P7

1K 41 6
                                    

اليوم موعدي مع آية إنها السادسة مساءا
أمام مقهى بزاوية الشارع الرئيسي بااحد المناطق التي تشتهر بالطابع الايطالي العريق ركنت سيارتي وترجلت عنها... لم اتأخر الا بضع دقايق ولبد وانها حضرت الآن وفي الإنتظار... دخلت وانا افتش بناظري عنها ذات اليمين وذات الشمال لم اجدها ليس هناك الكثيرين... فالمكان جد حميمي وهادي والطابع الروماني العريق يتحدث في كل زاوية فيه أعحبتني تلك الزاوية اليسارية فقد شدني ذلك الضوء الخافت الذي تلقيه اعين مجسم امراة بالكاد تستر عورتها على تلك الطاولة التي تتوسط تلك الجلسة... راقت لي فانجرفت لها بلا حول مني فقد ساقتني مشاعري التي تهوى الجمال والرقي في كل شي
جلست بضع دقائق وانا احتسي كوبا من القهوة وعيناي تتفحصا المكان الذي لم يسبق لي ان دخلته حتي تفاجأت بيد ممتدا للمصافحة
آية _ مساء الورد اللي واخد عقلك
انا _ (باأبتسامة) اللي واخده اهو جي
(وكأنها لم تسمعني)
آية _ طمنيني عنك وعن محاضراتك انشالله الأمور تمام
انا _ الحمدلله مية مية
آية _ باهي اكويس يعني مرحلة وعدت
انا _ اي مرحلة وعدت (باأستغراب)
آية _ اللي كنتي فيها قبل اشهور... قصتك ماهيش مدرقة اكلهم سامعين بيها
انا _ ماانضنيش حد يعرفها بالمزبوط انتي زيك زيهم سامعة سمع
آية _ الا الدكتور قاسم اكيد يعرفها بالمزبوط
انا _ ورأسك ماحد يعرف حاجة وبعدين خلينا واضحين مع بعض واحسبيها فضول مني...
انتي شن علاقتك بالدكتور قاسم؟
آية _ علاقتي بيه زي علاقتك انتي بيه (باأبتسامة)
انا _ انا الدكتور قاسم صديق بابا... قصدك حتي انتي كان صديق بوك الله يرحمه
آية _ شكلك عارفه عني كل شي
انا _ لو كنت عارفة كل شي ماكنت طلبت شوفتك
آية _ وانتي علاش تبي تعرفي
انا _ اتصدقي مش عارفة حاجة في خاطري تلح عليا
آية _ زعما..... والا بلاش
انا _ زعما شنو
آية _ مافيش داعي بس حاضر راح انريحك وانجاوبك بس بشرط انك اتجاوبيني على اي سؤال نسأله لك
انا _ مانقدرش نوعدك بس راح انحاول نرضي فضولك حتى انتي
آية _ ياستي السيد قاسم هذا زوج ماما
انا _ كيف هاذي فهميها ليا راني نعرف كل عائلته (باأستغراب)
آية _ القصة طويلة عندك وقت تسمعيها
انا _ اكيد اماله ليش امقابلاتك

