Ch2⇜

2.6K 98 570
                                    


الشَّيء المَفقُود
...
...
...

-٢-
.
.
.

" أيها الصغير!،.. استيقظ ياقطعة الحلوى"

همسةٌ ناعمةٌ رافقتها ابتسامة جميلة مرسومة على شفاهٍ صغيرة..

عبقُ رائحةِ الياسَمِين اختزنتها ذاكرته طَوِيلًا، رؤيةٌ غيرُ واضحة، مُشوشة..... ومؤلمة.

توالي الضحكات على مسمعه جَعلتْ من قلبه يخفق بشدة، والذي لم يستطع تمييز صاحبتها.

مُقلتاهُ المُتعبتان تحرَّكت بِوَهنٍ داخلَ جَفنَيه المُغلَقَينِ دليلًا على استعادَته لِوعيهِ بَعدَ أربع وعُشرون ساعة..

صوتٌ بِجانبهِ اخترقَ حواسَه المُستيقظة، وقد كانَ يجهشُ بِالبكاء
"أنتَ وغد، بل أكثرُ وغدٍ رأيتهُ في حياتي"

فتحَ عينيه بتثاقلٍ وبطءٍ شديدَين ليستطيع رؤية الذي يشتُمُه وهو في هذه الحالة ...

قليلاً .. فَأكثر
لم يَرَ في بادئَ الأمرِ سوى ضوء أعمى عينيه مِن شدة بياضه، أم أنه هو الذي لم يحتمله، لا يعلم.

ثوانٍ قليلة وقَد اعتادَ على الرؤية جيدًا ، لوهلة لم يستوعب الأمر

"أين أنا؟!"

أجابهُ الطبيب الذي يتفحّص مؤشراته الحيوية بقلمٍ ضوئي
"في مَشفايَ المتواضع، سيد كيم ميونغسو"

رَمقَ ميونغسو الفتى الجالس بجانبه على كرسي مُستفسرًا أكثر، إلا أن ذلك الفتى انهالَ عليه بِاللعن والسَّب أكثر أثناءَ مَسحِهِ آثار دموعه بظاهر كفّه
"أيها الحقير، لِمَ ترغَبْ في دفنِ نفسك بِـذِكرياتٍ لا طائلَ منها، لماذا؟!"

صرخَ بها سونغيول بِقلق، وأتبعها بأكثر
"كَم مرّة قلتُ لكَ ألّا تُفكِّر كثيرًا بِالماضي؟! ألَم أخبركَ ألّا تستخدم دماغك!، ألَم يَمنَعَكَ الطبيب عن بَذلِ أيِّ مَجهودٍ عقلي يُصيبُكَ بِالإغماء، ما الشيء الذي تَقتُل نَفسَك لأجلهِ كي تتَذَكَّرهُ، إلى متى سَتبقى هَكَذا أيها السافل؟!"

عتابٌ صارخٌ خرجَ مِن صدرِ سونغيول لِيَرمِيه في وجهِ المستلقي على السرير، بينما يُكَفكِفُ دُموعهِ بِيَدَيه بعشوائية. أردفَ بعدها مُستاء.. بِنبرةٍ أقلُّ حِدّة وأقربُ إلى الرجاء
"تقوم بتدَمير حياتكَ هكَذا، فيما أموتُ أنا قَهراً عليك إن حدث لكَ شيء، أليسَ هذا مبتغاك؟"

ذُبولٌ واضحٌ اكتسى وَجهَ ميونغسو وهو يتأمَّلُ صديقه بِعينينِ مُحمَرّتين وهالاتٍ مُنهكة حولها فيما ثغرهُ بِالكادِ تَمتَم بِنَحيبٍ حزين
"سونغيول، أمازلتَ لا تَفهَمُني! أمازلتَ لا تُدركُ ما يصيبُني! كَم مرَّة سَأقولها لكَ لِتستوعِبَ مُشكِلتي؟! الأمرُ ليسَ بِيدي، لا أستطيعُ إيقافه أقسم لك بذلك، لستُ بقادرٍ على نسيانه، ولستُ قادراً على تَذكره، دوامةٌ تُطِيحُ بي، بعدَ أن تنقُرَ رأسي بمِدقَّةٍ قاسيةٍ من ذِكرياتٍ مُبهمة، لا أنا قادرٌ على رؤيتها ولا أنا قادرٌ على تَجنُّبها"

 الشيء المفقود 1حيث تعيش القصص. اكتشف الآن