تناول الجميع هذه الأطباق الجديدة التي أعدتها هدى التي استمتعت بها كثيرا حيث أنها لم تأكل أطباقاً عربية منذ وصولها كوريا.
و في المساء عادوا إلى البيت و كانت هدى تستعد لمقابلتها الثانية التي كان موعدها في بداية الأسبوع المقبل و قد مضت الأيام و أتى الموعد المنتظر حيث ذهبت هدى لإجراء المقابلة و بعد المقابلة أرادت أن تمشي قليلا لتفكر و لكي تتمكن من اتخاذ قرارها ثم كلمت أهلها لتأخذ رأيهم, فاقترحوا أن يأتي والدها أو أحد إخوتها و يمكث معها هناك إن أرادت البقاء و لكنها أجابتهم بأنه كيف سيبقى أحدهم معها هنا و هم حتى لن يستطيعون التكلم مع أحد بل سيحتاجون لأحد يساعدهم بدلا من أن يساعدونها, كما أنها طمأنتهم بأنها تمكث مع عائلة لطيفة ومحترمة و بأنها بدأت تتعلم اللغة الكورية. و رغم قلق أهلها عليها إلا أنهم يثقون بها ثقة تامة و يعلمون أنها على قدر المسؤولية و الثقة الممنوحة لها, و هي بالفعل كذلك.
و في النهاية اتخذت هدى قرارها و عادت للبيت حيث كان الجميع بانتظارها ليعرفوا ما هو قرارها.
دخلت البيت و الفضول واضح على وجه الجميع .
هيونغ هي : هيا أخبرينا ما هو قرارك؟
هدى: حسنا لقد كلمت الشركة الأولى و قبلت عرضهم
ابتسم جونغ هي و قال: هذا يعني أنك قررت البقاء هنا في كوريا, أليس كذلك؟
هزت هدى رأسها و قالت: أجل.
ابتسم الجميع و بدا واضحاً عليهم الشعور بالسعادة و الفرح.
الأم تهانينا لك يا عزيزتي, أنا حقاً سعيدة من أجلك.
هدى: شكراً لكم جميعاً, و قد أصبح بإمكاني الانتقال لمكان سكني الأسبوع القادم و لكنني أعدكم أنني سأبقى أزوركم أزعجكم و أزوركم كلما سنحت لي الفرصة.
كان الجميع يتمنى لو أنها تستطيع البقاء معهم.
مضت الأيام و أتى موعد انتقال هدى من البيت الذي احتضنها في أيام غربتها القاسية و حان وقت ابتعادها عن هذه القلوب الدافئة التي أمدتها بالدفء و الحنان في الوقت الذي كانت فيه بأمس الحاجة لذلك.
اقتربت هدى من سونغ مي و الدموع في عينيها و قالت: لقد أزعجتك كثيرا في الأيام الماضية و كنت تستيقظين من نومك بسببي عندما كنت أستيقظ لأصلي باكراً. لذلك سامحيني دمعت عينا سونغ مي بينما كان جونغ هي يترجم لها .
ثم قالت هدى: عديني أن تأتي و تزورينني و أن نقضي اليوم معاً,حسنا؟
هزت سونغ مي رأسها بالموافقة مع ابتسامة لطيفة على وجهها.
ابتسمت هدى و قالت: ما رأيكم أن نذهب في عطلة نهاية الأسبوع في رحلة قبل أن يبدأ ضغط العمل لدي في الشركة؟
أنت تقرأ
رحلة إلى كوريا الجزء الأول
Romanceفتاة عربية مسلمة تسافر إلى كوريا الجنوبية من أجل لقاء عمل في إحدى الشركات هناك بعد أن باتت ملجأها الأخير، ولكنها تتعرض لحادثة سرقة تجعلها تفقد ممتلكاتها بأكملها .. فماذا ستفعل وحدها في بلد غريب ليس لها فيه مكان ولا تعرف لغته ... هل ستجد من يمد يد له...