الخاتمة

2.1K 113 10
                                    

جالسًا أرضًا باسترخاء, ينظر إليهما,
تتقافزان على لُعبة القفز المطاطية بغرفتهما, بفستانين باللون الأحمر,
تضحكان بصخب, فيرتج قلبه من هول عشقه لهاتين الصغيرتين..

أصواتهما تثير بداخله السعادة البالغة, فيشاركهما الجنون,
وينهض ليقفز معهما, فيتحول الضحكات لصرخات مستمتعة,
يهتفان باسمه, ليمسك بأيديهم الصغيرة, ليعلو في قفزاته معهما,

حتى يتوقف ثلاثتهم, يتهالكون أرضًا يلهثون بقوة, مع ضحكة مرتسمة على الشفاه..

ناظرًا للسقف بابتسامة تقارب البلاهة, وكل صغيرة تضع رأسها على صدره
من كلا الجانبين, يتمسكان بيه بقبضتيهما الصغيرتين, تثرثران بلا توقف..

بعد لحظات قصيرة, رفعت إحداهما رأسها, تتساءل بصوت طفولي محبب:" ما هي قصة اليوم؟.."

هنا تألقت ابتسامته, ولمعت عيناه الزرقاوين بشدة,
يقول بخفوت مبهم:" هل أخبركما سر القرصان, ضل طريقه, لكنه عاد ووجده!.."

هنا نهضت الصغيرتان لتستندا على مرفقيهما, تنظران إليه بفضول,
عيناهما الزرقاوين, المشابهتين إليه,
تلمعان بلهفة, تهتفان بصوت واحد:" كيف؟.."

فأتتهما الإجابة, بغموض أكبر:" بواسطة الزمرد.."

عبست إحداهما, تنظر إليه بحيرة, تتساءل:
" ألم تقل من قبل أن القمر وجد طريقه بواسطة الشمس؟..
كيف القرصان وجده بالزمرد؟!.."

نظر إلى صغيرتيه, بصمت لبعض اللحظات, قبل أن
يقول بدفء:" الزمرد لامع بشدة.. يكاد يضيء لذلك أرشد القرصان.."

قاطعهم صوت ناعم, جعلهم يلتفتون اتجاه باب الغرفة, ليجدوها تقف, مستندة إلى الحائط,
تعقد ذراعيها, أمام صدرها:" وهذه القصة مؤكد من تأليف القرصان.."

بابتسامة أظهرت أسنانه, قال ببساطة مغيظة:" بالطبع.."

هزت رأسها يأسًا, ثم اعتدلت, تقول بصرامة:" والآن حان وقت النوم.."
فتنطلق أصوات الصغيرتين, تهتفان باعتراض متذمر:" لا.. لم تنتهي القصة.."

لكنها, تحركت إليهم, تمسك بيد كل منهما, توقفهما برفق,
تقول بعتاب رقيق:" كان يجب أن تكونا نائمتين منذ أكثر من ساعة,
فالغد لدينا يوم دراسي حافل.."

ثم رمقت ذلك الجالس ينظر إليها بتكاسل مستمتع,
تضيف بامتعاض متهكم:" لكن يبدو أن القرصان يستمتع الليلة بقصته.."

نهض من مجلسه, يمسك بإحداهما, يضعها بالفراش يدثرها بالغطاء,
بينهما تضع هي الأخرى, ثم وقف بالمنتصف,

يقول بهدوء:" سنكمل فيما بعد.. ليلة سعيدة أيتها الحوريات.."
ثم غمزهما,

فتقولا بصوت واحد:" ليلة سعيدة أبي.. ليلة سعيدة أمي.."

تحرك خلف زمردة, يقفا كعادتهما عند باب الغرفة, ينظران للصغيرتين بابتسامة متألقة..
صغيرتان لوتنا حياتهما أكثر ليضيفا لسعادتهما المزيد..

حوريتان بعمر السادسة, والرابعة, بعينين تشبهان حيان, بل قطعتان منه..

"حلا, وزين"

أغلقا الباب, ليستأنفا التحرك..

وحين وصلا للردهة الواسعة, التفتت إليه,
تعنفه بخفوت:" كف عن قص قصصك الملتوية للصغيرتين يكفي لهوًا بعقليهما.."

غامزًا إياها بمشاكسة, يقترب منها حد الالتصاق, يطوق خصرها بذراعه,
يهمس بعبث:" ألا تريدين معرفة نهاية قصة زمردة والقرصان.."

رغمًا عنها, ابتسمت, ترفع يدها, تمسد وجنته, تنظر لعينيه الزرقاوين,

تهمس لهما بنعومة متناهية:" ليس لهما نهاية؛
بل بداية ما دمنا لا نزال أحياء, قصتنا لن تُسطر بعد قرصاني الحبيب..
عاشق الأحمر كابنتيك الصغيرتين.."

ابتسامة مضيئة أشرقت بوجهه, عيناه تلمعان بعشق لزمردته,
قبل أن يميل بوجهه, إليها, هامسًا:" لقد عشقا الأحمر كوالدتهما.."

ضحكت بخفوت, تعترف:" لديك تأثير كبير.. تُفرض ثقافتك على الجميع أيها القرصان.."

مفتونًا بضحكتها, وعيناها اللامعتين, همس أمام شفتيها بشوق:
" ربما.. لكنكِ فرضتِ عشقكِ عليَّ منذ زمن بعيد.. فتنتني زمردتي.."

ثم تنهد بحرارة, يقربها أكثر إليه, قائلاً بعبوس متلاعب:" هل سنقضي ليلتنا في الحديث..
أريد أن أكمل لكِ قصة البداية التي لن تنتهي.. لكن على طريقة القرصان.."

منهيًا حديثه بقبلة رقيقة, لتبدأ ليلة يبدأ القرصان بسرد قصة من قصصه
التي لن تنتهي أبدًا, فقصصه دومًا متجددة بتجدد عشقه..

***********
" هناك أصوات تلمس القلب ما إن تسمعها, فتشعر أن نبضات قلبك تتغير..

لا أعرف كيف أصف هذا الشعور,
ولكن ما إن أستمع إلى تلك الأصوات المحببة لي أجد شيء غريب,
تجعل قلبي يتراقص,

فهذه الأصوات تطرب قلبي قبل أذني..
فأنا أعترف أن القلب يعشق بالأذن قبل العين..

فكم من أشخاص عشقناها, لمجرد سماع أصواتهم..
تلك هي أصوات أحبتي, قرصاني, حورياتي الصغيرات,

ولأجلهم لن أتوقف عن المحاربة, والسعي نحو السعادة..
ولذلك قصتي لن تُسطر أبدًا, ولن أجد نقطة النهاية..

****************

تمت بحمد الله

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 01, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

زمردة والقرصان (نوفيلا مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن