٢٦/١٠/٢٠١٩
الفصل الثاني
(أتذكر ذلك اليوم الذي ظننته بالبداية يوم مشؤوم جداً،ألا انه اتضح لي يوم سعدي.
كنت أقود سيارتي في طريق العودة من منزل والدتي وأنا في حالة عصبية جداً..لم اكن بوعي حقاً،كنت أشعر وكأنني تناولت عشرة كؤوس من الشراب او أنني تعاطيت جرعة زائدة من المخدرات..أشعر برعشة قوية بيدي بالتزامن مع شعوري بالتخدير،كان علي تناول المسكنات،لأنني أعرف ما يلي بعد هذه الأعراض!اذكر أنني وقتها تشاجرت مع أمي،دائماً كنتِ تسألينني عن علاقتي المتوترة مع والدتي وكعادتي الحمقاء أتهرب بجواب مقتضب لا يشفي غليلكِ ولا يصل بكِ لمرحلة فهمي!
صابني دوار قوي وأزداد ارتعاش يدي وقدمي،فظننت انها النهاية حتماً سأفقد الوعي حاليا وأكون بعداد الموتى،أردت أيقاف السيارة ألا أنني لم أسيطر على ارتعاش يدي فأنتهى بي المقام بأن ادور بعجلة القيادة بعنف وأرتطم بشجرة على الطريق!
لم اعلم ماذا افعل!!شعرت بأنفاسي تزداد والدموع تحرق مقلتي!
لا!!ليس الآن ليس هذا وقت تلك النوبة اللعينة..اغمضت عيني شيئاً فشيئاً حتى فقدت الوعي!
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
أستيقظت وقتها على نور قوي اخترق مقلتاي وكرد فعل اغلقت عيني بشدة لأفتحها بعدها على وسعها وأجد نفسي بغرفة بيضاء وأنا نائم على سرير ذي ملائات بلون الغرفة،المستشفى!!
-وآخيراً أستيقضت!
أدرت رأسي لأجد عزيز يجلس بجانبي وينظر لي بقلق
-ماذا حدث؟
-اتصلت بي أمك لآلاقيك على الطريق،اخبرتني بأنك تشجارت معها وخرجت من المنزل بعصبية فقلقتْ عليك
نتهدت بحزن وأرجعت رأسي للوسادة
-هل اصابتك النوبة من جديد؟
-نعم
اجبته ولم يتحدث بعدها،أدرت رأسي لآنظر له بتساؤل:ماذا؟
-أنت حقاً ستقودنني للجنون يوماً ما،لما لا تخضع للعلاج وننتهي من الأمر..
-لا!!!
لم ادعه ينهي حديثه وأجبته بعنف:أنا لن..
-مرحباً
لم اكمل حديثي انا الآخر،فُتح الباب لتدخل منه الطبيبة وتحيينا بالأنجليزيةأنها هي!!
كانت تقرأ باللوحة الطبية التي بيدها لذا لم تنظر لنا،رفعت رأسها لتبدأ الحديث ثم صُعقت!
لقد تعرفت علي
-أ..أ أستاذ علي،مالذي حدث؟
نظرت لعزيز بتوتر،لم أستطع الأجابة فأنا الأخر انصدمت برؤيتها،أذا هل هي طبيبة؟ام ممرضة؟
-لقد تعرض الأستاذ علي لحادث بسيط،وهوبخير الآن
اجاب عزيز لتنظر له ببلادة ثم تهز رأسها بأبتسامة:المفروض انا من يقول هذا الحديث!
أبتسمت لها ببلاهة،آللهي لها ابتسامة كأشراقة الشمس،تبعث في قلبي التفاؤل والدفئ،عمّ السكون الغرفة ولم تتحدث غير عيوننا لبعض!
اضنك وقتها كنتِ تشعرين بما أشعر،فحتى تمثيلك الرديء للبرود لم يجدي،وبحكم معرفتي بالناس،أستطعت تفسير برودك كدفاع،لأنك وقتها صدمت برؤيتي فلم يتسنى لك الوقت لتجهيز دورك!
-أذن..
تحدث ذلك المخبول لنصحو انا وهي مما كنا به،فشعرت أنت بتوتر وأحمرت وجنتاك..وأخذت وقتها ادعو بأن يلهمني الصبر على محتني وكي لا اقتل عزيز!
-أ..أ حسب لوحة التقرير بيدي..كل شيء بخير..لا كسور ولا اعراض جانبية ولا آلتواءات..فقط هناك رضوض خفيفة بيدك اليسرى..لذلك يمكنك الخروج اليوم أذا أردت
قال عزيز:شكراً لكِ آنسة...
أبتسمت بلطف وقالت:روز..جاكلين روز
نظرت لها بغرابة،تتحدث العربية لكن اسمها اجنبي!
-شكراً لكِ آنسة روز
-عفواً
قالت وخرجت بهدوء من الغرفة امسكت بكم قميص عزيز وقلت:أنها نفسها!
-من؟!
-تلك الفتاة التي أخبرتك عنها..يوم افتتاح الكتاب
-ماذا؟!..هل تمزح!
اشحت بوجهي لأفكر..ماذا علي ان افعل..لا بد لي من استغلال تلك الفرصة لاتقرب لها..لأنه من سابع المستحيلات ان ادعها تفلت من يدي!