chapter01

1.4K 40 9
                                    

"هاته ستكون آخر جولة ليلية أيتها المستذئبة" قالها ذلك الرجل باستهزاء وهو ينظر الى المرأة المكتوب عليها بأحمر الشفاه(she wolf got u)اي نالت منك المستذئبة

قبل حوالي عام ...في حي برازيلي فقير، في ساعة متاخرة من الليل

...احدهم يطرق باب احدى شقق العمارة ليلا، يبدو عليه الانفعال ودليل ذلك صراخه أثناء دقدقته وهو يقول"آنيتا،آنيتااااا افتحي الباب بسرعة انا اعلم انك هنا،هيا ....آنيتاااا"، فجأة فتحت الباب شابة ويبدو انها المدعوة آنيتا فقد بدا عليها الغضب هي الاخرى من خلال ردها و زمجرتها في وجه الرجل قائلة "نعم ،نعم ماذا هناك؟انا اعلم انني تاخرت في تسديد ايجار الشقة ،لكن هل ستموت من الجوع ان لم اسدد في الوقت المحدد،ام انك مضطر ان تأتي الي كل شهر وتجعل الجميع يعلمون اني لم اسدد ايجاري ،هيا ..قل" ،أجابها المؤجر بلهجة محذرة"اسمعي آنيتا إما ان تدفعي أو سأكون مضطرا لطردك "،تابع حديثه بنبرة اقل حدة" لا تنسي انك آخر من أقبض عليه في هاته العمارة ،يعني اني أقوم بإمهالك مدة تكفيكي لتدبري امورك"،أطلقت آنيتا تنهيدة عنيفة وقالت بنبرة حادة "صحيح،أنا لا أعطيك المال في الوقت المحدد لكنك ايضا لم تؤجرني شقة في فندق 5نجوم صديقي ،هذه العمارة اقل ما يقال عنها بيوت قصديرية بطوابق ،التيار الكهربائي دائم الانقطاع ،انابيب المياه تسرب ،وما خفي كان اعظم " ،ولما هم صاحب العمارة بالكلام بعد ان ظهرت عليه علامات الانزعاج مما قالته ،قاطعته مكملة حديثها بنفس النبرة السابقة "أمهلني أسبوعين فقط لا أكثر ،أسدد فيهما الايجار وأخلي لك الشقة " انهت كلماتها وصفعت الباب في وجهه، لا يزال الرجل واقفة امام الباب يشتمها حتى فتحت الباب فجاءة بحيث تخرج رأسها وقالت "اطمئن لن اهرب ،فبالاساس ليس لي مكان اذهب اليه " ثم اغلقت الباب مجددا ،حرك الرجل قدميه منصرفا وهو ينعتها باقبح الصفات ....

اما آنيتا فقد اسدلت ظهرها الى الباب ومسحت وجهها بكلتا يديها ، ورافق ذلك تنهيدة عميقة اختزلت كل الالم والضيق اللذان في صدرها ،أخفضت مستواها ببطئ حتى لامست الارضية ،جلست بوضعية القرفصاء وضمت كلتا رجليها الى صدرها بواسطة ذراعيها ،وراحت تسرح في عالم آخر غير الواقع الذي تعيشه ،وهي كذلك حتى سمعت صوتا ينادي بإسمها، قطع شرودها ، فاستجابت وتوجهت الى الغرفة مصدر الصوت ، فتحت بابها قائلة باستخبار "هل هنالك خطب ما أمي ؟" ، سألت والدتها "ما كان ذلك الضجيج ،قبل قليل ، آني؟" تلعثمت أنيتا عند الاجابة "أمي ...أمي لاتهتمي ، الجيران يتشاجرون"
لكن المدعوة امها لم يكن باديا عليها التصديق من نبرتها حين سألت باستنكار "الايجار أليس كذلك ؟"، وجدت آنيتا وقتها انه لامجال للكذب او الهروب ، فردت على والدتها بنعم بعد ان شتمت صاحب الايجار تحت انفاسها ، اتبعت ردها بقولها " لكن لا تقلقي أمي ولا تهتمي ،فقط ركزي على صحتك ، اما امر الايجار فاتركيه علي لا بد أن اجد مخرجا ككل مرة "، أخذت دموع والدة آنيتا مجراها في السيلان وهي تقول بصوت اشد حزنا من الناي " آسفة ،آسفة ، لقد جعلتك تتحملين مسؤولية تفوق سنك بأضعاف يا إبنتي،وأنا هنا مستلقية بينما انت هناك في الخارج تعملين ساعاتك وساعات غيرك من أجل ان توفري لنا الطعام والشراب علاوة على ذلك حق المسكن ، انا اراكي آني ...أراكي عندظا تأخذين ثيابي القديمة الرثة و تقومين بخياطتها حتى تناسبك وهذا كله من اجل ان لا تشتري ملابس جديدة لك فتوفري المال ....دوائي وحصص التدليك ،الشقة ،الطعام، الشراب ،انا ،اختك .....كثير عليك آنيـ كثير ...."توجهت آني نحو والدتها طريحة الفراش، ودموعها لك تتوقف عن الانهمار هي الاخرى منذ ان بدأت والدتها بالكلام ثم جثت على ركبتيها وأمسكت بيدي امها مقبلة اياهما ،قالت آنيتا وهي تبتسم وسط عبراتها "كله يهون وانت بجانبي امي ، اتصور انك لو كنت مكاني لفعلت أكثر من ذلك ،كما انني لم أمل ولن أمل من خدمتك انت وأختي ،فأنا اجد في ذلك نعيما" ثم وضعت رأسها على صدر أمها كأنها ذلك الولد الصغير الذي اضاع لعبته فجاء يشتكي لها كا حدث ، مسحت والدة آنيتا على شعر ابنتها كردة فعل طبيعية لاي ام ،فالام منبع العاطفة والحنية وملجأ من الخوف ،فحيث تكون الام يكون الوطـــن....

THE BIG DEALحيث تعيش القصص. اكتشف الآن