مرت الأيام التالية على شهد سريعا منذ ذلك اليوم الذى وافقت فيه على زواجها..حتى جاء ذلك اليوم الذى تخشاه.. يوم زفافها ..أحست شهد بالمرارة فاليوم كان من المفترض ان يكون أسعد أيام حياتها..حيث كانت تتألق فى فستانها الأبيض وزوجها فارس بجوارها يمسك يدها ..حانت اللحظة التى ستغادر فيها الى منزلهما فامتلأت عيناها بالدموع وهى تودع والدها الذى لم يستطع مواجهة عينيها لتقبله مودعة وهى تسرع فى خطواتها ..أحست بنظرات فارس لوالدها وهما يغادرون يملؤها التشفى وتعجبت من تلك النظرات ..جلست الى جواره فى السيارة متجهين الى المنزل ..لم ينظر اليها ابدا وهو يقود ..مالت برأسها تستند الى النافذة بجوارها تتأمل الطريق ولا تراه من دموعها وعندما وصلا الى وجهتهما فتح الباب فى صمت ونزل متجها الى المنزل فمسحت شهد دموعها واتبعته دون كلمة حتى فتح باب المنزل ودلف الى حجرة وهناك وقف والتفت اليها قائلا:
دى اوضتك.وأشار الى باب جانبى مستطردا:
وده باب متصل بأوضتى ..لو احتجتى حاجة متخبطيش على بابى.كاد ان يغادر متجها الى حجرته فاستوقفته قائلة:
بتعمل معايا كدة ليه يافارس..من حقى أعرف.التفت اليها فارس قائلا وعينيه تلمعان من الغضب:
انتى ملكيش حقوق عندى..انتى هنا عشان تسددى دين باباكى ..ودين باباكى مش فلوس وبس على فكرة.نظرت اليه مشدوهة من اندفاعه الغاضب وكلماته فاقترب منها مستطردا فى مرارة:
باباكى دينه كبير اوى مكنش هيسدده حتى بموته..كان لازم احرق قلبه زى ما حرق قلبى..كان لازم اشوف قهرته بعينى..باباكى حرمنى من اغلى انسانة عندى ..قتلها وهرب من غير ضمير.اتسعت عينا شهد فى صدمة من كلماته وذلك الألم الذى يبدو واضحا فى عينيه وهو يستطرد قائلا:
حرمنى من اختى..حرمنى من الانسانة الوحيدة اللى كانت مالية علية حياتى..مكنتش اختى وبس..كانت زى بنتى ..صمت لثانية قبل ان يقول :
فاكرة الحادثة اللى باباكى عملها من ٣ سنين وراحت ضحيتها بنت عندها ١٥ سنة..دى كانت اختى نهاد..اللى باباكى صدمها وهرب وسابها تموت من غير رحمة.كادت شهد أن تموت من الصدمة مع كل كلمة ينطقها فارس شحب وجهها بشدة فهى تعلم ان أباها قد قام بحادث منذ ٣ سنوات تسببت فى كسر يده ولكنها لم تعلم انه صدم فتاة فى تلك الحادثة وان تلك الفتاة قد ماتت..احست بالحزن والشفقة تجاه فارس واغمضت عينيها فى الم وهى تقول فى سرها..(ياالهى..ماذا أفعل وقد أثم أبى اثما كبيرا)..وترى ماذا سيفعل بى فارس كي يحقق انتقامه.
فتحت عينيها على صوت فارس وهو يقول فى شماتة:
زى ما باباكى اخد منى نور حياتى خدتك منه..سجنه مكنش هيشفى غليلى ولا موته لكن يمكن يشفى غليلى انى اشوفه كل يوم بيتعذب وهو شايف عذابك على ايدى ساعتها بس هيرتاح قلبى.اختنقت شهد بالدموع وهى تقول:
صدقنى مكنتش أعرف.هز فارس كتفيه قائلا:
متفرقش عندى ..سواء عارفة او لأ..هحقق انتقامى.
أنت تقرأ
إنتقام عاشق
Romanceقصة وجدتها فى أرشيف اوراقى..أول قصة كتبتها على الإطلاق..نوفيلا قصيرة بقلمى ..بتمنى تعجبكم المقدمة كل منهما سعى للانتقام..أحدهما ينتقم ممن أحبته ثم تخلت عنه والآخر ينتقم من ابنة الرجل الذى لم يكره احدا فى حياته مثله..ليتخلل الانتقام عشقا يعذب كليهما...