نظر عادل الى الورقة التى يحملها فى يده بغضب شديد..ضاقت عيناه وهى تجرى على تلك المعلومات..اذا ياسمين فى الاسكندرية وقد وصل اليها اخيرا فريقه الأمنى بعد بحث مضنى..دام عاما ونصف على وجه التحديد..مروا عليه وكأنهم دهرا بأكمله..انه يتذكر ذلك اليوم جيدا ..عندما ذهب الى المطبخ حيث تركها فلم يجدها ليصعد الى حجرتهم ويجد تلك الرسالة المقتضبة تخبره فيها انها لم تعد تحبه وانها تهجره ..لم يكن لديها الشجاعة لمواجهته..لتخبره بذلك وهى تنظر مباشرة اليه،كيف استطاعت ان تفعل ذلك به؟..لقد كان يعشقها،كانت ثقته بها بلا حدود..فهل توهم انها بادلته شعوره؟..هل كان نزوة عابرة فى حياتها؟وهل كانت بارعة الى هذا الحد فى تزييف مشاعرها التى اغدقتها عليه؟..ضرب سطح مكتبه بقبضته فى قوة وهو ينهض غاضبا..يتذكر تلك الليالى التى ذاق فيها مرارة الهجران..ذلك العذاب الذى أضعف وجدانه ..بحثه عنها فى كل مكان..سؤاله أباها الذى لم يعرف بدوره شيئا عنها..حتى انها لم تتصل به وقد اثارت دهشته وحيرته رغم انه يعرف أن صلتها بذويها ضعيفة...
تساءل فى غضب..هل كرهته الى هذا الحد؟هل احبت شخصا آخر لذلك هربت منه..انتابته غيرة عمياء قاتلة عند تفكيره فى ذلك الاحتمال يصاحبه غضب شديد قد يحرق الأخضر واليابس ان كان ذلك الاحتمال صحيحا..لو هربت من اجل آخر سيقتله ثم يقتلها ولو كان هذا آخر شئ يفعله فى حياته..تعجب من غيرته الوحشية والتى يشعر بها فى كل كيانه..أمازال يحبها؟تساءل بحيرة ..ليزفر وهو يمرر يده برأسه ليعود وينفى هذا الاحتمال ..هى فقط كرامته التى اهدرتها بهروبها..كبرياؤه وقلبه اللذان تأذيا بسببها..قلبه الذى سيسعى فقط للانتقام ..لقد عرف اخيرا مكانها..سيذهب اليها وينتقم منها ..انتقام عاشق لمعشوقة آلمته.. دمرته ..حطمت قلبه..ثم سيخرجها من حياته الى الأبد حتى يحصل على السلام الذى هجره منذ هروبها ..نعم هذا ما سوف يفعله على الفور
******************************
كانت شهد تجلس كعادتها تقرأ روايتها ولكنها تلك المرة لم تستطع التركيز عليها ..بل انها لم تنهى حتى صفحة واحدة منها ..تشعر بالحيرة..بالتخبط والتساؤل..فرجلها الغامض لم يأتى منذ يومان..ترى ما الذى يمنعه عن الحضور الى النادى؟وأين اختفى؟..نظرت الى مكانه الفارغ للمرة الأخيرة ..ثم تنهدت بعمق وهى تغلق كتابها تنوى الرحيل فلم تحضر اليوم الفتيات الى النادى..فعمر كان مريضا وياسمين تخشى أن تخرج به الى النادى،ونجاح لديها محاضرات بالجامعة حيث تعمل كمعيدة..أما هديل فلديها موعد هام مع خطيبها لتختار أثاث المنزل..اذا ما الداعى لجلوسها هنا..يجب ان تذهب بدورها..انتفضت عندما سمعت صوت رجولى أجش يقول فى هدوء:
آنسة شهد الجمال !أصابت شهد دهشة بالغة عندما رفعت عينيها الى صاحب الصوت لتجد انه ذلك الرجل الغامض والذى اصبح فى الآونة الأخيرة محور أفكارها..يطالعها بعيونه الغامضة الجذابة..فأومأت برأسها ايجابا بصمت تبتلع ريقها بصعوبة وهى تحاول ان تبدو هادئة وأن لا يظهر عليها تسارع دقات قلبها فاستطرد قائلا:
أنا فارس سالم .رجل أعمال
أنت تقرأ
إنتقام عاشق
Romanceقصة وجدتها فى أرشيف اوراقى..أول قصة كتبتها على الإطلاق..نوفيلا قصيرة بقلمى ..بتمنى تعجبكم المقدمة كل منهما سعى للانتقام..أحدهما ينتقم ممن أحبته ثم تخلت عنه والآخر ينتقم من ابنة الرجل الذى لم يكره احدا فى حياته مثله..ليتخلل الانتقام عشقا يعذب كليهما...