بعد مرور أربعة اشهر وأنا على رأس عملي الجديد
وفي إحدى الصباحات وأنا في طريقي للدخول إلى مكتبي
انا _ صباح الخير يابنات
ريم وسلمي _ صباح النور
تستوقفني ريم قائلة :
ريم _ يادكتور جت الأستاذة آية تسأل عنك
انا _ وهذي وين كانت غاطسة لينا أيام نترجو في حضرت جنابها باش اتمر علينا
سلمى _ هي توا عند الدكتور قاسم وقالت اتصلو بيا بعد اتجي الدكتورة
انا _ خلي تالا توا اتجيبلي قهوة باش انروق قبل مانتصبح فيها (تالا عاملة البوفيه)مرت عدة دقائق وأنا احتسي فنجان قهوتي وبات المزاج يعتدل بشكل تدريجي
طرق باب مكتبي وبعد أن أذنت للطارق بالدخول
هي _ صباح الخير يادكتور انا آية جيت حسب طلبكم
انا _ تفضلي قعمزي (مرت بضع دقائق لم اعرها فيهم أي اهتمام فقد تعمدت تجاهلها)
رغم أني كنت الحظها وهي تفرك أصابعها وكأنها تمللت من الإنتظار ومع كل ذلك القلق الذي تمكن منها لم أشعرها أبدا بأني منتبهة لها...
ياالله على ملامحها التي تنعش الروح فلو كنت أعلم بأنها بهذا القدر من الجمال ماكنت طلبت القهوة ولاأحتسيتها قبل رويتها... ياويلي كم هي جميلة
قطعت عليا تلك الخلوة قائلة :
آية _ دكتورة لو مشغولة انفوت عليك وقت ثاني (ببعض التوثر)
انا _ مانيش مشغولة أكثر منك (محاولة لأستفزازها)
آية _ والمعنى (باأستغراب ونرفزة)
انا _ المعنى لينا امكلمينك اكثر من أسبوع وهذا وين حنيتي علينا وشرفتينا بزيارة مش عارفة ليش تأخرتي بس أنشالله عندك سبب مقنع
آية _ اكيد عندي... انا كنت امسافرة هادي كل القصة
انا _ والدورات اللي تعطي فيها كيف توقفيها من غير ماتأخدي الأذن.... أقل شيء أحسبينا وأعطينا علم
آية _ انا كلمت الدكتور قاسم واستاذنته قبل ماأندير اي تصرف
انا _ مكتبنا هو المسؤول عنك وعن شغلك مش الدكتور قاسم (بعصبية)احتد النقاش بيننا فهي شخصية مغرورة جداً متعالية تتحدث بلا مبالاة ولا مرعاة لأحد ولست أشتم رائحة خوف تفوح من عباراتها... أستفزتني جداً وجلعتني أنفعل وبزيادة لوقاحة ردودها القاسية وغير المسؤولة وتهديدها المتكرر بأنها غير مكثرت لأحد وبأنها ستتوقف عن العمل... كم هي مستبدة هذه الفتاة
صار لبد لي من أن اخفض مستوى التوثر بيننا قليلاً وأحاول أن اسيطر على مجريات الأمور واحافظ على التوازن فالحديث... فلن تفلح الحدة في شيء ولن ننجح بهذه الطريقة للوصول الى حل يرضي كلانا كما انه مشهود لها إثقانها لعملها وتميزها فيه...
