المتحدث نامجون :
لم أفهم ما يحدث من حولي بعد كلام الرجل على الهاتف أحسست كما لو أنني فقدت حاسة السمع بل فقدت كل حواسي في تلك اللحظة،بدات إخطو للأمام فحسب كلام الرجل فليلي ستكون بين اولائك الناس ضللت اتقدم وانا ممسك يد ليسا أسحبها خلفي.
ضللت أتحرك يمينا و يسارا بين الناس حتى تعثرت و سقطت لم أشعر بأي ألم ناتج عن السقوط رفعت رأسي للنهوض إذ بجسد غارق بالدماء ساقط بجانبي.
كان ذلك الجسد جسد ليلي كدت ألا أتعرف عليها لوهلة، شعرها الذي كانت لطالما تتباها به أمامنا يغطي وجهها. كنت أتمنى لو أنني كنت مخطأ بأعتقادي للحظة... لو انني منعتها من العودة لوحدها ... لو اننا لحقنا بها فور خروجها ....
فجأة حطت يد بقوة على خدي و بفضلها عاد لي وعي.
رفعت رأسي لأجد سيارة الإسعاف قد وصلت بالفعل و كل من ليسا و المسعفين قد بادروا بحمل ليلي وقفت لأساعدهم من ثم كنت سأصعد معهم لكنهم لم يسمحوا سوى لليسا بالجلوس بالخلف بتعلة أن يسمح بوجود مرافق واحد فركضت بسرعة نحو الأمام لأجلس بجانب السائق.
لا أذكر شي من بعد صعودي لسيارة الإسعاف سوى صوت رنين صافرة السيارة اضافة لأصوات قادمة من داخل غرفة العمليات ثم شكل ليلي في سرير العناية المشددة كيف كانت ملفوفة بالضمادات الطبية و حولها الأجهزة الطبية صوت آلة تخطيط القلب كانت كالممياء ..جسد بلى روح.. حياة معلقة بتلك الأجهزة..
.
.
.
.
.
في المنزل :
-أدخل جونغكوك
أجابت ليلي الطارق على الباب دخل جونغكوك ليسأل
-كيف عرفتي انني الطارق ؟
-و من سيكون سواك! اخوك مثلا؟
ضل واقف في هدوء يناظر الجالسة امامه
-إذا ما سبب قدومك ؟
-هل تحتاجين للمساعدة أو دعينا نخرج لتناول شئ ما؟
-لقد سمعتها أليس كذلك؟
رمت ليلي الهاتف من يدها لتقف مقابله
- لا تحاول الكذب أو التظاهر بعدم المعرفة أنا متأكدة بأنك سمعت ما حكاه نامجون فقد رأيتك تجلس بالطاولة التي بجانبنا
-أ..أ..أنا
- لست بحاجة لمساعدتك لا تتظاهر بالشفقة و أنسى ما سمعت
أنهت كلامها لتلتقط هاتفها و تخرج من الغرفة و من المنزل كله
سارت في الشارع و قد نال منها الغضب ضلت تلعن نامجون و تنعته بالأحمق إلى أن رن هاتفها ودون أن تنظر إلى المتصل فتحت الخط و وضعته على اذنها لتصرخ
-ماذا تريد الآن!!
-صغيرتي ليلي هل هذه انتي؟
أبعدت الهاتف عن اذنها لتنالها الصدمة عند معرفة المتصل
-جدة جيون.. انا اسفة لصراخي
- جدة جيون !صغيرتي ألم أقل انني لا أحب أن تناديني هكذا ماكني بجدة مثلما يفعل حفيداي
- آسفة جدتي
-أجل هكذا أفضل صغيرتي، لقد اتصلت بتاي و أخبرني بأنك رفضتي الدعوة، لماذا ؟
- دعوة...
