إستفَاق يونجون مِن نومه بِذعر وهُو يتعَرق بِشدة أو مِن غيبُوبته فهُو لَم يحظى عَلى نَومٍ هنِيء بِسبب الكَوابيس"مُستحيل" همَس بِغير تصدِيق وهُو ينظُر إلَى يدِيه المَمتلئتين بِالدمَاء بَينما يُراجع الأحدَاث التِي حدَثت فِي كابُوسِه لِيمسح يدِيه بِرعب فِي ثِيابه ويُحاول أن يتخلص مِنها لِكن لا تزَال يدَيه مُتسخة وثِيابه مُتسِخة كذَلِك وَالشَيء الأرعَب هُو أنه يتذكَر حتى التفاصِيل الصغِيرة التِي حدثت فِي الكَابُوس
دَب الألَم فِي أنحَاء جسدِه عِندما حاوَل الوُقوف ليُعقد حاجِبيه بِألم وبَلع ريقَه نتيجَة الجَفاف بِحلقه لِينظُر حَوله بِرُعب، لا يزَال قابِعًا فِي نفس الغُرفة يعنِي أن مَا حدَث لَه ليس حُلمًا
إستقَام مِن مكانِه لِيسير بِتعرج وهُو يُحاوِل الوُصول إلَى ذَلِك الصندُوق الغرِيب الذِي أتَى مِن العدَم مَع أن لاَ يُوجد بَاب ولاَ نَوافِذ المَكان مُغلق، الصندُوق مكتُوب بِإسمه مَع أنه يتذكر أنه لا يمتلِك صندُوق مثِل هذِه
وصَل إلَى الصندُوق لِيجلس أمَامه، وضعَه أعلَى فخذَيه وهُو يفتحَه بِبطء خائفًا مِن مُواجهة مصِيره فهُو لَيس مُتفائلاً حقًا بِما فِي داخِله
فتحَه لِيجِد مِقص كبِير وحُقنة وسِكين علَيه دِماء وقُفازات أيضًا مَع قِناع أسوَد
قطَب حاجبَيه عِندما وجَد ظَرف صغِير بِداخل الصندُوق ليلتقِطه ويَقرأه
"ألاَ تُريد الإحتِفاظ بهذِه الأدوَات الجمِيلة التِي قتَلت بِها ضَحاياك وتجعلهَا فِي مخزن الذكرَيات؟ قَــاتـــل (؛"
إستغرَق عِدة دقائِق وهُو يقرَأ تِلك الورَقة ويُكرر مِن قِراءتها عِدة مرَات حَتى فَتح فَاهه بِإنصِدام يُريد أن يصرُخ لِكن شُعور الخَوف أحكَم بِجسده
أخِيرًا بعد عِدة صراعَات مَع النفس نهَض يونجون مِن مكانِه غاضِبًا وهُو يرمِي الصندُوق بعيدًا لِينبس بصُراخ "مَا هذَا الهِراء؟ أوقفوا فعلتِكم أنَا لستُ قاتلاً"
أخذَ يُملِء رِئتيه بِكمية كبِيرة مِن الهَواء ويُعاوِد إخرَاجِها بقُوة، وضَع كِلتا يدَيه بِشعره يَشده بِغضَب وجُنون، زفَّر أنفاسَه بنفَاذ صبْرٍ لِيستدِير للحائِط ويُعطِيه عِدة لكمَات بِقبضَة يدَيه بَينمَا يصُك عَلى أسنانِه بِغضَب
إستسلَم مِن ضَرباتِه لِيجثُو عَلى رُكبتيه ويدخُل بِنوبَة بُكاء بَينما إنطفَأ الضَوء حولَه بغتَة
شعَر يونجون بِشيء يُداعب عمُوده الفقرِي مما جعلَه يشعُر بِالقشعرِيرة فِي جمِيع أنحَاء جسدِه مُتصنِّمًا فِي مكانِه بِعَجز
أغمضَ عينيه بِقوة عِندما سمِع صوتًا لَيس بصَوت بشرِي علَى الإطلاَق بِالقُرب مِن أذنه يُشدد عَلى مَا يقُول "قَــاتِــل"
أخذَ يونجون نفسًا عميقًا وهُو يُحاول أن يسترخِي مِن نوبَة بُكاءِه "أين أنت ومَا أنت؟"
شعَر بِالهواء يحُوم حَوله لِيَلف ذِراعَيه حَول جسدِه كَي يُخفي رعشَات جسدِه بَينما ينتظِر إجَابة الآخر
"قَاتل، فاشِل، قبِيح، تعِيس، طفلٌ بَاكي
لاَ أحد يُحبك حتى أنت تكرَه نفسك، ألَيس مُؤلمًا أن تعلَم بِأنك لاَ تعنِي للعالَم شَيئًا ولاَ أحَد يحتاجُك؟" تحَدث الصَوت بِهمسٍ فِي أذنه ساخرًاصَمت يونجون لِيشرُد قليلاً مِن حدِيثه حتَّى ظَهر شَيء أمَامه لكِنه لاَ يستطِع تمييزه بِسبب الظلاَم
عُيون مُتوجهة حَمراء عبَست لَه فِي الظلاَم، لُعابه يسِيل مِن شِفتيه المُتشققَة، بشرة سَوداء كَالفحم اللزِج لِيتحدث المخلُوق مِن بَين الظلاَم "قَـاتِـل"
حَاول عقَل يونجون مُواكبة مَا يحدُث مَعه لِيهُز رأسه نافِيًا بِشدة وَأصبَح جسَده يهتَز بعُنف بَينما قَضم شِفته بِقسْوة مُقفلاً عيَنيه بِإحكَام
شعَر بِالضغط وَالثُقل علَى جسدِه، فتَح عَينيه بصُعوبة لِيرى أن المخلُوق يعتلِيه، شهِق عنِدما لمَح أصابِع المخلُوق المُتعددة كَانت كثِيرة بِشكلٍ مُقرِف ومُخيف حتَّى غَرس المخلُوق أظَافرِه الطوِيلة المُتعفنَة فِي صدَره
إبتسَم المخلُوق بِخُبث لِيتصَبب يونجون عرقًا ووجَد صُعوبة فِي إبعَاد المخلُوق عنْه وتنملَت يَداه وَأطرافِه السفلِية لِتتشَوش رُؤيته فَأغمَض عينَيه مُنتظرًا المَوت وَيفقِد وعيَه لِلمرة الثَالِثة
-
أنت تقرأ
تحت سَيطرة اللعنَة | يونجون
Terrorيجِب أن تُحب نفسَك وإلا ستدخُل فِي عالم الأوهَام وَسينتهِي بِك المطَاف بِالمَوت . - - كُتبت؛٩/مايُو/٢٠١٩ تمَّت؛١٧/مايُو/٢٠١٩.