01

741 46 0
                                    

تسللت اشعه الشمس من بين فراغات الستائر المطرزه بافخم انواع الحرير لاستيقظ علي دفئها

"صباح الخير،سيدي الصغير"

دخل خادمي الخاص الغرفه ببشاشته المعتاده وغمازته الواضحه لاتساع ابتسامته

جوون هو اكثر من خادم لي بالواقع فهو معي منذ صغري لذا اعتبره مربي الخاص ايضا

ايضاهو يرفض مبارحه جانبي لثانيه بسبب حالتي الصحيه..

"الفطور مُعد والسيد جيون قد غادر للشركه مسبقا"

اعلمني عن مغادره المدعو بـابي لاهز راسي ثم نهضت لاغتسل بعدها هممت للاسفل حيث طاوله الطعام الاشبه بوليمه رغم اني الوحيد الذي سياكل

"اي خطط لليوم سيدي الصغير؟"

سالني جوون بعدما انهيت طعامي بينما ناولني دوائي الطبي لاخذه

"ساذهب للمول التجاري،ارغب باستنشاق بعض الهواء"

اخبرته بينما وضعت الحبوب جانبا بدون ان ينتبه . سئمت من ذلك الروتين المُميت ؛عقاقير ،اخباري بما علي فعله يومياً ،الدراسه والاستعداد لاخذ منصب ابي

"حسنا ساخبر السائق للاستعداد"

قال ليهرول لخارج القصر

حسنا المكان فخم انا ابن اغني رجل اعمال بكوريا..

"اهه جوون-هيونج"

ناديت عليه وانا اشعر بالغرابه فهو يسمح لي بمناداته باسمه رغم انه اكبر مني ويرفض ان اعامله كما لو انه بمكانه اعلي مني لانني 'سيده' لذا اناديه بهيونج

"اجل سيدي الصغير؟"

قال ملتفتا لي لابتلع بتوتر اشعر ان ما ساقوله وقح

"ارغب بالذهاب اليوم منفردا..اريد ان ابقي وحدي قليلا"

قلت له ليبتسم مخفيا قلقله لكنه كان واضحا لي

"لك ما تشاء سيدي الصغير لكن الن يكون من الافضل لو كنتُ معك؟اقصد ماذا لو-"

بترت حديثه وانا اتقدم نحوه

"لا بأس،لن يحدث شي"

احدثت تواصل بصري معه لاطمئنه وهو هز راسه بحزن

"كما تريد سيدي الصغير"

شكرته لاصعد مبدلا ثيابي ثم ركبت السياره لياخذني السائق حيث يقع المول التجاري

انه كبير يحتوي علي عده طوابق

قصدت ركن الكافتريا والمأكولات لاطلب مشروب ساخن وجلست علي احدي الطاولات افكر بحياتي وكيف انقلبت مئه و ثمانون درجه هكذا

تنهدت حين تذكرت اخر ذكري لي مع صديق طفولتي عندما سرقنا تفاحه من بائع متجول وركض خلفنا،هذا كان قبل ان ياتي ذاك الجيون والذي كانت تعمل امي خادمه له قبل ان تستقيل لترعاني بمرضي

يا لسخريه القدر هو اتي لمنزلنا حين علم بامر اشتداد مرضي وعرض عليها ان يتكفل بي بشرط ان تدعه يتبناني وترك لها يومان لتقرر حينها اشتدت حالتي سوءاً وما كان بيدها سوي ان توافق لتنقذ حياتي

لم اعي علي كل ذلك الا حين استيقظت بمشفي ولم يكن هناك سواه ليخبرني بكل هذا وايضا انني صرتُ ابنه ووريث شركته

لم اتمكن من الاتصال بوالدتي او بصديقي طوال هذه المده وانتظرت الفرصه المناسبه لاجدهم لكن بعد فوات الاوان... لقد جاءتني اخبار عن هدم ذاك الحي الفقير تحت اقرار من الحكومه لينشئوا مشروعاتهم

فقدت الامل بالعثور عليهم حتي ان صديقي باتت ملامحه ضبابيه بذاكرتي وصوته بالكاد اتذكره

الان انا لم اعد جنكوك مجهول الوالد الذي عاش مع والدته بحي فقير بل صرت ابن جيون صاحب اكبر شركه اعمال بكوريا وبعد سنوات معدوده ساستلم شركته

اليس من المضحك ان فتي فقير مثلي دفع صديقه للسرقه لسد جوعه قد صار غنياً بـليله وضحاها؟

بربه هذا الجيون الا يمكنه ان يتزوج ويحصل علي ولد بدلا من اخذ ابن خادمته او حتي التبني من الملجأ ان كان منشغلا لهذا الحد؟
انا كنت علي استعدادٍ لملاقاه حدفي يومها لِمَ كان عليه ابعادي عن الاشخاص الذين احببتهم؟؟

انهيت كوبي لاذهب لدوره المياه واغسل وجهي لعلي ابعد الصداع الذي راودني لتذكري كل هذه الاحداث

لم يكن هناك احد غيري بالمرحاض نظرا لان الوقت مبكر جدا ولا ياتي الكثيرون لهنا بهذه الساعه

حدقت بالمرآه امامي ،وجهي يبدو شاحبا رغم تناولي للفطور اضافتا لاني اتعرق ...غريب

شعرت بنغزه بايسر صدري لاشهق

ليس وقت هذا ابدا!

تبا نسيت اخذ الدواء معي اشعر بالحماقه لاني قررت القدوم وحدي

 استندت علي الجدار وساقاي بداتا بالتخاذل لينتهي بي الامر جالسا ارضا بينما اعتصر ايسري واحاول اخذ انفاسي

'احداً ما.. فليساعدني احدكم'

We will meet againحيث تعيش القصص. اكتشف الآن