-أجل لقد دعتكما خالته للعشاء
-ذلك الأحمق وجعني في فوهة المدفع
-صغيرتي أرفع صوتك لأسماك جيدا
-جدتي لا أستطيع السهر طويلا ليلا انت تعرفين انه علي الذهاب للجامعة صباحا
- ليلي عزيزتي ألم يخبرك حفيدي الأحمق؟، ستذهبان عندها في نهاية الأسبوع
-لا لم أكن أعلم
-حسنا و الآن أصبحت تعلمين لم يعد لديك مجال للرفض لا تنسي
أنهت الجدة كلامها لتغلق الخط اما ليلي فقد جلست في مقعد تحت أحد الأشجار تتمتم
-ذلك الأحمق لماذا لم يخبرني عن الموضوع حتى و لم يكن يريد محادثتي كان يستطيع أن يقول لأخيه كي يعلمني
زفرت الهواء لتكمل
و الان يجب علي الذهاب معه لخالته
عند حلول اليوم الموالي
انتهت الحصص الصباحية كانت ليلي تركض في الرواق و الإبتسامة تشق وجهها و نامجون يلحقها لكنه لم يستطع الإمساك بها لأنها ما إن خرجت حتى قفزت في حظن شاب .
ضلت ضحكاته تعلو و ذلك الشاب حاظن اياها و يلف بها
-جين توقف سنصاب بالدوار و نقع
انزلها جين ليعود و يحضنها قائلا
-ماذا ألم تشتاقي لي أتعلمين لقد أشتقت لكي كثيرا
انهى كلامه ليبتعد عنها
سارع نامجون نحوهما ليحضنهما
-جين لقد اشتقت لك كثيرا
أبعد جين نامجون عنه ليتكلم
-و ماذا تفعل انت هنا ؟ هل تدرسان مع بعضكما؟
-أجل ، أجاب نامجون ليضع يده على كتف ليلي
ضحك جين بسخرية ليجيب
- لقد تأكد رسوبكما لهذه السنة أنا للآن لأعلم كيف دخلتما هذه الجامعة أقترب منهما ليهم هل متأكدان بأنكما لم ترشيا المسؤولين حتى يتم قبولكما
-ياا هل عدت لذات الموضوع!! ،صرخت ليلي
-حسنا حسنا أنا أمزح ، أردف جين وهو يمسح على شعر ليلي من ثم تمسكها من يدها ليكمل
-هيا دعينا نذهب
-إلى أين ؟.سألت ليلي
-إلى مكان سيعجبك
-خذاني معكما، أردف نامجون
-أنت أبقى هنا أريد أن أقضي بعض الوقت معا أختي لا تحشر أنفك بنا
تكلم جين و هو يدفع نامجون عنهما بينما ليلي تضحك على مظهر نامجون و هو يتوسل أخاها الذي كان يرفض قدومه
كانت ليلي تطالعهما و نسيت انهم في وسط الساحة حتى انتبهت الطلاب الأنظار التي كانت مركزة عليهم و خاصة جين الذي جذب إهتمام الفتيات بوسامته و ضل ليلي تدير عينيها بين الطلاب إلى ان إلتقت عيناها بخاصة جيمين الذي كانت ملامحه لا تفسر فبقيت تناظره ونسيت الذي يقف بجانبه فتاي كان يناظرها و قد نال منه الغضب من تصرفاته لكنه و رغم ذلك لم يظهر أي رد فعل. و فجأة تمسكها جين من يدها ليسحبها بدو يقول مخاطبا نامجون
- لا تقلق سأعيدها لك ، هيا دعينا نذهب أكمل جين مخاطبا أخته
