أطراف المدينة المحرّمة، ساحة الحرب:
فانيسّا: بايونيتاااااا، انتظريني، أنا خائفة
لوكاس: لا بأس فانيسّا أنا معك
فانيسّا: لكن انظر إليها، إنها تمشي بالقرب من الجثث
فتقول بايونيتا بلا مبالة وهي تضع يديها في جيبيها: وماذا في الأمر؟ إنهم موتى
ثم تركل أحدهم برجلها
لوكاس: لا تركليهم هكذا بيونيتا، قد يكونون أحد زملائنا
بيونيتا: قلت لك. إنهم موتى، موتى، لا يهم من هم، فلن يشعروا بشيئ
يزيد لوكاس من حدة صوته وهو غاضب: بيونيتا، يا متلبدة المشاعر، احترمي الأموات
بيونيتا: وأنت مرهف المشاعر، وهذا ليس مديحاً، لا أدري كيف لشاب ضعيف وضئيل الحجم مثلك الاتحاق بالجيش
يبتلع لوكاس الإهانة على مضض لإنه يعرف جيداً أن وراء هذا الجمود والقسوة التي تبديه بيونيتا، طفلٌ صغير ٌ يبكي من أجل الحصول على الانتباه، ويعرف جيداً أنها طائشة ومتهورة ولكنه يستطيع احتمالها فقط بسبب وجود الرقيقة العذبة فانيسّا، إن كان وجود لوكاس في الجيش أمراً خاطئاً، فوجود فانيسّا يعتبر جريمة ضد الإنسانية
فتاة من الطبقة المخملية، ألتحقت بقسم الاتصالات في الجيش، رقيقة وضعيفة لأبعد الحدود، وتخاف من ظلها وتبكي بسرعة على أتفه سبب، وهي نقطة ضعف بيونيتا ولوكاس في نفس الوقت، فكلاهما يكنان لها مشاعر الحب، ويتنافسان على الفوز بقلبها وهذا ما يزيد حدة الشحار بينهما دائماً
فانيسا تهمس للوكاس: لا تجعل كلامها يجرحك لوكاس، أنت شابٌ رائع
تحمر وجنتا الشاب العشريني ويخفق قلبه بسعادة، ثم يتشجع ويقول: فانيسا، هناك جثث كثيرة على الأرض، دعيني أحملك على ظهري
فانيسا: وماذا لو كنت ثقيلة؟ قد أؤذي ظهرك؟ لقد تناولت قطعة كعك كبيرة في الثكنة قبل مجيئي
يضحك لوكاس من لطافتها ورقة مشاعرها ويمد لها يده كي تصعد على ظهره، كأمير صغير يطلب رقصةً خاصة من أميرته
تنظر لهم بيونيتا بغيرة، فتقترب منهم وتمسك بجسد فانيسا الصغير وترميها على كتفها، لتصرخ الصغيرة بتفاجئ
بيونيتا: هيا لقد اقتربنا من منزل الدكتور العجوز، وأنتما ما تزالان تتفاوضان
فانيسا: بايونيتا أرجوكِ انزليني، لا تحمليني هكذا
بايونيتا: لو بقيتما تتفاوضان هكذا في مكانكما سيعود الأعداء قبل أن ننهي مهمتنا
فانيسا: يا ويلي هناك الكثير من الجثث على الأرض!
فتغطي وجهها بيديها من الخوف، لتضحك بايونيتا عليها، ولوكاس يقف في مكانه يراقب بسخط شديد، وتعطيه الفتاة المسترجلة ابتسامة شماتة