ مي أختهم الصغرى حيث أن هدى لم تسمع صوتها منذ وصولهم فظنت أنها منزعجة من تواجدها في بيتهم.استبدلت هدى ثيابها و خلدت للنوم و استيقظت لصلاة الفجر و ذهبت لتتوضأ و تصلي, فشعرت سونغ مي بحركتها و استيقظت و عندما رأتها استغربت و تساءلت ما هذا الذي تفعله في هذا الوقت المبكر و ما أن انتهت هدى حتى عادت للنوم دون أن تنتبه على سونغ مي ثم عادت سونغ مي للنوم مرة أخرى.

في الصباح خرجت هدى من الغرفة و لاحظت بأن سونغ مي لا تتكلم مع أحد و بأنها تتواصل مع أهلها بالكتابة على الورق فقط, فأدركت أنها أخطأت في ظنها, و لكنها لاحظت أنها تسمع ما يدور من حولها و لكنها لا تتكلم.

تناولت هدى طعام الفطور معهم و حاولت أن تكون لطيفة و كانت تخشى أن تقوم بحركة و يفهمونها بشكل خاطئ, لذلك بقيت متوترة. أما الشاب الآخر الذي كان يبدو عليه الفضول حيال هذه الضيفة فقد كان هيونغ هي الأخ الأصغر الذي يدرس في المدرسة الثانوية. كان يحاول أن يتكلم مع هدى و يستخدم بعض الكلمات و الجمل باللغة الانجليزية و لكنه كان يجبرها على الضحك بحركاته العفوية و المرحة حتى يبعد عنها التوتر و الشعور بالحزن و القلق.

و في المساء عاد جونغ هي بينما كان هيونغ هي يجلس مع هدى في حديقة المنزل فتقدمت نحوه تريد أن تسأله ولا تعرف كيف تبدأ ثم قالت: هل اتصل بك الشرطة اليوم؟

جونغ هي: لقد كلمتهم و لكن لم يحصل شيئا بعد.

فارتسمت على وجهها ملامح الحزن و اليأس.

رحلة إلى كوريا الجزء الأولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن