التاريخ: ١٩/٠٢/٢٠١٩
أما أنا فقد كنت اسكن مع مجموعة من الأطفال المشردين واليتامي الذين قست عليهم اقدارهم مثلي ،كان هناك منزل صغير لرجل ناهز السبعين عاماً وله بنت واحدة عندما توفي أوقفت بنته منزله فأصبح صدقة جارية له ، كنا مجموعة من الأطفال كلنا دون السادسة عشر عاماً مثل الاخوه تماماً كانوا من يكبروننا سناً يعملون في بيع الورود أو تنظيف المداخن والمنازل وفي الزراعة وأعمال شاقة اخرى وبالرغم من ذلك كان كل مايجنوه لايكفي لإطعامنا جميعاً ، كنا نتشارك اصغر التفاصيل مع بعضنا ، ونعمل كما اليد الواحدة كالعضو في الجسد اذا مرض تداعت له سائر الأعضاء .
جود: حسناً اليوم ستخرج من المشفي أن شاء الله ، ستذهب معي الي بيتي ، تفاجأ حذيفة بكلامها وهمهمت نفسه (هل هي حقا تريد مني الذهاب معها ،هل تريد أن تتبناني أو أنها فقط تريد أن تجعلني اتعافي وتتركني )لاحظت جود شروده المفاجئ، فقالت له :لامانع لدي اذا لم توافق علي الذهاب لك حرية الاختيار ،قررت أن أذهب معها ،
بعد أربعة ساعات ونصف حان موعد خروجي اكملت جود كل إجراءات خروجي ، كنت احمل عصا استند عليها لأن قدمي اليسري تضررت كتيراً يبدو انني سأحملها لعدة أسابيع ، عند باب المشفي رأيت سيارة لم ارى مثلها من قبل كانت ذات لون رمادي فاتح وزجاجها اسود لايمكنك رؤية مابالداخل من شدة لمعانها عندما تقترب منها تري نفسك، ساعدني السائق في الدخول الي السيارة جلست جود بالقرب مني وقالت لي : لاتقلق سوف تتأقلم في بيتي سريعاً لدي بنت عمرها سبعة سنوات قاطعتها قائلاً: لكن أنا عمري عشرة سنين ،ضحكت علي ،وسألت اي ان بنتي اصغر منك بكثير ولاتستطيع اللعب معها لكن دموعها تساقطت بدون تريٌث لم اكن اتوقع انها تبكي اصلا من كثرة مافيها من صلابة اخبرتني بصوت يرتجف كان لها ابن توفي دهسته سيارة مسرعة ولو كان علي قيد الحياه لكان الان يكبرني بسنة واحدة فقط ، ثم قالت : عندما رأيتك مطروحاً في الارض تذكرت ابني مصطفى منظره لايفارق مخيلتي ولا لليلة واحدة اتذكر تفاصيل التفاصيل كلون القميص الذي كان يرتديه الرجل الذي أخذه للمشفي ...