قدري الأسود * قيد التعديل *

الفصل الرابع

بعد ليلة طويلة من التفكير المتواصل،  اتخذت ( مرام)  قرارها النهائي وهو قبول الزواج من ذلك الغريب الذي لا تعرف عنه شيئا حتى اسمه ، دخلت الى الحمام وغسلت وجهها لتستفيق جيدا،  برزت خطوط سوداء تحت جفونها بسبب سهرها طوال الليل بدون نوم،  فاخفتها ببعض المساحيق ثم ارتدت ثيابها ووضعت خمارها....وجلست على فراشها تتنظر قدومه لتخبره برأيها.....

لم يطل انتظارها اذ سرعان ما طرقت باب الشقة فسارعت نحوها تفتحها....إلتقت عيناها بعينيه وظلت تتأمله لفترة من الزمن،  كان يرتدي سترة سوداء وسروال جينز باللون نفسه ، هذا ما جعل لون بشرته بارزا....

كان كعادته وسيما كما شاهدته أول مرة،  ولكن التمعن في ملامحه جعل صدرها ينقبض ، لقد تذكرت ( أمير) منحها مهلة يوم للتفكير في قبول عرضه للزواج منه مثل هذا الغريب تماما....

المسلسل يعيد نفسه بطريقة أخرى وببطل مختلف عن سابقه ففي الوقت الذي كان فيه ( أمير)  يبدوا بارد الملامح وجادا وشخصا مسؤولا ، بدا على هذا الشاب انه من النوع الذي لا يحب الالتزام ويسعى للاستمتاع بحياته بكل الطرق ، حرك يده أمام وجهها وقال لها ممازحا: " هاااي...أين طرت بعقلك؟  "

ارتبكت وهي ترد عليه قائلة: " أنا...كنت أفكر في موضوع ما "
- اكيد هذا الموضوع متعلق بي.....

صرخت في وجهه محاولة اخفاء حمرة الخجل الذي اكتست وجهها لأنها كانت تقارنه في لحظات شرودها بزوجها السابق: " لا قطعا....الأمر مختلف"

رفع كتفيه بلا مبالاة وقال لها: " غير مهم....ما هو قرارك بخصوص عرضي ؟ "
افسحت له المجال في الباب لكي يتمكن من الدخول
وقالت له ببرود : " تفضل لنتحدث في الداخل "

دخل ذلك الشاب وجلس على حافة السرير في حين وقفت هي بالقرب من النافدة وقالت له بصوت خافت ولكن جاد: " هذه الشقة هي الوحيدة المتوفرة حاليا وقد بحثت سابقا في انحاء روما ولم اعثر على أفضل منها من حيث الايجار...انها تناسبني فهي صغيرة وجميلة ولها إطلالة ساحرة وأعتقد أن سبب تمسكك بها هو إطلالتها فمن تلك اللوحات استنتجت انك فنان....ولأنه توجد غرفتين في هذه الشقة فبإمكننا ان نعيش معا،  طبعا لن يحدث هذا قبل زواجنا ولكن دعني أقول لك شيئا مهما....لن تكون هذه المرة الأولى التي سأتزوج فيها.....لقد تزوجت سابقا وانفصلت عن زوجي وجئت الى هنا لمتابعة دراستي الجامعية والبداية من جديد
اذن بعد ما سمعته هل انت موافق على الزواج بي؟" 

ابتسم ذلك الشاب بسخرية ورد عليها قائلا: " انا موافق منذ البارحة كما تعلمين....هذا الزواج سيكون من أجل الشقة وحسب ولن يكون زواجا حقيقيا بكل ما لهذه الكلمة من معنى..."