لقاء مختلف

7 1 0
                                    


كانت بالفعل مفاجأة سارة لكليهما و قبل بدأ التصوير ظلت نظرات كل منهما مثبتة على الأخر قبل أن تشي ابتسامة تسللت من بين شفتي داني قامت بدورها بعدوى جينا بمعرفتهما ببعضهما البعض .

ابتسمت المذيعة بدورها منتصرة لإيجادها ما يزيد نسبة مشاهدي البرنامج لهذا اليوم و ارتسمت ملامحها الطموحة بالتظاهر بأنها لم ترهم فحيتهم و بدأ البرنامج .

تبدأ مقدمة برنامجها دوماً بالإشارة لنجاح المستضافين و إشارتها لبعد مجالات عملهم عن بعضها و واصلت برنامجها بصورته المعهودة التي حفظ كلاً من جينا و داني ردوداً لأسئلتها و قد أفادهم في تلقائية الرد و إخفاء انشغالهم ببعضهم البعض .

كانت جينا هائمة في تفاصيله تمثل عدم معرفته و لا يجول في خاطرها الا أن تقوم فتحتضن كفه بيديها مبتسمة تخبره كم أشتاقت له أم أن تحتضنه في أجمح خيالاتها , و ظل قلب داني يخبره بحرج الموقف و يملي عليه أن ينهض لأحتضانها و إخبارها كم أشتاق إليها و كم أنه سعيدٌ للغاية لنجاحها و أنه كان دائم البحث عن إسمها في صفحات الأنترنت و كم سرته أخبار تسلقها لسلم النجاح حتى وصولها للقمة كان بالفعل فخوراً بها و كم كان يحبها .

لكن كلاهما لا يدري كلاهما ما زال يرتبك لمواجهة مشاعره رغم تخطيهما مرحلة القاء اللوم على الجزء الصغير الذي تبادلاه من أدمغتهما , و لكن لم يكن ليظن أحدهما أن الأخر يبادله نفس الشعور لذا أخرس عقليهما قلبيهما عن الضجيج .

قاطع سؤال تلك المذيعة ذاك الصراع الداخلي الذي يمران به و أوشكا على افلات الدهشة في وجهيهما لولا تدرب كليهما على مواجهة الأعلاميين و اخفاء ما يجول بخاطرهما خلف ابتسامة عفوية .

" لا أخفي عليكما أنني و مشاهديننا نشعر بالفضول لمعرفة العلاقة التي تربطكما و هل تنويان على إبقائها سر عن معجبيكم ؟ "

لم تتمالك جينا ضحكتها التي كان وقعها على قلب داني كالغيث بعد أعوامٍ من الجفاف .. ثم تدارك داني نفسه بأن رد ضاحكاً أن لا تربطهما علاقة محددة لكنهم بالفعل يعرفون بعضهم البعض , أدركت جينا أن المذيعة هي من أتت بالسؤال و لم يكن يدرك معجبيه يعرفونها بالطبع , و لا تحسب أن لها معجبين فمجال عملها ليس الترفيه لا يتابع إخبارها إلا منافسيها و تمنت لو أن لها من يقتدون بها كما أقتدت هي بالسيدة جولي .

حكوا للكاميرا أنهم بالفعل تقابلوا في إجازة و جمعتهم مغامرة من مغامرات داني التي لم تكن عملاً , فتح كليهما باباً جديداً للأسئلة التي اهتدفت أن جينا ليست بالفعل شخصاً لا يعرف المرح فقابلتها جينا بالرد بأنها كانت تجربة واحدة في العمر , و نظرت لداني الذي حكت عيناه ما أخبره عقله لقلبه , فأبتسمت و أضافت أنها تود لو تعيد الكرة فأبتسم مظهراً علامة دوشن التي تميز صدق إبتسامته دائماً .

أنتهى اللقاء التلفزيوني بصورة غير متوقعة لكل الأطراف و كانت لحظة لقائهما في الخارج هي ما انتظر كلامهما عدة سنوات على أمل حصولها . لم يحتضن كلامهما الأخر و لم يفصح أحدهما عن حبه مشجعاً الأخر بالبوح لكنهما تقابلا كصديقين و لم ينسيا أخذ أرقام هواتف البعض .

عاد الإثنان لا يكفان عن الإبتسام يبحلقان في سقف الغرفة حتى كاد يخبرهما بالكف عن ذلك و لكن في الواقع كانا هائمان في عالم أخر من الخيال يحسبان كم من الوقت عليهما أخذه لمحاولة الأتصال .


بقلم : أُمنية أكرم

Antallagíحيث تعيش القصص. اكتشف الآن