٢٩/١٠/٢٠١٩
الفصل الخامس
(بعد اسبوعان تزوجنا،كل شيء كان رائعاً ومثالياً..سعادة مطلقة،حياة هانئة،عشنا معاً كل لحظة من ايامنا بالطريقة الصحيحة،كنت ممتن لله لأنه منحني اياك،ممتن لك لأنك جعلتني اسعد رجل فالكون..كنت سابقا اسخر من اصدقائي لوصفهم بأنهم سعداء فقط لأنهم تزوجوا من المرأة التي احبوا،الآن عرفت معنى هذا..شعور غريب لا يمكن وصفه..سبحانك اللهم من جعلت المرأة مكملة للرجل..أنا الآن أؤمن بأن الرجل يبقى ناقصاً حتى تدخل تلك المرأة لحياته وتكملها..حتى يشعر بتلك المودة والرحمة التي وصفها الله..أنت لم تكملي فقط نصف ديني..بل كملتي حياتي وسعادتي..لكنني لم اقدر ذلك حتى بدأت بفقدانك
الشهور الأولى من زواجنا كانت مثالية بالنسبة لي ولك..حاولت وقتها الأبتعاد عن كل ما يصيبني بالتوتر والقلق..كنت أشعر بك بأنك تعرفين أن هنالك خطب ما بداخلي..ولكنك كشخص متفهم لم تضغطي علي بشيء ومنحتني حرية اخبارك عندما اريد
كانت لدينا حياة هادئة سعيدة تذهبين انتِ للعمل بينما انا خلال فترة عملكِ انزوي بمكتبي للكتابة وللعمل انتظرك على احمر من الجمر لتعودين ونطهي الطعام معاً ونأكل معاً ثم ننهي السهرة بمشاهدة الأفلام او الأستماع للموسيقى
كنتِ تحدثيني بشغف عن كل شي يحدث معكِ كل صغيرة وكبيرة نقولها لبعض..او عندما اكتب تأتين أنتي بيدك اقداح من القهوة واحدى الروايات(لأنك اخبرتني بأنك اصبحت عاشقة لقراءة الروايات بسببي) تجلسين قبالتي على الكنبة وتضعين ساقيك على ساقي لتتشابك وتبدأين القراءة
حتى عندما كنت اشاهد احدى مباريات كرة السلة،انت فقط تجلسين وتضعين رأسك بحضني وتقرأين،مكتفية وراضية وقنوعة
أتعلمين ماذا؟أشتقت لتلك التفاصيل الصغيرة التي كنا نقوم بها معاً،لعب تلك الألعاب السخيفة الطفولية الخاصة بك،او مساعدتي بحلق لحيتي بعد تذمر كبير منك..كنت عندما اريد ان اغيضك اهددك بحلق لحيتي لتبدأي الصراخ علي والتوعد..لأنك كنتِ تحبين تمسيدها لي..ولأنكِ احببتها فأنا دوماً ابقيتها على الرغم من انها تزعجني
أشتقت للوقت الذي تساعديني فيه للنوم عندما يصيبني الأرق..اضع رأسي على صدرك وأشعر بيدك تمسح على شعري..أحيانا اسمعك تهدهدين لي كالطفل..وأنا حقاً كنت كالطفل بين ذراعيك..اغرق ببحر حنانك لأنام على صوت دقات قلبك الحبيبايضاً جاءت ايام كنا تنشاجر بها..لأنني رجل متملك لما احب،كنت دوماً اشعر بغيرة من الناس حولك..حتى صديقاتك..احاول قدر المستطاع كبت تلك الغيرة،لكنها احياناً تتمكن مني وتحرقني بنارها
لكن بعد كل خلاف بيننا نجد نفسنا متصالحين..كان هذا اجمل شيء بزواجنا،ان اخطف منك عناق او قبلة لأرضاءك
ربما ما سأخبرك به سيغضبك..حاولت مرات عمداً ان اغيضك حتى تغضبي مني فقط لأصالحك على طريقتي التي احبهاكانت حياتي رائعة إلا من تلك الأمور التي لم احاول معالجتها بشجاعة ووقار،تلك الأمور التي كنت اتهرب منها،أجيبك عنها بأقتضاب،وكنتِ تجدينني حقاً غريباً في بعض الأمور
فمثلاً انا كنت صريح معكِ من جميع النواحي..علاقاتي السابقة،او حتى الشغب الذي سببته في فترة من حياتي انا وعزيز،حتى اكثر الأمور الشخصية،والجميل فالموضوع انكِ كنتِ مرنة جداً تجاه الأمر ومريحة فلم اخجل من مصارحتك بذلك،لكنني كنت غبي لدرجة انه كان علي ان ادرك أنني يجب أن اخبرك بعلتي تلك،كان من حقكِ ان تعرفي،فأنا متأكد بأنك ستساعديني وتقفي بجانبي،كن علي ان اريح قلقك وفضولك بشأني،بشأن طفولتي مثلاً،او بشأن عائلتي..او حتى أن احدثك عن وضعي حالياً مع والداتي!
أنا فقط اخبرتك بأن والدي قُتل بحادث وأمي ما زالت حية
لم اخبرك كامل الحقيقة او لما لا تستطعين اللقاء بأمي!
فقط تلك الفجوة اللعينة هي من كانت تُخرب علي حياتي معكِ،والسبب أنا!
