بالكاد استطعت فتح عيناي ولست اراء الا خيالات لاجساد بشر... احاول جاهدا ان استعيد الوعي والتركيز لأعرف من يقف امامي واين انا
وبعد مرور بعض الوقت انه ابي وشخصان لست اعرفهم
انا _ انا وين؟
ابي _ انتي بخير يابابا الحمدلله على سلامتك
انا _ شن صارلي؟
احدهم كان دكتور
الدكتور _ صارلك هبوط حاد نتيجة انهيار عصبي بس الحمدلله مازال عندك عمر
ابي _ الحمدلله يابابا (وهو يقبل أعلى جبيني)
اقترب الشخص الثاني وعدل السرير وسحب بعض المعدات ورحل مع الدكتور
انا _ بابا شن صار معاي؟
ابي _ انتي قوليلي يابابا من كدر بنت؟
انا _ مافيه شي يابابا الحمدلله على كل حال وخلاصطرق الباب ودخل زين وتلك (آه ياقلبي عاد الوجع مرة اخرى) ابتسمت مجاملة وهي ليست تبتسم البتة بل اسرعت لتصل اللي
اية _ الف لباس عليك ياشوق وهي تكهرب يدي بلمسها لها
خوفها علي جد واضح وهناك اجهاد واضح بملامحها... تداركت الموقف بسرعة وسحبت يدي منها
انا _ شكرا ليك انشالله مااتشوفي شر
زين _ (بعدما قبل راسي) الف لباس عليك وانشالله طهورة ياغالية
انا _ عشت ياحبي (حبي هذه كانت مقصودة كرسالة لآية لبد ان تستوعب ماارمي له) بس ماقالي حد شن صار؟ وقداش ليا اهنيه؟
زين _ شن صار هذي انتي قوليلنا لكن قداش ليك اهنيه ليك توا بالزبط 29 ساعة و10 دقايق وزوز ثواني
انا _ هههههه تحكي بجد ؟
زين _ والله نحكي بجد انتي راك من الجمعة الظهر فاقدة الوعي بس لازم تشكري آية
انا _ شكرا ليك ياآية... بس علاش؟
ابي _ لانها هي اللي اتصلت وقالتنا انشوفوك واحنا متعودين على نومتك للظهر مادورناك قلنا خليها اتفيق براحتها
آية _ انا اتصلت بيك هلبا وتليفونك امصكر انشغلت عليك هذا علاش كلمت زين ايشوفك
انا _ اها تسلمي ومشكورة
زين _ والله شغلتيني ياشوق بالذات بعد القيتك امصكرة الباب بالمفتاح... اوينه رزيتك فيه باش طلعتك (وهو يضحك)
انا _ يفداك ياحبي
آية _ خلاص اهو بدي حالها اكويس تقدر تمشي ياعمي ترتاح ليك وقت واقف على رجليك
ابي قبل رحيله يحتضني بحرارة وكذلك زين يلحق به
انا _ وانتي مازال مش ماشية ؟
اية _ وعلاش نمشي انا كيف جيت
انا _ حلوة توزيعتك ليهم
اية _ اصلا قبل ماانخش قلت لزين بنقعد معاك بروحنا باش نفهم قصة انهيارك لانهم بجد مشغولين عليك هلبا
انا _ وزعما شن بتقوليلهم ؟
اية _ بنقوللهم اتحبي لدرجة انها قريب ماتت على خاطري
انا _ مش على خاطرك صدقيني وجعتني روحي
بعدها عاد الاحتقان وصارت تعود تلك الاعراض مجدداً
اية _ اشششششش خلاص ورحمة امك معادش تتكلمي (وهي تضع يديها على فمي)
اسمعي اهم شي اتنوضي بالسلامة....... (تم تسكت فجاة وتنهار باكية)
انا _ هههه على اساس اتصبري فيا (ضحكة بوجع)طلبت منها ان تساعدني على الجلوس فقد تورم ظهري واخدتها من يديها واجلستها امامي وعيني في عينها صارت تنتفض وليست اقل مني ولكن لبد من حزم فالتعامل وبعض الجدية وانا امسح دموعها
انا _ آيتو راح تقعدي آيتو ومش راح انبطل انحبك بس مش راح نقدر نعطيك اكثر من هكي
يطرق الباب ليقطع استرسالي
آية _ أووووووف (تتأفف آية بصوت كاد أن يكن مسموع)
تدخل مريم وهي محملة بباقة من الورد جميلة مثل اطلالتها
مريم _ الحمدلله عالسلامة شوق انشالله ماعلى قلبك شر
