الفصل السابع

1.5K 74 4
                                    

جالسة تتمتع بالنسيم والهواء المختلط برائحة البحر أمامها فتُشعرها بالاسترخاء الشديد،

تأخذ أنفاسًا عميقة تزفرها بروية، تعشق البحر
وكل ذلك الغموض المحيط به، القمر المكتمل المنعكس على الأمواج المتراقصة،
وصوتها كنغمة جميلة تداعب مشاعرها،

فتبتسم وتنظر للقمر فتجد صورة حيان أمامها بابتسامته المميزة،
أغمضت عينيها, متمتمة برقة:" حيان.."

فتستمع إلى صوته العميق يجيبها:" خلفكِ حلوتي.."

اتسعت ابتسامتها تكاد تتحول لضحكة، وهي تهز رأسها بيأس، صوت حيان يتردد بأذنيها دومًا،
تكاد تظن نفسها تسمعه، فعادت تحدث نفسها بخفوت يائس:" سأجن يومًا.."

ثم تنهدت تنهض من مجلسها بتثاقل، تهمس باشتياق مؤلم:" اشتقت إليك قرصاني.."

هنا همس الصوت بأذنها من الخلف،
حتى شعرت بحرارة الأنفاس على عنقها:" وأنا هنا حبيبتي.. عاد قرصانكِ.."

تجمدت بعينين متسعتين بعدم تصديق مقطوعة الأنفاس، لا يمكن.. هل تحلُم بوجوده!..
لكن ما جعلها تشهق بفاه مفغر؛ ذراعان قويان طوقا خصرها, وجسد صلب يقربها إليه،

مضيفًا بمشاكسة:" هل أكلت القطة لسان زمردتي القاسي؟.."

ارتجفت بشدة لا تستطيع التنفس، هنا.. حيان هنا حقًا، ليس حُلمًا؛ بل حقيقة..
خرج صوتها هامسًا يكاد يُسمع:" ليس حُلمًا.. أنت حقيقة.."

شعرت بشفتيه تبتسمان ولا تعرف كيف، لكن ذراعاه تركا خصرها،
وصعد كفاه لكتفيها يديراها لمواجهته، فترى وجهه الوسيم أمامها،
وهو يقول بخفوت مرح:" هنا.. المسيني.. جدي طريقكِ بيديكِ لتتأكدي.."

دون شعور منها رفعت يدها المرتعشة تتلمس وجهه، عينه، وجنته،
جانب فكه، تهبط لعنقه، ثم صدره موضع قلبه، دون أن تترك عيناها عينيه،
قائلة بانشداه:" كنت أحلم بذلك دومًا.. أكاد لا أصدق.."

رفع يده يمسك بيدها يثبتها على قلبه الهادرة خفقاته،
هامسًا بصوت تغلغل بأعماقها:" هذا يثبت أنني حقيقة.. أمامكِ زمردتي.."

ثم لمعت عيناه, يضيف بعبث مازح:" هنا آخر حدود لمساتكِ حلوتي..
أما الباقي للأسفل فيُمنع عليكِ حتى إشعار آخر, ولا شأن لي بأحلامكِ الجامحة.."

ثم يغمزها بوقاحة, مضيفًا:" لكن لا يمكن أن تكون أكثر جموحًا من أحلامي.."

ضحكة مذهولة انطلقت منها، قبل أن تشهق باكية ضاحكة بنفس الوقت،
تهتف باختناق:" لقد عُدت.."

************

قفزت تطوق عنقه بذراعيها تحتضنه بقوة، وهو يشدد ذراعيه حولها،
يتنشق رائحتها التي افتقدها ما يزيد عن عامين..

زمردته جوهرته الغالية.. ها قد وجدها وأصبحت بين يديه مجددًا..
حين وصل للمكان ونظر أمامه, وجدها تجلس على الرمال,
توقف يطالعها بشوق، كانت كلوحة ساحرة أمامه..

زمردة والقرصان (نوفيلا مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن