فراق من جديد

23 3 1
                                    

"تذكر حديثي معك جيداً! و ابقي معي حتي نهاية حياتي التي ستنتهي قريباً.."

"ليلي! ستُشفي و سنكمل حياتنا سوياً، فقط استمعي لتعليمات الطبيب"

"أتجعلني أعيش علي أمل كاذب؟"

"لا، أمل حقيقي ستتعافي و سيحدث كل ما تمنيتيه."

"حسناً" قالت بابتسامة و ألم ، لا أدري حقاً كيف اجعلنا مطمئنة و انا اخشي فراقها! أرهقني الفراق.

"حبي لك كان الحب الأول و الأخير. كان الحب الذي يشعرني بمتعة  الحياة. رغم أنه كان حب من جانب واحد ، أعني من شخص واحد و لكنه كان أعظم حب بالنسبة لي. رغم حبك لچوليا إلا و أنني أصريت علي أن ابقي معك. رغم معرفتي بأنك تفكر بها بينما نتحدث، و تشتاق إليها عندما تنظر لي، و تفتقد عناقها عندما أعانقك و إلا أنني مازلت أحبك و أشعر أنك لن تخرج من قلبي يوماً ما!  رغم حبي لبيتر و لكنني لم أنساك، رغم حزني و انكساري عندما تركني ، كنت أعيش علي أمل أنك ستشعر بأنني أحبك. عندما قررنا الزواج كنت أحلق بالسماء، سعيدة للغاية، شعرت و كأنني صبرت صبراً طويلاً و لكن بالنهاية القدر جمعني بك! وهل يوجد أفضل من ان أصبح معك؟ حتي الآن، مازلت سعيدة. رغم معرفتي بمرضي الذي ينتشر بجسدي  يوماً يلي الآخر ،انني  علي يقين أنني لن أعيش طويلاً و لكن ما يهمني انتَ، إنني معك، بجانبك، إذاً ماذا سأريد غير وجودك معي؟ أحببت أن أبوح لك بما بقلبي، أريدك أن تعلم أنك شخص مهم للغاية!" قالت و عيناها تدمعان

"أحببتك يا ليلي، تعودت علي وجودك بجانبي! أصبحتِ مهمة بحياتي، عشت معكِ أيام لا مثيل لها ، أسعدتيني و أسترجعت قوتي بفضلك، تغيرت نظرتي لنفسي و للعالم بأكمله! شعرت وكأنك الفتاة التي استحقها و تستحقني، شعرت و كأن يوجد شئ بيننا لا مثيل له! يوجد شئ لو مرت ألف سنة لن يتغير و لن ننساه. تمسكتِ بي رغم معرفتك بمشاكلي و عيوبي، قررتي ان تساعديني بينما كنتِ انتِ من تحتاجين المساعدة، لن أستطيع قول أنني توقفت عن حب چوليا لأنها حبي الأول، و لا أخشي قول ذلك لأنني أعلم أنك علي يقين بهذا! و لكن مايجب ان تكوني علي يقين به أنني لن أنساكِ مهما غاب الزمن و مهما تغير العالم و الناس. ستظلي بذاكرتي حتي الموت."

قلت لتبتسم بألم و بكاء ، أردت أن أسعدها بكلام حقيقي و ليس كذبة، قلت مابقلبي لها، لا أعلم كيف أستطعت أن أحب أحد غير چوليا و لكن ليلي لا تشبه الآخرين.

"سأنام لأنني مرهقة للغاية!" قالت بينما أشعر بخوف و قلق! لا أريد النوم كي لا أستيقظ علي خبر لا يروقني و لكن بالوقت ذاته أريد النوم للهروب من الواقع.

"فلتبقي قليلاً" قلت كطفل صغير

"لا تقلق شون! كل شئ سيكون علي مايرام، أحبك.." قالت و أشعر أن صوتها ملئ بالحزن  و الوجع.

*اليوم التالي*

"ليليي، عزيزتي أستيقظي، لقد أحضرت الفطار الذي تحبينه!"

"ليلي؟" قلت وانا أدخل الغرفة لأجدها غارقة بالنوم.

"كفِ عن الكسل!!" قلت

"أتركني شون!" صرخت

"هيااا!" قلت لأنزع الغطاء اللعين الذي تضعه علي وجهها

"حسناً أيها المزعج" قالت لأضحك

..

"اووه، طعامي المفضل ، يا لك من مخادع" قالت و هي تضحك

نهضت ، "ماذا تفعل؟"

"أحضر الدواء الذي لا يخطر ببالك"

"اووف، شون! انتَ تعلم أنني لا أحب الدواء و ما شابه"

"يجب ان تنتظمي عليه قليلاً ، عندما طلبتي أن لا تبقي بالمستشفي حاولت و فعلت ذلك!،  سيزول و سيصبح كل شئ علي مايرام"

"حسناً" قالت مقلبة عيناها

..

"شون! أشعر أنني مرهقة للغاية! أحضر لي الدواء."

"لا يجب ان تتناوليه الآن، لكل شئ ميعاده!"

"ولكنني لا أستطيع التحمل!"

"انتظري لأتحدث مع الطبيب"

"ليلي عزيزتي، أريحي نفسك قليلاً، لا يجب أن تتناوليه الآن!" قلت لأجدها في صمت لا تتحدث ، ذهبت لأراها ، لا تتحدث و لا تجيب!!

"ليلييي!!"

أحضرت الاسعاف بسرعة و ذهبنا إلي المستشفى..

خرج الطبيب من الغرفة ، أنتظر جملة تجعلني أهدأ

"نعتذر لكَ، لم نستطيع أن ننقذها، توفت ،حالتها كانت سيئة للغاية"

"بماذا تهذي؟! ليلي مازالت علي قيد الحياة! قلت لها أن كل ذلك سيزول، قلت لها انها ستتعافي! سنكمل حياتنا و نعيش بسعادة !"

"أعتذر.." قال الطبيب ليذهب و أجد نفسي وحدي، لا أستطيع ان أستوعب ما قاله هل بالفعل توفت ليلي؟! كيف؟ لماذا كل هذا الحزن و الألم!!! أرهقني الفراق الذي يحرق روحي و يؤلم نفسي هذا!

دخلت للغرفة التي بها ليلي، يريدون أن يأخذوها!

"لا تستطيعوا أخذها ، ستبقي معي!"

"اهدأ من فضلك" قالت الممرضة

"إنني هادئ! أتركوني معها قليلاً أرجوكم."

"ليلي، تركتيني وحدي! فراقك بهذا الشكل صعب للغاية. تركتيني بينما قبل فراقك بدقائق كنتِ تتحدثين معي و كأن كل شئ علي مايرام. أشعر و كأنني سأفقد عقلي! لا أريد أن ابقي وحيداً، عودي لي رجاءً، أريد حديثك الشيق وحبك لي! لماذا تركتنيني؟؟ لماذا جعلتيني أتألم مجدداً!!"
صرخت و انا أبكي، تتعالي صرخاتي و قلبي يؤلمني ، نبضات قلبي تزداد و لا تهدأ..

"من فضلك يجب ان تخرج" قال أحدهما لأخرج بصمت..

بهذا الموقف لا أستطيع فعل أي شئ سوي الصمت.
فراق مرة أخري؟ أظن أن هذا سيتسبب بوفاتي يوماً ما!!

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 05, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

where she went حيث تعيش القصص. اكتشف الآن