ندم و شوق و أحاسيس أخرى

13 1 0
                                    


أخبرت جينا داني أنها ستعود الى المنزل .

لم يدري لما أجفل قلبه لهذا الخبر و هل أحزنه فحوى كلامها أم حزن لعدم حزنها على انتهاء رحلتهما , بالطبع تخلصهما مما عانيا كان أمراً مفرحاً لكنه حسب أنهما صارا صديقان على أيٍ هي لم تصر بذاك القرب منه أليس كذلك ؟ لما عساه يحزن

أبتسم داني في مرح و ودعها طارداً أي أفكار تُسمم بها نبضات قلبه المتسارعة عقله .

بالطبع لم يذهب إلى المطار و لم يعدها بأن يلتقيا و لم عليه أخذ رقم هاتفها فهي قد أوضحت أنهما شخصان مختلفان للغاية لذا بالتأكيد هي لا تحسبه صديقاً .

" بالطبع لن تستطيعي تقبل رفضه إن طلبت رقم هاتفه , كان بالتأكيد سيرفض ها ؟ أعني هو نجم مشهور و شخص مرح و أنتي مملة و حذرة و بالفعل قد ذهبت جي , هي من كانت تصادقه أو ربما كان وجودها مُطمئناً حينها .. "

" بلا هو كذلك " قالتها بصوت عالٍ هذه المرة مكتسبة ابتسامة من مارسيل الذي كان واقفاً ينبهها إلى نداء رحلتها الأخير لدقيقة كاملة غابت فيها تحدث نفسها

ابتسمت في نوع من الود الذي لا تفارقه مسحة التحفظ المميزة لها و ودعته فودعها و توجهت الى طائرتها و هي تخنق أي بقايا للأمل كانت تتراكم في صدرها في أن يأتي داني كالبطل في أي فلمٍ أو مسلسل فيخبرها بأنه يريد مقابلتها يوماً ما , أن لم يكن لقائهما عابراً في الحياة , فهو بالفعل قد أقترب بالحد الذي فرقع فقاعتها الجميلة و غادرته حاملة ندبة صغيرة في خلف رأسها خلّفها أن سكن جزءٌ من عقله داخل جمجمتها .

هي تعي أن مقدراتها على التواصل الاجتماعي بالفعل معدومة إن لم تكن رسمية لذا لم تدري كيف تخبره بكل تلك الأفكار التي تتدافع داخل رأسها محاولة الخروج بالفعل من فمها , لكنها تعي أفضل , لن تضع نفسها في هكذا موقف .

و من لا يعذرها ؟ حتى و إن ارادت التغيير الذي بالفعل قد نوته بالأنفتاح قليلاً , فهي ما زالت لا تدري كيف تبدأ و هل يتقبلها الأخرون أم لا , فالطفل لا يبدأ بالركض في أول وقوفه بل يحبو .

" و لكنه بالفعل يحمل جزءاً من عقلي أولا يعني ذلك أنه بالفعل يتقبلني ؟ "

" لا لا هو فقط رأى أنه حلٌ لمشكلتنا و علي أن أكون شاكرة للقائه "

ظلت تُكلم نفسها طوال الرحلة و لم تكد تحس بالزمن , عند هبوط الطائرة توجهت شاردة لتأخذ حقائبها و كادت لا ترد على السيدة جولي و أمها اللتان كانتا تناديانها

 " يا إلهي هل عدت بشخصية ثالثة لا تعرفنا أم ماذا ؟ "

نظرت لهما في نوع من البلاهة و مخها يصارع لإعادة الاتصال بالواقع و قد أيقظها حضن أمها مخبرة أياها أنها سعيدة برؤيتها و أنها اشتاقت لها كثيراً

" أه عدنا إلى المنزل يا دي , هذا حضن أمي الدافئ و هذه كلمات السيدة جولي الساخرة التي لا يبدو أنها تنضب البتة "

" يا إلهي هل صرت أكلمه الآن "

