الفصل الثامن والأخير

1.9K 84 6
                                    

حين دلفا تسمرت زمردة تنظر للحديقة بوجه شاحب,
وذكرى حيان مسجى على الأرض مخضب بالدماء تضربها بقوة,
لم تكن تعرف أن عودتها لمكان الحادث يمكنه أن يدمرها بهذا الشكل, والذنب يكاد يفتك بها,

يكاد يختلط عليها الماضي والحاضر؛ إلا أن يد حيان قبضت على يدها, تضغط عليها بقوة,
فرفعت وجهها تنظر إليه بعينين مشوشتين بالدموع,
تهمس بضياع متقطع:" لقد كادوا يقتلوك.. وأنا تركتك خلفي.."

نظر إليها بإشفاق, ونظراتها المعذبة تخترقه, فانحنى ينظر إليها,
هامسًا برقة حازمة:" انتهى الأمر.."

هزت رأسها شاهقة بألم, تبكي بمعاناة:" كدت تموت..
كدت تفقد مستقبلك بسببي.. أنا لا أستطيع البقاء.. عائلتك...."

حاولت التملص من قبضته بضعف, لا يجدر بها العودة إليه,
لا تستحق السعادة, بل لن تقبل عائلته بها بعد ما حدث له بسببها..

لكنه أمسك بذراعيها, بقوة, عيناه تتسعان بتصميم,
يهتف آمرًا:" لم أفقد أي شيء.. لقد عدت, وأنتِ ستعودين لي..
إن فقدتكِ فهذا سيؤلمني.. العامان الماضيان كانا بائسين بدونكِ.. لا شأن لأحد بنا زمردتي.."

بشفتين مرتعشتين, عيناها تجوبا المكان بخوف واضح,
قالت باختناق:" لكن هنا....."

قاطعها برقة حازمة:" هذا المكان سنصنع به ذكريات جديدة, نمحي به ذكريات الماضي.."

ثم خفت صوته, يتحول لعشق تسرب إليها يُشعرها بالأمان:
" أنا وأنتِ زمردتي فقط.. لن تدعي قرصانكِ يفقدكِ أبدًا.."

باستسلام مخدرة هزت رأسها موافقة, تشعر بأن العالم انحسر بين ذراعيه,
تركته يجذبها خلفه لداخل المنزل,
اللون الأحمر المنتشر بكل مكان يبث بداخلها الدفء, لتشعر أنها قد عادت لموطنها بعد فراق..

فتبتسم برقة, تلتفت لصوت حيان الذي وقف يراقبها كفهد ينظر لفريسته,
يقول بصوت كسول وقح:" وها قد عادت الزمردة للمنزل, لكن ينقصها الملابس الحمراء.."

ضحكة يائسة صغيرة انطلقت من بين شفتيها, وهي تراه يقترب,
برفعة حاجب متوعدة, يقول بخفوت خطير عابث:" هل أنتِ مستعدة لدفع أول ديونكِ حلوتي!.."

لا تدري كيف انتقل إليها عبثه, لتعقد حاجبيها أمام صدرها,
تقول بأسف مشاكس:" كنت أود ذلك عزيزي..
لكن أظن أن لديك مباراة بالغد وعليك الاستعداد لها جيدًا..
لذلك سنؤجل الدفعة الأولى.."

صيحة مستنكرة صدرت عنه, قبل أن يسرع بخطواته إليها:
" ماذاااااا؟.. لن يحدث.. لدي مباراة اليوم أهم من مباراة الغد.."

قفزت مبتعدة قبل أن يصل إليها, تضحك بصخب, وكأنها قد نست كل ما حدث,
فتقول بعناد:" بلى.. سي........"

صرخت مجفلة حين وجدت نفسها بين ذراعيه, ينظر إليها بتوعد,
يقول بغيظ وقح:" بل سنلعب الليلة, وسأكون أكثر من مرحب بأشواط إضافية.."

زمردة والقرصان (نوفيلا مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن