٢٥/١٠/٢٠١٩كنت جالسة أكمل تقريري الذي طلبه مني الدكتور ستارفرس بشأن حالة مريض عندما سمعت طرقاً خفيفاً على باب منزلي!،من يكون يا ترى هذا الذي اقتحم عزلتي؟!
نهضت من مكاني وأنا أتذكر بأنه مر وقت طويل منذ ان قُرع باب منزلي..فتحت الباب لأجد فقط أنه ساعي البريد يحمل طرداً لي!
-مرحبا آنسة روز..هل يمكنك التوقيع هنا؟
-اجل بالطبع
وقعت وأخذت الطرد..يبدو وكأنه كتاب آو شيء كهذا،مغلف بورق صحف قديم كالذي احبه،ومرفق بورد جوري دموي!..وكأن المرسل يعرفني!!أغلقت الباب واتجهت لغرفة الجلوس لاكتشف طردي المميز هذا،مزقت الورق لاجده فقط كتاب! ربما رواية او يوميات بعنوان (حب عبر مذكرات)!
مزقت الورق اكثر لأجده مرفق برسالة فتحتها وقرأت محتواهه (مرحبا،هذه هديتي لكِ بمناسبة عيد ميلادك ٢٩ اتمنى ان تكملي قراءته قبل٣٠/١٠/٢٠١٩،قبل حفلة افتتاح هذا الكتاب) وجدت بطاقة دعوة مرفقة،
ماذا؟!!
مهلاً لحظة!اولاً،الرسالة مكتوبة باللغة العربية
ثانياً،أن عيد ميلادي بعد خمسة ايام!..اي بالتزامن مع حفل افتتاح هذا الكتاب!
لا أحد يعرف تاريخ مولدي غير أمي وزملائي بالمشفى الذين هم جميعهم استراليون ومن المحال ان يكتبوا لي باللغة العربية،الا اذا..لا! مستحيل أن يكون هو..لقد كان هذا منذ عام
لحظة!!..لقد كان فعلاً منذ عام في نفس هذا اليوم!!
رميت الورق المغلف وفتحت ذلك الكتاب بتلهف لأجد مقدمته محتواها باللغة العربية
(اهدي تلك الرواية الى سارقة قلبي..أعلم بأنه مرّ عامٌ على اليوم الذي التقيتك به..إلا أنني أعتبرته يوم ولادتي من جديد،يوم تغيير قدري،لقد غّيرتي بي مالم يتسطع أحد أن يفعل!..أعلم بأنني جبان لأنني لم أحافظ عليكِ..لكنني أستمريت لمدة خمسة أشهر أحاول بها أن أستعيدك..أعلم أنكِ لم تفهمي شيئاً..لكنني اطلب منكِ وبكل تواضع ان تقرأي قلبي بهذا الكتاب..)
الكاتب:علي السلوانماذا!!لقد عاد من جديد ليكتب..لقد وفى بوعده!وفوق هذا باللغة الأم!
شعرت بقلبي يقصف وتعرّقت راحتي يديَّ وبأرتجاف عنيف فتحت تلك المذكرات اللعينة..ربما أعلم محتواها..لكنني ساقرأها بلسانه،بقلبه وبعقله...والتي لطالما كانت هذه أمنيتي خلال فترة معرفتي به،أن اقرأ قلبه الشغوف،أن أعرف بماذا يفكر هذا العقل المدهش،لأنه دائما ما كان يشكل لغز غامض بالنسبة لي..حتى وأن وضع قلبه بين يديّ
او هذا ما ضننته..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
مذكرات علي(الفصل الأول)
٢٥/١٠/٢٠١٨
-هل يمكنك ام توقع لي هذا؟
سألت تلك الفتاة الجميلة بتلهف،أبتسمت ووقعت لها كتابي،اليوم هو معرض إفتتاح كتابي الثاني على التوالي لهذا العام في سيدني..لطالما أحببت شيء اسمه قصص ورواية منذ صغري..خصوصاً البوليسية وقصص الأجرام..بدأ ولعي بمهنتي بقراءة روايات الكاتبة العظيمة اچاثا كريستي،ثم بدأت بمحاولة الكتابة بدل القراءة..والرائع في الأمر تشجيع والدتي لي منذ الصغر..عندما اكتشفت شغفي أحضرت لي ذلك الدفتر المميز الذي لم ولن انساه طيلة أمدي..اخبرتني بأن ابدء الكتابة به( اكتب أي شي تريده..عبر عن نفسك خلاله..أخلق به أحداثاً يجدها عقلك المدهش) هذا ما أخبرتني به..وهذا ما أخبرني به الجميع..بأن لي عقلاً مدهش وذكي..حتى أنتِ اخبرتني بذلك..ولطالما كنت أجدها منكِ بأجمل معنى..
افقت من حالة اللاوعي التي لطالما شكيتي منها ونظرت لتلك الفتاة الجميلة التي ابتسمت لي بخجل وقالت:أيمكنني أن أخبرك بشيء؟
ابتسمت لها بمهنية وقلت:تفضلي
-أن لك وجه رائع!
ضحكت:شكرا