و احتشدت الدموع في عينيها في حماس تتسارع للنزول على خديها بعد دهر من حبسها لهم

" أوه يا صغيرتي ما بك ؟ "

" جينا ألم تقولي أنك بخير و قد ذهبت جي بالفعل , ماذا بك ؟ "

" لا أدري أنا فقط لا أدري , أه لا عليكم أنا بخير , متشوقة للعمل "

نظرتا إليها في قلق و أضافت السيدة جولي

" اوه حسناً لن أتذمر , عليك تعويضي بالكثير من الأرباح على أيٍ "

ضحكت جينا فقد أشتاقت للسيدة جولي و حديثها , و كما يشاع فالضحك معديٍ و بالفعل تسلل لشفاه أمها و مديرتها فصارت الأبتسامة ضحكة و غادروا متجهين إلى منزل جينا

مرت الأيام فالأسابيع فالأشهر

جينا الآن من أنجح مديرات الأعمال و صارت السيدة جولي لا تستغني عنها أكثر و نجحت محاولاتها فقد صارت تتكلم مع زملائها في العمل و غزا بعض المرح الساخر شخصيتها الباردة , و لطالما أخبرتها السيدة جولي أنها فخورة أنها صارت تشبهها أكثر ساخرة كعادتها بالفعل .

لم تكف جينا عن الكتابة على فترات متقطعة في مدونتها التي كانت تعلم بكل ما جرى , كانت تألف جي و جينا كلتيهما و الآن فهي تعرف داني و دي كلاهما أيضاً .

كانت تدري جينا جيداً بأنها أحبته بل هي تحبه , لربما هي سخافة فمن يحب شخصاً إلتقاه لأقل من أسبوع , و لكن بالفعل كانت تحمل جزءاً من عقله هذا ما كانت تسكت به عقلها معللة خفقات قلبها عند هروبها مع شبحه في عالم أحلام يقظتها التي لم تكف عنه رغم إنشغالها و غرقها في دوامة من الأشغال التي لا تنتهي .

لم تجد ضيراً في حبها الغير مكتسب حيث أن داني نجم مشهور , بالفعل له معجبات يتخيلن قضاء مغامرات معه على شاطئ الجابرووك , لكنها كانت محظوظة بالفعل لقضائها واحدة معه و طلبه منها أن تقضي معه المزيد .

كانت تعض على نواجذها ندماً كل ما تذكرت رفضها لطلبه , عله لو طلبها الآن لكان ردها مختلفاً فقد تغيرت كثيراً , و رغم رغبتها بالأنفتاح و علمها بأنها دائماً فتاة تفعل و تنجح فيما ترغب فيه فهي لم تكن تحب المواعيد المرتبة من أمها او السيدة جولي فقد كانت تعلم تماماً من أرادت و إن كان مستحيلاً فهي لن ترضى بغير الذي أرادته , لذا فقد ركزت كل مجهوداتها على أن تصير شخصاً معروفاً في مجالها , شخصاً ناجحاً كالسيدة جولي التي أرتضتها قدوتها في العمل .

و بالفعل في أقل من عام كانت جينا بلاك تتصدر غلاف مجلة  Fortune كأصغر مديرة عامة ناجحة لشركة عالمية تملكها أحد  .دعامات إقتصاد البلاد و من أغنى نساء العالم السيدة جولي ستيوارت

و تسائلت حينها إن كان داني و لو صدفةً سوف يرى صورتها على الغلاف فيفكر فيها كما كانت تبتاع مجلة D World بغرض رؤيته كأنما هي تتواصل معه عبرها .

" لن يبتاع ذاك المغامر أبداً مجلة Fortune يا حمقاء و لم عساه ؟ فهي لا تهم الا من يهمه إدارة الأعمال"

قالت لنفسها في لحظة صمت ازدانت بإبتسامتها وسط حفلٍ بنجاحها أحتفل فيه كل من بالشركة بمديرتهم المحبوبة .



بقلم : أُمنية أكرم


Antallagíحيث تعيش القصص. اكتشف الآن