P28

814 29 4
                                    

بعد مرور ايام اخر وزين مازال في مرحلة البناء والتشييد لقصره المتواضع الذي اجهدني وهو يناقشني لياخد راي في هذه وتلك وكلما قلت له شارك خطيبتك فيما تعمل يقول لي هي من قالت اذهب لشوق وافعل كل ماهي تراه مناسب
تلك الفتاة تريدني ان اجن فليست تبتعد... هي تحاول بكل الوسائل ان تقحمني في حياتها وانا احاول جاهدة ان ابتعد... وحتى من مريم رغم اتصالها واهتمامها لم تستطع ان تشغل الحيز الكبير من تفكيري فلست اراها الا اخت صغرى لي وصدقا لم اشتهيها يوماً مع انها جميلة وتستحق كل الاهتمام ولكن العلة فالقلب

نهاية يومي وانا في غرفتي اتاملها وهي الجديدة على تخطر بالبال فكرة هي الحل الجدري للإفلات من زحف آية ولا بديل عن ذلك

اليوم الثاني وبعد حديث مطول بيني وبين ابي استطعت اقناعة بان لا نعمل خطوبة فقط بل وعقد قيران... منها اختصار للمراحل الطويلة المملة ولكي يتسنى ايضاً للفتاة ان تتحرك معه بااريحية وكذلك لكي تستطع ان تزور بيتها وترتبه بكل راحة حسب العادات والأعراف هنا ... الكلام ليس مقنع بشكل كبير ولكن كثر اللحاح يصنع المعجزات وكل ماقلته ليس الا حجج لكي لا تفلت آية من زين فتصرفاتها الأخيرة باتت تخيفني منها لذا صار لبدا من رباط حازم وجازم وحقيقي لكي لا تفعل شي لربما اهلكنا جميعاً ودمر ماسعينا جميعاً لإنجاحه... كما اني ما عدت استبعد ان تنهي كل شي مع اخي في حال احتد نقاش جديد بيننا فردود فعلها صارت غير متوقعة وكأنها شخص اخر جديد علي...
اعلم بان ماافعله حيلة رخيصة مني ولكن لا حل بديل امامي وليس في نيتي السو فهم يحبون بعض وانا فقط استعجلت الامر لتفادي مكروه قد يحصل
اقتنع ابي ولا اضن زين يرفض فهو اكثر تلهف منا ليقربها منه

مرت ايام وحدث مااريد بالفعل... رغم قساوة تلك الليلة التي باتت فيها من املك ملك لاخي الا اني سعيدة لسعادة اخي وان كانت السعادة محفوفة بخندق من حمم البراكين التي انفجرت تباعا ومع كل مشهد اراه امامي او حركة تحدث بينهم... مع كل همسة بينهم ولمسه تزرني الموت وترحل وكاني لست اعود للحياة الا عبر تلك الصدمات التي تمتلت في ضجيج من حولنا... اللعنة على القدر فما عدت ممن يومنون بعدله
لا 😱 بل اللعنة علي انا فقد جننت... كيف العن القدر والقدير هو من يسير حياتنا... اعوذ بالله من ابليسي واستغفر الله عدد خلقه الواسع رحمته... اعفو عني والتمس لي العذر فالقلب مثقل لدرجة انهكني حمله فما عدت من فرط اجهادي التركيز فيما يلهج به لساني

وبعد انتهاء الحفل البسيط المتواضع والمقنن جداً جمعت كل الموجدين للالتفاف حول الخطيبان المعقود قيرانهم لاخد صورة جماعية وبعد التقاط عدة صور استوقفت الجميع
انا _ اول شي الف مبروك لخوي حبيبي زين الغالي ولزوجته اختي وصديقتي الحبيبة آية وانا سعيدة هلبة وفراحنة هلبا لفرحة خوي لانه ماعنديش في كل الدنيا اعز واغلى منه ولاني مسافرة نهاية الشهر ومعادش الوقت ايساعد استعجلنا في عقد القيران وهذا كله باش انشارك خوي الغالي فرحته
الجميع _ الف مبروك وبالتوفيق دكتور شوق
نهض زين من مكانه متجها لي مبهم التعابير
زين _ هدي خيانة ياشوق معقولة اديري هالشي من وراي وكيف ماتحضريش عرس خوك الوحيد اكبيدتك
انا _ لا خيانة ولا شي بوي كان معاي من الاول وبعدين المهم ياحبي انت درناه والباقي شكليات (وانا اداعب وجنتيه)