تمسكت هي الأخرى بيد أخيها و سارت بجانبها و قد كانت فمها يكاد يصل فمها من كثرة الإبتسام
قضت ليلي بفيت اليوم معا أخيها فمعه نست كل همومها و من حولها حتى صديقها نامجون الذي قد أصابه الحزن لبقاءه بمفرده حتى انها لم تلتفت إليه في مغادرتها
و مع حلول الليل عادت للبيت دون إصدار أي صوت و نامت
أما عند تاي فقد ضل يواسي صديقه الذي ستخسر على الصور التي حدثت بها رفقة جين فجيمين ضنه جوزها اما تاي فقد اعتقد بأنه حبيبها من الوضعيات في الصورة و حتى مما رأه في الجامعة
مرت الأيام ،و لم يتحدث جيمين مع ليلي منذ اليوم الذي تحدث فيه نامجون عن الحادث وقد أتخذ قراره بالإعداد عنها بعد رؤيتها مع جين اما تاي فيفكر في كيف يستخلص منها و يخبر عائلته بعد عودتهم من السفر
في نهاية الأسبوع:
-ألم تتجهزي بعد ؟
سأل جونغكوك
-و لما سأتجهز لست ذاهبة لأي مكان
-ألم تذهبي مع تاي لعند خالتي اليوم
-سأذهب
-اذا غيري ثيابك
-و ما الخطأ في هذه الثياب
كانت ليلي ترتدي خف مع ملابس منزلية
-نحن ذاهبون للعشاء لن نبقى هناك لوقت طويل
أقترب جونغكوك منها ليمسكها من يدها و يسحبها نحو الخزانة ليفتحها ويتفاجأ بأنها فارغة ألتفت ليسألها
- أين ملابسك؟
لكنه لم يلقى منها اي رد
- ليلي أنا أكلمك!
- لازلت لم أخرجهم بعد من الحقيبة
أجابت ليلي و هي مطاطأة رأسها
إتجه جونغكوك نحو السرير لينحني و يحسبها من أسفله و من ثم يضعها فوقه
-لما انت متسمرة هناك تعالي ساعديني لترتبك ما بداخلها في الخزانة
اقتربت ليلي منه و بادرت ليلي بفتح حقيبتها لتعطيه ما بداخلها وهو يقوم بترتيبه بالرفوف. أخذ جونغكوك يعلق الفساتين و يثني البناطيل و القمصان و يرتب الأعراض حتى فرغت الحقيبة كانت ليلي ستغلقها لولى ان أردف جونغكوك
- انتظري لقد نسيت ان ذلك الجيب
- لا أنتظر دعه سأفرغه بمفردي
لكن جونغكوك لم يستجب لكلامها بل ضل يسحب من يدها الحقيبة و هي تركض خلفه في أرجاء الغرفة و تطلب و منه أن يعيد لها حقيبتها حتى توقف فجأة و ألتفت لها
-حسنا دعينا نتوقف خذي
مرت ليلي يديها لتأخذها و لكن جونغكوك الخبيث أدخل يده في ذلك الجيب و سحبها بسرعة لتتطاير ملابس ليلي الداخلية في الهواء و تغطي الأرض. لم يستوعب جونغكوك مايحدث و قد نالت الصدمة و سرعان ماتحول وجهه إلى اللون الأحمر أما ليلي فقد أنبطحت على الأرض تجمعه ما نثره الآخر .
تدارك جونغكوك وضعه و جلس ليساعد ليلي لكنها صرخت في وجهه
-ماذا تفعل؟قف و أدر وجهك للحائط!!
إمتثل جونغكوك لأوامرها لتكمل كلامها
-أخبرتك ألا تلمسه ألا تفهم بالكلام!
