الخاتمة

30.8K 771 94
                                    

مسحت شهد دموعها فى حزن وهى تلملم آخر اشيائها من حجرتها ستغادر ذلك المنزل اليوم ..فبعد ما حدث بينها وبين فارس لم يعد لها مكان فى هذا المنزل الذى تعشق  جنباته مثلما تعشق صاحبه..هذا الرجل الذى تزوجها انتقاما من أبيها لقتله أخته فى حادث سيارة أليم..لينتقم منها هى ..أراها أيام وليال من العذاب والاهانة..ولكنها لم تبالى..فعشقها له دائما ما كان شفيعا له عندها .. ..أما اليوم فقد تخطى فارس كل الحدود..لقد كان اليوم هو اسوأ ايام حياتها..ابتدأ باتهام فارس لها بسرقة مبلغ كبير من المال كان يضعه فى دولاب حجرته وتذكرت كيف قال لها(ان الابنة تسير على خطى أبيها)
لم يشفع لها دموعها ولا انكارها وهو يكيل لها الاتهامات امام ابيها الذى دخل المنزل فى تلك اللحظة وكأن فارس كان يعلم بحضوره بعد ان كان ممنوعا عليه رؤيتها وعندما حاول الأب الدفاع عنها أهانه فارس بشدة وأحست بانكسار والدها لتنهار وهى تصرخ به مطالبة اياه بأن يطلقها فقد اكتفت من عذابه..اكتفت من اهاناته واكتفت أيضا من عشقه وها هى الآن تتذكر تلك اللحظات الرهيبة وهى تودع أحلامها فى تلك الحجرة ..رغم انها تشعر بأن فارس يبادلها ولوقدر بسيط من مشاعرها ..فهى مازالت تتذكر ذلك اليوم ..حين كانت بالحديقة تعتنى بها فجرحت يدها بشدة..لتجده فى ثوان بقربها يربط جرحها بمنديله لتتلاقا عينيها بعينيه وترى بهما خوفا وقلقا ومشاعر اخرى لطالما تمنتها..ليرى حيرتها ويدرك ما رأته فى عينيه ليرسم قناع البرود مجددا ويبتعد عنها..كانت تظن وقتها ان مشاعره تجاهها غلبت مشاعر الانتقام فى قلبه ولكن اليوم ظنها خاب..وها هى تبتعد عنه وقلبها ينفطر بين ضلوعها فلم يعد أمامها أى أمل فى الحب

كانت شهد على وشك الرحيل عندما سمعت أنينا خافتا يصدر من حجرة فارس فتساءلت فى جزع هل هذه نوبة اخرى من نوبات الصداع النصفى تنتابه مجددا ثم ترددت للحظات،هل عليها ان تسرع اليه ام تتركه وتمشى؟ ولكن قلبها أبى ان تتركه وهو فى تلك الحالة فأخذت الدواء وأسرعت الى حجرته ..فتحت الباب فوجدته على السرير يضع يده على عينيه بألم..أسرعت الى جواره ومدت يدها اليه بالدواء فأحست بدهشته من وجودها ونظر اليها بألم قائلا:
انتى هنا بجد ياشهد..ولا انا بحلم ؟

نظرت اليه فى حنان قائلة:
أنا هنا بجد يافارس..اشرب الدوا وسيبنى اخفف المك.

شرب فارس الدواء وتركها تدلك رأسه حتى خف ألمه وظهر عليه الارتياح..همت شهد بالرحيل فاستوقفتها يده التى أمسكت يدها بشدة وهو يقول:
عشان خاطرى خليكى.

نظرت اليه فى حيرة قائلة:
لسة عندك صداع؟

هز رأسه نافيا وهو يقول :
انا ألمى فى بعدك عنى.

ازدادت الحيرة فى عينيها وهى تقول:
تقصد ايه يافارس؟

أجلسها بجواره على السرير قائلا:
انا خلاص مش عايز كره وانتقام..عايز ارجع تانى زى زمان ومش هيرجعنى غير ملاك زيك ياشهد.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 26, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

إنتقام عاشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن