((لابد وأنك التقيت بهم ، يمرون عليك لـِيحفروا صورتهم داخلك و يعلقوا بـذهنك ، من ثم .....))
ماذا ؟!هذا ما تحكيه قصتي مع احدهم ، تحت عنوان ((قافلة الخير)) ، هذا الإسم اطلقناه على مجموعة اقمناها على مواقع التواصل الاجتماعي ، و قد حازت على إقبالٍ كبير بعد ذاك اليوم ، حيث دخلت باب الجامعه ، و من بين تلك الوجوه استطعت رؤية وجهه البشوش ، هذا البشوش تعرفت عليه حين كنت في السنةِ الثانيه ، كانت علاقتنا سطحيه ، يوماً بعد يوم لاحظت مدا تعلق هذا الشاب بي و مدا حبه للدعوةِ الى دين الله، و الأن و في السنه الثالثه اصبح ظِلي الذي لا يهجرني في الظلمه ، جائني بـلهفه ملقياً علي تحية الصباح مع عبارته التي عهدت سماعها منذ عرفته " مرحباً بالأخ " ، و بدأ على الفور بـطرح افكاره التي تحث على نُصح الناس ، ربما تتعجبون من طريقته لكني اعتدت هذا الامر ، بل و يعجبني ان ارى شاباً بهذا الحماس على نشر الخير ، امر رائع لا يمنعني من ان استمع لأفكاره بإبتسامه فخر ، كانت فكرته هذا اليوم هي ان نضم اعضاء قافلة الخير و نقيم جلسه و نحضر بعض المشائخ لـيُلقوا خطاباً يدعون فيه الناس للتوبة ، و بالفعل في اليوم التالي لم تكد تفتح ابواب الجامعه إلا و نحن ننصب الخيام و ننظم المقاعد استعداداً لقدومهم ، انهيت تنظيم المقاعد و جلست على احدها اراقب ، البشوش لازال يتفحص المكان و ... ، قاطعني صوت اتي من جانبي قائلاً : " ايها الأنيس تبدوا مشتتاً ، حتى انك لم تسألني في اي مسجد ختمت القرآن البارحه "
هذا الصديق سـأدعوه بـالخَتَّام ، البارحه اخبرني انه يريد ختم القرآن في يوم واحد ، حيث يقضي يومه في المسجد و لا يغادره الا وقد انهى ختامه للقرآن ، و يبدوا انه فعلها ، لكن تركيزي لازال عند الذي يعمل على الحاسوب في الزاويه ، سـأدعوه هنا بالمزمار لـجمال صوته الذي اعشق سماعه في ترتيل القرآن ، اقتربت من عنده قليلاً و بدأت بترتيل سورة النور بصوت يكاد يسمع لعله يسمعني و يكمل الأيه كما نفعل احياناً ، لكن محاولتي لم تنجح فقد كان مشغولاً ، سوف ادعه الأن فقد وصل المشائخ ، و حضر بعض طلاب الجامعه مع الأهالي حتى امتلأت المقاعد ، الحوا علي لأصعد و أقول كلمة المقدمه بالرغم من محاولات رفضي للأمر ، صعدت و القيت مقدمه بسيطه انهيتها بجملة " و نبدأ أول فقراتنا بأيات من القرأن الكريم نتلوها على مسامعكم "، لأرى عيون صديقي المزمار محملقه بي لأرد عليه بإبتسامه مكر مخفياً رغبتي في سماع تلاوته ، صعد و بدأ بتلاوته و كانت اجملها ، و تتالت من بعده فقرات المشائخ إلى اخر فقره ، تستطيع رؤية مدا تأثر الحضور من وجوههم و منهم من إنهار باكياً ، و رحل الحاضرين و بدأنا بفك الخيام و لازلت ارى تلك العجوز على المقعد تبكي بجانبها ابنها يحاول اسكاتها ، اقتربت منهما و قد صعب علي امرها ، قلت في محاولة مني تهديأتها " يكفي يا أمي " ، لم تلبث إلا و وقفت ذاهبه قائلتاً " جزاكم الله خيراً " ، و استطيع ان اقول ان هذا عمل ناجح أخر نضيفه إلى اعمالنا السابقهدخل علينا شهر رمضان ، وها نحن نقضي العشر الاواخر من الشهر بـالإعتكاف في المسجد كما اتفقت مع رفاقي قبل مده ، كانوا اهالينا يأتون لنا بالإفطار كل يوم ، و كنت التقي بـوالدي عند كل صلاه ، و بعد صلاة التراويح كان يجتمع الرفاق حولي منهم من يقرأ القرأن و منهم من يردد الأذكار و منهم من يدعوا ربه و احياناً كنت اسألهم بعض الأسإله الدينيه لأختبر معلوماتهم ، و حين يعجز احدهم عن الإجابه كان يلجأ للمزمار ، فقد كنت اتنافس معه في هذه الأمور ، و حين يسألهم يلجأون إلي ، في هذه الاثناء كانت الحرب مشتعله في ربوع البلاد ، و لـهذا لم يكف البشوش و الخَتَّام عن استشارتي في امر خوضهم هذه الطريق ، و في كل مره يطرحون فيها الموضوع كنت اجيبهم بالرفض ، ليس لأني اخاف عليهم الجهاد ، بل لأنها كانت مجرد فتنه ، كِلا طرفيها على باطل فـخشيت ان يهلكوا فيها ، كما شددت في التحذير لعلي ابعدهم عن الباطل و لعلهم يبقوا على دينهم
#يتبع ...
أنت تقرأ
قافلة الخير
Short Story(( لابد وأنك التقيت بهم ، يمرون عليك لـِيحفروا صورتهم داخلك و يعلقوا بـذهنك ، من ثم .....)) حقيقيه ، من واقعنا