آية منذ ان سمعت ذلك الخبر لم تقف... بقيت جالسة تشاهدني وقد احتقن وجهها جداً هي الان ليست ملك نفسها ولست اخاف الا ان تتهستر وتفعل شي ينهي كل شي... استاذنت اخي ومن كان حولي وذهبت لها
جلست بالقرب منها
آية _ لعبتيها صح صحة ليك
انا _ ماخلتليش خيار ثاني
آية _ باهي اقعدي وعد مني والله ماانكلمك بكل ولا انجي في طريقك والله معاد تسمعي مني حاجة المهم اقعدي قدام عيني
انا _ خلاص آية معادش ينفع
آية _ دمرتيني ياشوق والله دمرتيني
انا _ هييييه شدي روحي ماتبكيش ماتفسديش فرحة العيلة
آية _ انتي هذا اللي هامك اما انا انشالله انموت
انا _ بعيد السو عليك... خيرك انتي شن تحسي
آية _ باهي اقعدي مااتسافريش بالله عليك برحمتها تقعدي
انا _ ماتحلفيش بيها ومعزتك انتي وانتي توا راك بمعزتها البلاد هذي ماعاد قاعدة فيها
آية _ هنت عليك تخليني
انا _ انا ماخليتكش انا اعطيتك مكاني في عائلتي وبعدين زين متعلق بيا يعني كل فترة وفترة راح نتلاقو

لم تقتنع ولن تقتنع اعلم ذلك واعي ذلك جيداً واعرف بانها ستتعب قلبي مجدداً وستعيد ذات الكلام حاولت بكل مااملك من جلد وجهد ان امتص اي ردت فعل رعنا منها وعدتها بالكثير الكثير لكي تطمئن الا ممارسة الحب فلست املك شي لها الآن...  اما الباقي فهو لها يكفي بأنني اعتزلت الحب لأجلها وبأنني سااتزوج لاجلها وباني سارحل عنهم لاجلها كل تلك تضحيات هي مني لها فالمقابل لن اسمح لها بخيانة اخي مهما حدث فهي وهو تحت ناظري وان كنت ساغيب عنهم فلن اتركهم لوحدهم... سوف اتابعهم بكل المتاح من الوسائل
وتنتهي تلك الليلة السعيدة عليهم والكئيبة علي وعلى آية
وانا في طريقي لغرفتي آية تتصل
انا (اخ الله اكبر عليها) تمتمته لنفسي ومن تم رددت عليها بكل اريحية لكي لا ازدها توثرا
انا _ نعم آيتو
آية _ راني مش مصدقة ياشوق
انا _ لالا لازم تصدقي
آية _ انيه انحبك والله انحبك
انا _ حتى انيه قسما بالله انحبك... بس وبعدين ؟
آية _ (تبكي مجدداً)
انا _ خلاص حبيبي بالله عليك ماتزيديها عليا
آية _ اشتقتلك ياقلب آيتو والله اشتقتلك

اخ كم هو متعب هذا الحديث وكم هو مضني صوتها وهي تبكي... اني فعلا ارثي لحلها اكثر مني ولكن ماذا بالامكان ان افعل لا حل ياللهي ساعدني ارجوك فقد هدني التعب واربكني حالها
صرت ابكي معها وبحرقة بكاء يكاد يكون مسموع مر وقت طويل ونحن لا نفعل شيء الا ان نبكي... تسكت احدنا وتستمر الاخري اجهدني ماحدث وسوف اتعب اكثر ان ضللت بالقرب منها وبالذات ان دخلت منزلنا فلا مفر منها فهي ستصبح شريكة لنا ولها كامل الحرية فالحركة ولست استطع ان امنعها عني ان تسحبت ليلا ودخلت غرفتي واقفلت الباب وشاركتني فراشي فمن منكن سترفض هذا العرض؟ 
هي ليست تتقبل وانا ايضاً ولكني كما سبق الذكر وعدتها باني لها في كل شي دونما جنس والوعد الاصعب اني لن المس بعدها احد وكذلك هي... عم الهدو حوارنا ليس الامر مريح ولكنه اخف الم فنحن في جميع الاحوال لن نتفارق فقد باتت فردا من عائلتي هذا هو عزاها الوحيد وهذا هو مااراحها بعض الشي رغم اعتراضها طيلة المحادثة على السفر ولكني لم اعر معارضتها اهتمام فجل ماكنت مهتمه به ان اجعلها تستريح وتستكين بعض الشي
بعد مرور الوقت الطويل انهينا محادثنا بوعد ثالث بان اتواصل معاها بشكل دائم هاتفيا حتى صارت تهدد بان لو لم ارد على ثلاث مكالمات ستهدم كل شي... صرت اضحك رغم وجعي فلازالت الفتاة مجنونة كما اعتدتها وعدتها باني لن احرمها مني وباني ساجيب على اتصالها وفي اي وقت

بعد انهاء المكالمة المتعبة وانا ارتشف الدمع تخطر مريم ببالي متمته لنفسي... مريم ستكون اخر شخص التقي به قبل رحيلي باايام فلست اريد ان اخدلها واهرب عنها دون ان اعلمها بذلك

يتبع...

قصة تضحيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن