٢٨/١٠/٢٠١٩
الفصل الرابع
(بعد اسبوعان تقريباً والتي كانت كالجحيم بالنسبة لي،اخيراً جاء اليوم الذي سنذهب به لمزرعة الدكتور ستارفرس
اسبوعان لم أراك بها ولم نتحدث بها الأ قليلاً فقط كنا نبعث برسائل صباحية او مسائية لبعضنا اطمئن احيانا عليك بحجة انني قلق عليك او احاول أن اسرق بعضاً من وقتك بأرسالي شيء لكِ على مواقع التواصل
اخبرتني انك بزخم خلال هذا الوقت وذلك لأقتراب رأس السنة مما اصبح العمل مكثف بالمستشفى،كما أنني اخبرتك انني خلال هذا الوقت سابدأ بكتابة روايتي تلك
لكن كل ما فعلته حقاً هو التحديق بهاتفي بأنتظار شيء منك او حرق خلايا عقلي بالتفكير بكِ!
وها انا ذا واقف امام منزلك لأصطحابك وأشعر بأرتباك شديد،ضغطت جرس الباب لأسمع صوت الأجراس ترن بالتزامن مع خفقات قلبي المتوترة
لقد قلتِ لي أن آتي لأصطحبك من منزلك الذي تسكنين فيه مع والدتكِ..أنني الآن بصدد التعرف عليها! وحقاً كنت آنذاك أشعر كالجحيم
لا اعلم لما وقتها شعرت بالتوتر،ربما هو أمر طبيعي لأنني كنت خائف ألا اعجب والدتك او شيء من هذا القبيل
وفي نفس الوقت شعرت بالترقب والحماس،لأن ادخل عالمكِ اكثر وأطمح لأكون جزء مهم منها،لأن يكون ما بيننا شيء جدي وثابت
فُتح الباب لأجد وراءه امرأة بالعقد الأربعين ربما،نسخة كبيرة منك!
-اهلاً سيدة روز
أبتسامة مشابهة لأبتسامتك اضاءت وجهها وقالت بأنجليزية:اهلاً بُني..تفضل،جاكلين على وشك الأنتهاء
دخلت وأنا اترقب ما حولي،كان المنزل ذى طابع عائلي مليء بالدفئ،صور عائلية معلقة،انوار هادئة،اثاث حديث ومدفئة تبعث نيرانها بالدفئ حول المنزل،منزل حقاً يمثل ما أنتِ عليه
-اجلس من فضلك،اتحب أن تشرب شيء ما
-لا لا ارجوك،لا تتعبي نفسك،سنغادر بالحال
جلست وهي تبتسم وقالت:جاكلين اخبرتني الكثير عنك
حاولت اخفاء ابتسامتي السعيدة قدر استطاعتي:حقاً،انتمى ان يكون ما سمعته جيد
ضحكت:اوووه،انها لا تنفك عن اخباري كم انت وسيم ورائع وذو شخصيه لطيفة...
-أمييي!!!!!
التفتنا كلينا لمصدر الصراخ فقط لأجدك بشعر مبعثر واضعة فوقه قبعة شتوية وترتدين احدى جزماتك ذات العنق العالي بينما الأخرى متدلية بين يديك وحقيبة سفرة تمسكيها بيدك الأخرى
حاولت كتم ضحكتي لكنني حقا لم أستطع ذلك،لو رأيتي وجهكِ انذاك،محمر ومتزمت وانت تعقدين حاجبيك كالطفل الذي تم سحب لعبته المفضلة منه
نزلتِ بسرعة وجلستي على الدرجة الأخيرة وانت تثرثرين بغضب:اياك وأن تضحك،ثم اكملتي بأنجليزية:أمي،هلا صمتِ ارجوك
ضحكت والدتك وقلبت عيناها:مجنونة
اخذت حقيبتك منك وانا اضحك:هيا لقد تأخرنا
مددت لسانكِ وقلت:ننن،معتوه
هززت رأسي وانا اضحك لتقول امكِ:جاكلين جازمين روز،ما هذه التصرفات!
استقمت بجلستكِ وقبلتي خد والدتك:احبك،اتعلمين ذلك؟
قرصت هي خداك وقالت:انتبهي على نفسكِ جيداً حبيبتي ؟
-حسنا أميخرجنا من المنزل وبينما اضع حقيبتك الصغيرة بصندوق السيارة الخلفي اخذتي انتي وقتك تودعين والدتكِ،وكأنك ستذهبين برحلة لأشهر وليس ليومين!
احببت ذلك التقارب العاطفي بينك وبينها،ربما لهذا السبب انتي كنت شخصية عاطفية ولكن بأتزان عقلي.