- لقد أنتهيت يمكنك الإستدار، أردفت ليلي بعد أن قامت بوضع ملابسها في الدرج
- أنا آسف لم أقصد
- لا تتأسف فقد أنسى مارأيت
-حسنا الآن غيري ثيابك و استعدي للذهاب
- لا أريد سأذهب بهذه الثياب
أتجه جونغكوك نحو الخزانة و أخذ يبحث بين ثيابها
-ماذا تفعل؟
سألت ليلي
-أبحث لكي عن شي لتغير ما عليكي انتي لا تعرفين خالتي ستضل تسأل و دائما ما تريد أن تحشر أنفها و تدخل كثيرا لذلك لا أريد أن اتركي لها ثغرة كي تتحدث عنك
وضح جونغكوك بينما يجمع بعض الملابس من خزانتك
-إضافة إلى أنها كانت من أحد معارضي هذا الزواج فقد أرادت أن تزوج تاي من أبنتها
أكمل جونغكوك بينما يعطيك ملابسك
-ماهذه الملابس أنا لا أريد ارتدائها سأختار ما أرتديه بمفردي
أمسكتها جونغكوك و أعادها أمام من ثم أشر على مجموعة الثياب قائلا
- أمامك ثلاث خيارات يمكنك إرتداء ما تريد من بينها لا غير أنا أمام الباب أعلميني عندما تنتهين
بعد بضع دقائق
-لقد أنتهيت يمكنك الدخول حشريكوك
تكلمت ليلي بسخرية
-بماذا ناديتني للتو؟
سأل جونغكوك و لم يبدو عليه الاعجاب من الإسم الذي نعتته به ليلي لكنه صمت حين رأها ترتدي من بين ما أختاره لها فقد ظن بأنها ستختار شئ آخر على ذوقها فهو يعرف كم هي عنيدة ثم أقترب منها ليسأل
-أين مصفف الشعر؟
-في الدرج، لماذا ؟
إتجه جونغكوك نحو الدرج الذي أشرت الله ليلي ثم أخذه بين يديه ليعطها إياه
-صففي شعرك و أتركيه منسدلا على كتفيك
- لا أريد الجو حار
سحبها ليجلسا على الكرسي أمام المرأة و بدأ يفك شعرها
-جونغكوك توقف
بدأت ليلي بالصراخ عليه
-أنت عنيدة جدا ابقي ثابتة سأقوم انا بتصفيفه إن لم تفعلي أنتي
قام كوك بتشغيل مصفف الشعر و وجهه نحو شعر ليلي لتصرخ و تغطي عينيها
ضغط جونغكوك على زر الإيقاف ليجلس على ركبتيها سائلا إياها
- ليلي ماذا حدث لكي ؟
-يا غبي أنا أرتدي عدسات هل تريدني أن أصاب بالعمى مجددا
-آسف...أنا لم أكن أعلم أنك..
- تبرع فقط بالتأسف بعد إرتكاب الاخطاء ألم أرفض!؟ لماذا تحشر أنفك و تتدخل؟
قاطعته ليلي و خرجت نحو الحمام لتغسل وجهها ثم عادت للغرفة لتجده لازال ينتظرها و لم يذهب بعد
-أنا آسف ليلي
إبتسمت ليلي ثم ذهبت لتجلس أمام المرأة و تجيب
- لا عليك، أعلم أنه لم يكن بقصد منك
أخذت تعدل شعرها بعد أن عبث به جونغكوك و قامت بوضع بعض المكياج لتلتفت
- جونغكوك، هل لك أن تتفقد أخاك ؟
- بالتأكيد ،كاد يخرج من الغرفة ليعود خطوة للوراء، ليلي لا تنسي إرتداء خاتمك! خاطبها ثم خرج ليغلق الباب
دخل كوك على أخيه ليجده واقفا أمام المرأة يعدل شعره، كان قد انتهى بالفعل من تجهيز نفسه إستلقى على سرير و ضل يبتسم فكلاهما كان يرتديان ملابسة متشابهة.

أنت تقرأ
زواج مدبر
Adventureهي فتاة رقيقة و ضعيفة لكنها تدعي القوة لتستمر بالعيش لأن الحياة لا ترحم الضعيف... أما هو فتى بارد كالثلج لا يكترث لأحد ... شاءت الأقدار أن يتزوجا فماذا يخبأ لهما القدر...؟