قالت وبااختصار لذلك الحديث الطويل انه الدكتور قاسم كان حبيب امها أيام الدراسة قبل ان تجبر الظروف امها على الزواج من أبيها الغني وذلك لكي تساعد أسرتها البسيطة... فالدكتور قاسم كان فقير أنذاك وليس باامكانه حتى التقدم لخطبتها وبعد زواج أمها بفترة تعرف الدكتور قاسم على سيدة غنية هي أكبر منه بعض الشيء وتزوج منها إنتقاما من تلك الظروف التي حرمته من الإقتران بأمها التي أحب وبفضل تلك السيدة الغنية وصل إلى ماهو عليه الآن من غنى وصيت وبعد فترة من الزمن لعبت الأقدار دورها فتوفي أبيها بحادث سير أليم ومن بعده ساءت علاقتهم مع عائلة ابيها وكل ذلك بسبب الميراث كما ان حالة امها الصحية تدهورت قليلاً خلال العام الماضي بسبب النقص الحاد في الصفائح الدموية الذي يستدعي وبالضرورة زيارة الطبيب بين الفينة والاخرى
انا _ اولا الف لباس على امك وثانياً كم ليه الدكتور قاسم متزوجها؟
آية _ اولا الله لا توريك باس وثانياً تقدري تقولي ثلاث سنوات واشوية (باأبتسامة عريضة)
انا _ وتوا انشالله امك حالها احسن
آية _ الحمدلله اهو ماشية على العلاج التحسن مش كبير بس ماعليهاش خوف
انا _ وقصة الميراث
آية _ القصة هذي مازال ماانحلت وهذا اللي زايد امتعب أمي وامتعبني
انا _ توا هكي وضحت الصورة وعرفت وين كان الوقت ايضيع وبصراحة الله يكون في عونك
آية _ تسلمي والله يسلمك وتوا هكي يتهايالي جاوبتك على كل أسئلتك
انا _ لالا مازال بس استفسار... انتم علاش امدرقين زواج امك من الدكتور قاسم وامخلينهم يتكلمو عليك وعليه
آية _ الناس أخر همي وبعدين ماهو قلتلك انه كل الخير الي فيه الدكتور قاسم بفضل زوجته فلو عرفت اكيد راح تنهد حاجات كثيرة بينهم
انا _ وقصدك الوضع هكي احسن!!!
آية _هما مش صغيرين وهادي حياتهم وهما احرار فيها... انا بصراحة ماليش علاقة في خصوصياتهم... توا خليك منهم ومني... خليني فيك يادكتورة
(استوقفتها مقاطعة لها)
انا _ اول شي قوليلي شوق وبعدها كملي
آية _ باهي ياشوق... على فكرة أسمك حلو
انا _ مش احلى منك اكيد
آية _تسلمي... قوليلي شني هيا القصة اللي مايعرفها حد
انا _ آيتو ممكن تأجليها لوقت ثاني
آية _محلاها منك آيتو عجبتني هلبا
انا _ انقولك شي واعتبريه مغازلة... مافيش حد امقايلك انك اتهبلي
آية _ اكيد فيه بس مش من اي حد تحسيها وتقبليها وحتى انتي راك ماشالله عليك حاجة ملفته الصراحة... بس انت ليش مش متزوجة لتوا والا انتي lesbian
انا _ (لحظات صمت ماعدت تكلمت)
آية _ أسفة لو كلامي أزعجك بجد مش قصدي
انا _ وليش تتأسفي وانتي شن قولتي انا سكتت لاني تفكرت حاجات من الماضي مش على خاطر سؤالك... تعرفي ياآيتو محتاجة نحكي بس صدقيني مش اليوم... اليوم مالياش مزاج نحكي عن نفسي
آية _ وليك مزاج تسمعي ( وهي تبتسم) خلاص فوتي الدنيا اكلها وخليها بالجو تو نتلاقو ثاني وثالث ورابع وامتي مااتحبي تحكي احكي... باهي لو عزمتك عندي فالحوش زعما تنقبل عزومتي
انا _ وليش لا... اهو انشوف حتى امك وانحمدلها عالسلامة
تسامرنا بعض الوقت وتكلمنا قليلاً عن العمل لكي لا نشعر بالملل ومر الوقت مسرعا واسدل الليل ستارته ولبد من الرحيل من هنا مع انه المكان زاد دفئه عندما خمدت كل المشرقات من الاضواء وصارت فقط تلك الزاويا منيرة بخيط رفيع وقصير من النور كما انه تلك الجميلة زادت اشراقا كلما ابتسمت غزتني جحافلها وباتت تلاحظ شي في يحاول ملاغاتها ولكنها تتمنع بدلال حركاتها ذات الاغراء اوصلت لي كل ذلك... طريقة جلوسها وعضها لشفتها التحتية بين الفينة والاخرى ويدها اليمني التي لم تكف عن تمريريها فوق ثديها الايسر... اخ منها كم هي لعوب هذه الفتاة... انها تناديني هي فعلاً تناديني ولكن لما لا تبادر لبد من ان تبادر فانا لست جريئة كفاية لكي اتكلم قبلها او اسبقها بخطوة
عادت كل منا الى موطنها تحمل عبء شي لم تفصح عنه لعل في المرة القادمة يحدث شي... يظل تمني بحاجة لشجاعة تعقبه جرئة ومبادرة

يتبع...

قصة تضحيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن