تتالت بعدها ايام كانت متشابهه عندي ، غير ان الحرب قد وصلت الى مدينتنا ، و اليوم التقيت بـصديقي المزمار في الجامعه و أخبرني بـأن الخَتَّام قد سلك نفس الطريق التي يدعونها الجهاد ، و كان قد اتصل به قبل مده باكياً يدعونا للجهاد خوفاً علينا من ان نموت و نحن على باطل ، بـربكم أصار من يعبد ربه بعيداً عن خوض الفتن يموت بالباطل! ، زمن غريب ، سألني المزمار بما يجيبه فـأخبرته ان يوصل له سلامي ، عند خروجي من الجامعه لفت نظري ذاك الشاب عند الزاويه مازال يبكي منهاراً كما تركته قبل دخولي هذا الصباح ، لكن هذه المره عرفت ملامحه فقد كان دائماً مايرافق الخَتَّام ، تداركت الأمر فـأسرعت في خطواتي فاراً من تلك الصاعقه ، لتمسكني تلك اليد من كتفي وكأن الصاعقه لا تأبا تركي ، التفتت ولا اعلم هل انا من يدور ام العالم من حولي ، وجدت شاباً واقفاً قال ببساطه " عظم الله اجرك في صديقك " ، قاصداً الخَتَّام بكلامه ، لم اصدم او اصعق كما توقعت ، بل اردفت بـقول " اجرنا و اجرك على الله " ، و التفتت متابعاً خروجي من الجامعه ، اعدت نفسي و ها انا ادخل المسجد ، و ها انا للمرة الثانيه اصلي صلاة الغائب على صديقي، في نفس المسجد الذي جمعنا ، و لازلت اتقبل التعازي ، ولم تنزل مني دمعه عليك ، انهينا الصلاة و رحل الناس و بقيت انا و أحد معارفي الذي جاء معي ، جلست في اخر المسجد اراقب كل زاويه و ما سكنها من صدى اصواتنا و ضحكتنا ،
لازالت صوركم حيه سكنت انحاء المسجد ، لم اعلم يا اصدقائي ان ذاك كان الوداع، لو كنت اعلم لتشبثت بكما ولم اسمح لـهذه الحياة بـتفريقنا ، لم يخطر ببالي ان يأتيني يوم اصلي فيه صلاة الغائب عليكم ، ليتكم بقيتم على دينكم و بقينا معاً ، لكن قدر الله و ماشاء فعل ، افقت على صوتٍ اتى من خلفي يقول " يكفي ايها الأنيس ، لله ما أعطى ولله ما أخذ وكلّ شيءٍ عنده إلى أجل مسمى ، فـإصبر و احتسبْ " ، وضعت يدي على لحيتي لأجدها مغرقه بدموع قد انسابت على وجنتي كـالسيل ، وقفت و خرجت معه من المسجد و اوصلني للمنزل ، و قد اخبرني في الطريق اني كنت اهذي ببعض الكلام عن فراقي عنهما وما الى ذلك#_يتبع....
أنت تقرأ
قافلة الخير
Short Story(( لابد وأنك التقيت بهم ، يمرون عليك لـِيحفروا صورتهم داخلك و يعلقوا بـذهنك ، من ثم .....)) حقيقيه ، من واقعنا