خسارة لنا من هن مثلها لا يعوضن بسهولةانا _ لوين تبينا نوصلوا ياانسة هكي راهو مايمشيش الحال اعطيني حل ينهي هالنقاش البزنطي
آية _ انا فهمتك وقلتلك صارت عندي اشوية ضروف جبرتني انوقف الدورة ايام محدودات وانا اعطيت علم لأدارة الكلية وهما تفهمو وضعي ووعدتهم اني راح نعوضهم بااسبوع اضافي بعد انكملو وقت الدورة الاساسي
انا _ وانشالله هالاسبوع اللي تكرمتي بيه على حساب من؟
آية _ ماتشغلي بالك اكيد على حسابي
انا _ انا مانتكلمش عالفلوس... انا نتكلم عالوقت
آية _ انا زابطة جدولي بعد الدورة هادي عندي عشرة ايام راحة وانا بنعطي من راحتي سبعة ايام ليهم وصلت هكي الفكرة يتهايالي
انا _ بس هكي مش مزبوط... على راحتك نحكي (بحنية)
آية_ راحتي انا ادرى بيها (بعصبية لاتخلو من الحدة)أستمر الحوار معها دقائق أخرى وقفل بمتعاضها وبتأفف مني فلم تعجبني تلك العنجهية التي تتكلم بها وليس هناك حل سو ماقالته
رحلت تلك المتعاليا وأنا أتبعها بعيناي متسالة من أين أستمدت هذه الفتاة كل تلك القوة وكل تلك الثقة... انها جبارة رغم حجمها الضائيل وعنيفة رغم ملامحها الرقيقة العذبة.. رحلت وتركت بي شيء لست أعلم ماهو ولكني أريد أن أراها مرة أخرى فقد أعجبني ماحدث وأنفعالها به روعة راقت لي لبد أن يتكرر بتلك الكلمات تمتمت لنفسي
عدت بعدها للبيت وأنا أحمل تعب وأرق وإجهاد ولست أفكر في شيء فقد صرت أتملل من روتين العمل والمكتب وأن كان المنصب هذا يتمناه الكثيرون إلا أنا فأنا عكسهم لاتروقني المناصب ولست أحبها البثة
عند دخولي المنزل أبي يجلس أمام التلفاز وهو يقراء كتابا كعادته
انا _ بابا... مساء الورد كيف حالك توا
ابي _ مساء النور يابابا... اهو توا احسن خير من امبارح
انا _ ياحبيبي مش القراية فيها اجهاد ليك ارتاح توا ملحوق عليها
أبي _ لالا بالعكس انا مانرتاح غير بعد نقراء
انا _ باهي اخديت دواءك والا زاراتك النسوة (بتهكم لذيذ مداعبة له)
ابي _ وراس بنتي خديته بس قاعد صدري متعبني وضيق النفس خانقني
انا _ الف لباس عليك... هذي بردة تاخد وقتها وتمشي انشالله.... اماله وين زين؟
ابي _ طلع من امبكري
انا _ اهم شي اعطاءك كليت شي قبل مايطلع
ابي _ ربي يحفظه ولدي والله ماطلع لين غداني ودارلي حتى الشاهي
انا _ تمام بكل خلاص حبيبي توا بنطلع نرتاح في داري مع المغرب تو ننزل وكانه فيه شي ديرلي رنه انجيك زي ابو الحروف هههههههه
ابي _ (باأبتسامة) لالا ارتاحي يابابا راني قاعد بصحتي... هي اشوية بردة مش حتقعمزني بكل وكانه نبي شي تو انوض انديره بروحيصعدت لغرفتي وارتميت على سريري بعدما ازحت من على كثفي تلك الجاكيت التي قيدتني طيلة هذا اليوم فانا لا احب الرسميات ولكن موقعي الجديد يستدعي ذلك ويحتم علي ان اظهر بهذا المظهر
من طبعي البساطة في ملابسي... أحب التحرر من كل قيود الموضة... فالمعقول واللا معقول ليسا على قائمة عندي... أحب ماافعله وما يطلبه عقلي وليست لدي حدود... أحب مااعمل ولكن ليس عملي الحالي... مهنة التدريس هي عشقي صرت كلما تقدم بي الوقت كلما زاد عشقي لها حتى صارت الجزء الاهم في حياتي اما هوايتي فليس أمامي الا تلك المعشوقة قيثارتي هدية أمي الراحلة لي قبل سنين طويلة... اهدتني إياها منذ كان عمري 18 ربيعا ولازلت احتفظ بها وانا الأن بعمر ال34 .. سوياً تبصم السنون خدوشها علينا وفينا دونما ان تكسرنا وكأنها وبمرور الوقت تزدنا خبرة وتمتن مكامن القوة فينا... احافظ عليها...أدندن عليها وبها بين الفينة والاخرى بعض ماأحب فهي حبيبتي التي اعشق احتضانها والتي لم تحرمني دفائها يوماً والتي لم تخدلتي كلما ضاقت بي دنياي او قادني حنين للإحتواءسرقني النوم ولم اكمل لكم سرد قصتي ولكنكم ستعرفونها اكثر خلال الاجزاء اللاحقة
يتبع...
أنت تقرأ
قصة تضحية
Short Storyليس هناك أمر من الم التضحية بمن أحببت لمن تحب... عن وجع من نوع أخر أتحدث