3

1K 38 51
                                    

أنا أتغذى على الألم والمعاناة وقد أتيت لتنفيذ أمر سيدي)

نزلت من طائرتها الخاصة على أحد اللأسطح الواسعة،وأول شيئ لامس الأرض هو كعب جزمتها السوداء العالي، كل مافيها أسود، معطفها الطويل، ملابسها، شعرها وحتى قرطيها الماسيين الطويلين، كل شيئ ينضح هيبة ووقار، يحرك خصلاتها اللامعة الرياح القوية القادمة من شفرات المروحية

نزل خلفها سيسارا العملاق يرتدي على شاكلتها، ولكن ملامحه أشد قسوة وغلظة من أن توصف بملامح بشرية حتى

وهناك حيث نزلت كان هناك فرقة خاصة تابعة لها وتحت أمرتها، وعشر رجال على الأرض مقيدي الأيدي ومعصوبي العينين

نطقت بنبرة واحدة " فليبدأ الإعدام "

ليتحول المكان بعدها لفوضى من الطلقات النارية التي أخترقت أجساد الرجال العشرة، كما تخترق السكين الزبدة

رفع سيسارا رداءه أمام إلكترا، حيث لوثه دم أحد المقتولين، كي لا يصل الدم إليها أو لثيابها، وعندما أبعد طرف ردائه الذي كان يردئها من الدم المتناثر، رأت المشهد الذي أرادته منذ البداية

عشرة جثث مكومة فوق بعضها كأكياس القمامة وحولهم بركة واسعة من الدم، حتى أن حافة المبنى خلفهم، تحولت للوحة من الخطوط الحمراء المتناثرة بعشوائية

قالت إلكترا: جيد، الآن نظفوا هذه الفوضى بسرعة

ثم أعقب سيسارا: هكذا نكون قد قطعنا أذرع ديسترويا جميعها

ابتسمت إلكترا وقالت: لنرى الآن كيف سيقتل الأضاحي الثمانية المتبقين

في مكان آخر من المدينة المحرمة، عملاق بطول مترين تتأمله عيون العامة لغرابته، شعر بالضيق من نظراتهم المشككة والمتسائلة فارتدى نظراته السوداء، أخرج سيجارة وعود ثقاب قام بحكه بالجدار على يمينه لجعله يشتعل ثم أشعل به السيجارة، شعر طويل مربوط للخلف،معه قناصة تكاد تكون بطوله، معطف طويل بقلنسوة، قفازان أسودان، وجرح عميق في منتصف وجهه، هو غريب عن هذا العالم، لبد جاء من مكان بعيد، كي يحقق أمراً واحداً

إيجاد دسترويا وخادمه وقتلهما، هذا النوع من البشر يدعون بالصيادين، مهمتهم منع النبؤة الأخيرة من الحصول، وقد قُتل منهم الكثيرون حتى الآن

رائحة التبغ والتوابل التي تملأ السوق تزعجه، عدا أن الجميع بنصف قامته، والكثير من الأعين تحدق به، وبعضهم يحاولون بيعه ما يعرضون من بضاعة

بملامح باردة وبوجه صامت أكمل مسيره نحو وجهته، وقف قليلاً ليتأمل الطريق المؤدي للساحة المحرمة، شعر بضربات قلبه تزداد وبهالة من الذعر تنبعث من ذلك المكان

أراد أن يكمل مسيرته، فأوقفته يد نحيلة جعدة تمسكت بيده، نظر للأسفل، ليقابله وجه عجوز مسنة غريبة، بلباس غريب وبوشوم أغرب على وجهها

ديسترويا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن