بعد ما يقرب الثلاث ايام اتصل بي البشوش عند الساعه التاسعه ، تعجبت اتصاله ، اعتدت ان يتصل بي كل يوم لكن لم يكن من عادته الإستيقاض باكراً ، اجبت اتصاله فـطلب مني مرافقته فـوافقت ، صحيح انه لم يخبرني الى اين يريد مني مرافقته لكني لم أشأ سؤاله ،
تعجبت من ايقافه السياره بـجانب الطريق امام سياره اخرى ، جاعلاً كومة أسإله تتخبك في رأسي ، اصبح الجو هادئاً ، نظرت له باحثاً عن ما يدلني على ما ينوي ، ولم اجد إلا ملامحه الهادئه ، سألته ابسط ماخطر على بالي " ماذا تفعل " ، ليرد علي بكل هدوء " سـأجاهد " ، ألجم لساني و ارتخت اعصابي ، لم اقدر الا على مراقبته ينزل السياره متجهاً للرجال اللذين نزلوا من السياره الاخرى ، كنت اعرفهم و اعرف ما يقنعون به الشباب للخوض في هذه التهلكه بإيهامهم بفكرة الجهاد ، لكن لم اعرف كيف اقنعوه ، كيف اوهموه ، كيف سلبوه مني ، بل هل هذا حقاً يحدث ام مجرد مزحه!! ، رأيته يأتيني لـيفتح لي الباب قائلاً " ألن تنزل! " ، نظرت له و عرفت انه يتصرف بـكامل قناعته ولا مجال للتراجع ، ترجلت من السيارة بـصعوبه ، وقفت امامه لـيرسم ابتسامته التي عهدتها مفرجاً ذراعيه لأجد نفسي معانقاً اياه .و مضت عشرة ايام لم تخلوا فيها من اسألة الناس و الرفاق عن عدم اتصالي بـالبشوش ، حتى ان صديقي المزمار اتاني اليوم و مازال يسألني " أحقاً لم تتصل بـالبشوش اليوم " ، لأجيبه و للمره العاشره بـلا ، لكن هذه المره اردف قائلاً " اعتقد انه لم يصبر عليك ، تفضل " مناولاً اياي هاتفه و قد كان البشوش على اتصال ، اعتقد انني لم افرح اكثر من حزني على حاله ، التقطت الهاتف لأسمع " مرحباً بالأخ " تلك الكلمه التي انعشتني ، ردت عليه بكل برود مخفيا خلفها سعادتي بـسماع صوته ، مازلت عند رغبتي في عودته و تخليه عن ما سعى فيه ولن اتراجع عن قراري في عدم حديثي معه حتى اراه قد رجع كما عهدته ،
و لم اسمعه ثانيةً#_يتبع.....
أنت تقرأ
قافلة الخير
Short Story(( لابد وأنك التقيت بهم ، يمرون عليك لـِيحفروا صورتهم داخلك و يعلقوا بـذهنك ، من ثم .....)) حقيقيه ، من واقعنا