٢٧/١٠/٢٠١٩
-جاكلين!!
-ماذا؟
-هل أستمعت لكلمة مما قلت للتو؟
-أسفة عزيزتي كنت شاردة
-واضح!
قالت دانية متزمتة...فهي اخذت خلال تلك الأيام تشتكِ شرودي المستمر..حتى أنني بدأت اسهو برأسي اثناء العمل..وطبعا الأمر لا يحتاج للتفكير بذكاء لأعرف ما الذي يجري لي في الآونه الأخيرةنظرت لي صديقتي العزيزة بحزن وامسكت بيدي وقالت:هل هنالك اخبار منه؟
كنتُ على شفير البكاء حين قلت:لا،لا اخبار عنه جديدة..صمت ثم اكملت:ألا انه عاد للكتابة كما وعدني
-حقاً!!..قالت دانية بحماس:كيف عرفتِ
ابتسمت ولم اجبها ثم نهضت وحملت حقيبتي
-أنا ذاهبة
-الى أين؟؟
تنهدت:لا اعلم،احتاج لأستنشاق الهواء
-كما تريدين عزيزتي..لكن اتصلِ بي أن احتجتي شيء
قبلت وجنتيها بحب وقلت:سأفعلتلك الأنسانة كان من حسن حظي أني تعرفت عليها،اولاً لأنها ببساطة صديقتي وأختي التي لم تلدها أمي،وثانياً لأنها كانت سبب لقائي بكَ!
شعرت بأنني تعبت من المشي فرفعت رأسي لأجد نفسي قرب ذلك المكان الخاص بنا!
ذلك البرج الشاهق الذي لطالما هربنا اليه من همومنا لنشاهد عبره سيدني وضواحيها!
ابتسمت بأسى وأجلت بنظري لتسقط على ذلك الكشك البسيط الذي يبيع قهوتنا المفضلة..احد الاشياء التي تشابهنا بها هو ادماننا القهوة..كلانا واقع بحب لسعة مرارتها وشغوف بلونها الداكنولأنني اشتاق لكَ كثيراً قمت بشراء قدح لي لأجلس على العشب الأخضر وافتح مذكراتك..لعلي وعسى استحضر وجودك لأخمد ألم أشتياقي الشديد لك...
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
(الفصل الثالث)(شعرتُ بكِ تصعدين السيارة بالقرب مني فرفعت وجهي عن هاتفي ليقع نظري على ضوء ابتسامتكِ المشعة
-احزر ماذا وجدت؟
قلتِ لي بحماس فضحكت:مساء الخير لكِ ايضاً
قلبت عيناك بهزل وقلت:حسنا..مساء الخير،الان احزر ماذا وجدت اليوم!
-ماذا؟
رمقتني بنظرة مملة احبها وقلتِ:انا اسألك لكي تحزر!
-هممم..آملت رأسي بتفكير وبقيت اهمهم لأغيظك:ماذا وجدت يا ترى؟..ماذا؟
كتفت يداك وبدأت بهز قدمك بنفاذ صبر فأخذت اقاوم لكي لا انفجر بالضحك
-ماذا وجدتِ يا ترى..
صرخت بمفاذ صبر:آآآ احمق..المذكرات!
قلت بصدمة مصطنعة:فعلاً!!تهانينا،أين وجدتها؟
هززت كتفاك:لم اجدها..احدى الممرضات جاءت بها..قالت بأنها وجدتها عند جذع شجر بحديقة المشفى
اخفيت ابتسامتي وقلت:عجباً!!مالذي ادى بها لهناك
-لا اعلم حقاً!ربما شخص ما وجدها ورماها هناك؟
-ربما
قلت وادرت محرك السيارة وانا اجاهد لكي لا اضحك،فبعد ذلك اليوم الذي سرقت به مذكراتكِ سهرت الليل بطوله وأنا اقرأ كل حرف فيه،لكنني سلمتها لعزيز بعد أيام ليقوم هو بدوره بأعطائها لصديقته تلك وتعطيها هي لكِ وكأنها وجدتها بالصدفة!
خلال قرائتي لها تلك الأيام عرفتُ عنكِ تقريباً كل شي..موسيقاك المفضلة..طعامك المفضل،لكن ما آثار دهشتي بأنكِ لم تكتبي حياتك كلها..بعض الأمور التي تحبيها وبعض الاحداث التي حدثت معك..كوصفك لرحلاتك المفضلة وما شابه..لم اجد اي شيء شخصي او شيء يدل على مشاعرك!
لكن رغم ذلك ما وجدته افادني وأكثر لأنفذ خططي الشريرة كما وصفها عزيز