تضع الباقة جانبا وتقترب لتحتضني بقوة ولفترة ليست بقليلة وعيون آية تتفحصها جيداً ولزلت اراء فيهما ذات الغضب... زدت استفزازها بان قبلتها بطريقة هي تعرفها جيداً بعدما امسكت يدها وتعمدت الا اتركها كل ذلك وآية تشاهد دونما اي حراك حتى عندما حيتها مريم ردت عليها ببرود ودونما اي دوق
اجلست مريم بالقرب مني ليس نكاية لا والله لست من ذلك النوع ولكني اريد ان اساعدها على تقبل وضعها الجديد واريد ان تفقد الامل في ان اكون لها مثلما السابق هذا كل ماكان يتوارد لدهني
ابت آية ان ترحل وتترك مريم خلفها رغم ان هاتفها لم يتوقف عن الرنين لبد وانهم الاهل او زين ولكنها متمسمرة امامنا كعين مخرج سينمائي يدرس ويدقق كل حركات وسكنات ابطاله كان كل ماتفعله فالسابق يسعدني اما الان فلا فما عاد له طعم صرت اقلق من اجلها واتضايق جداً فلن نكن لبعض مجدداً فلست اراها الآن الا زوجة اخي... الحب لها لازال موجود ولكنه صار بنفس طهارة حبي لاخي ليس اكثر
حاولت مرارا ان اجبر آية على الرحيل ولكنها تابي وكانها لا تسمعني
انا _ هي خلاص نوضو انتم الاثنين الزيارة تمت (احاول ان اخفف دم وكان شي لم يحدث)
مريم _ هو مش مسموح يقعد معاك مرافق؟
ترمقها آية بنظرة تكاد تكون رصاصة تم ترد بجفاف وقسوة وحدة
اية _ لالا مش مسموح اصلا هي ساعات وبتطلع
توقفت عن مشاركتهم الحديث وهن مثل القط والفار رويتها بهذه الحالة مضحكة مبكية حتى يكاد يكون شجار
انا _ خلاص سادكم كلام راني مازلت تعبانة خيركم اتقول ضراير
غمزت لمريم بان تسكت فهي لا تعلم بالذي يجمعني باآية هذا غير انه آية في وضع نفسي جد مشحون وحرج ولها مئة عذر عن اي ردة فعل سيئة تصدر منها
واخيراً رحلا الاثنتين وكانت مريم هي الاولي لترحل آية بعدها بدقائق بعدما تاملتني كثيراً وكنت اعلم بانها ستفتح ذات الحوار مجدداً ولكني اسكتها بالاشارة قبل حتى ان تبدا
اية _ باهي نقدر نحضنك قبل مانمشي
فتحت لها دراعي بلا اي ممانعة وباابتسامة ودون اي تفكير فلن اكدب على نفسي فأني لازلت احبها وسااضل
دام الحضن كثيراً وقد بللت عنقي دموعها وانا لاخر لحظة متمالكة نفسي... تجرعت من حضني بعض الدف ومن تم قبلت خدي تلك القبلة العاهرة ورحلت
بعد قفلها للباب... انفجرت كل شرايني واوردتي وعروقي وانهرت باكية بالصوت المسموع ولست ابه بااحد الا بنفسي استمريت لوقت طويل حتى فتح الباب فجاة وكان الدكتور ومعاونته اقتربت مني تلك الممرضة ولكن الدكتور اوقفها
الدكتور _ سارة خليها تبكي
سارة _ بس يادكتور البنت مازال وضعها مش تمام
الدكتور _ لالا خليها تقدري تمشي انتي
بعدما رحلت تلك الممرضة ومر وقت طويل بعض الشي والدكتور يجلس بجواري وعيناه تتابع التلفاز وانا في ذات الحال غير ابيا له ولوجوده حتى اجهدت واستكنت مرغمة من التعب
الدكتور _ كانك بكيتي من الاول راك اختصرتي المسافة
هذا الدكتور ممن كان يقيمون خارج البلد لذلك هو يعي جيداً بان الجانب النفسي هو الاهم في علاج كل الامراض لذلك هو يتصرف بتلك الطريقة... استمر لوقت لباس به يعض ويشجع وينصح لمساعدتي على الخروج من حالتي هذه دونما ان انطق ببنت شفاه ولم يطلب نهائياً ان يعرف سبب ماانا فيه ولكنه لبد وانه يعي جيداً بان الحب وراء اغلب مأسينايتبع...
أنت تقرأ
قصة تضحية
Short Storyليس هناك أمر من الم التضحية بمن أحببت لمن تحب... عن وجع من نوع أخر أتحدث