‏CHAPTER 1

7.8K 308 185
                                    





فِي ليلَة بارِدة عاصفَة، وَدرجَة الحَرارة كانَت أربَعة درجَة مئوِية

وَقف يونجون أمَام المِرآة يتفحص نفسَه بِحزن وشَفقَة ليُطلق تنهِيدَة طَويلَة وثقِيلة تُعبر عَن مَا بِداخله مِن حُزن

لاَحظ أن وزنَه قَد إنخفَض كثِيرًا بِسبب فُقدانِه للشهِية، الهالاَت السودَاء بدَأت بِالظُّهور أسفَل عينَاه الذَّابِلتان وكَأنه فقَد الحَياة بِهما، يكَره نفسَه يكرَه تِلك العينَين النَّاعستَين يكرَه بشَرته لأن الجمِيع يسخَر مِنه

اليَوم كَان كَأي يَوم مِن حَياته مُرهق مُتعب كئِيب حزِين تعِيس بائِس مُمل مُزعج يُمثل بِأنه بِخير لكِنه ليْس كذَلك مِن الداخِل إن أخبرهم بِأنه ليس بِخير كَيف سيشرَح لهُم قلبِه المُعقدَ ومشاعِره المُضطربَة؟ لاَ يقوى علَى الحدِيث لكِن يُريد مِن أي شخص أن يستمع لحدِيثه اللاشيء إلَى متَى سيدُوم هذَا؟ يقُول بِأنه يُريد المَوت يُريد أن يُنهي كُل شيء لكِن يستمِر بِالعيش لمَاذا إذًا؟ رُبما لأنه خَائف أو مَا زَال يحمِل بصِيص مِن الأمَل فِي قلبِه

لَيست مرته الأولَى فِي الألَم لكِن فِي كُل مرة يتألم بِها يشعُر وكَأنه أول مَرة يَتألم وكَأنه شُعور جدِيد، يكتُم كُل شيء بِداخله ويعتقِد بِأنه شيء جيد لأنه لاَ يُرِيد مِن الآخرِين أن يقلقوا عَليه لكِن طفَح الكَيل به هُو وصَل لمرحَلة أنه يُريد أن يزِيح كُل ما بداخله لأحدهم لَكن لا يُوجد أحَد حولَه

نظَر إلى يدِه اليُسرى إلَى قِطعة الزُجاجة تِلك التِي تنغمِر فِي جلدِه بِبطء، لَو يستطِيع فقَط إعادَة الدَم الذِي نزَف لَو يستطِيع إعادَة الزُجاجة التِي كسرها كمَا كانَت لكِن لاَ يستطِيع .. لوَ فقَط يستطِيع إعَادة قلبِه المجروح كمَا كان لكَان بخير .. جُروحه الخَارجِية تُصبح أعمَق فأعمَق وأكثَر ألمًا لكِن ليْس كَجرح قلبِه

هُو يمتلك منزِل كبِير وَالكثير مِن المَلابس وَالمَال يمتلِك كُل شيء يحتَاجه لكِن لمَا يشعُر بِالفرَاغ؟ يمتلِك كُل شَيء إلا السعادَة هُو يبحَث عَن سعادتِه فِي البشَر وهذَا شَيءٌ خاطئ

شَعر يونجون فجْأة بِأنفاسٍ ساخِنة تضرِب عنقه لِيلتفت بِذعَر لكِن لَم يجِد شيئًا

"قَاتل"
سمِع هَمسٌ مُخيف وغاضِب لِيقف ويبحَث عَن مصدَر الصوت

"فاشِل"

"مَن هُناك؟"
سَأل يونجون بِخوف وهُو يلتفِت يمينًا وشِمالاً باحثًا عَن الصوت ولاَ تزَال يدِه مجروحة وتَقطِر دمًا

شعَر بِأنفاسٍ ثقِيلة بِشعره لِيلتفت بِبطء مُجددًا وهُو يشعُر أن قلبه علَى وشك الوقُوف عَن النَّبض

حوّل بصَره لِلشيء الذِي خلفَه لِيجد بأنها دُمية

لَم تكُن هُناك أي ملاَمح تدَل على الخَوف فِي وجه يونجون فقَد كَان وجهه غَير مقرُوء لكنّه علَى العَكس يشعُر بالرّوَع من الدّاخل

مَا الذِي تَفعله تلْك الدُّمية هُنا؟ مِن أيْن أتَت؟ مَا مصدرُها؟

كَانت الدُّمية تبتسِم بِإشرَاق بينَما تنظُر نحُو يونجون بِطريقَة غرِيبة وَيونجون وجَد مَلامحها مُخيفة عيناهَا بدَأت بِالحرَاك تلتِفت يمينًا وشِمالاً حتَّى وقَعت عَلى خاصة يونجون لِيشهق ويعُود إلَى الخَلف

قفَزت الدُمية فَوق يونجون لِيسقط عَلى الأرض وَتزحَف هِي نحو يِده بِشكلٍ بطيء ومُرعِب

حَاول إبعادِها لِكنها رفضت الإبتعاد .. إبتسمت بِخبث وهِي تمسَح فمِها بِلسانها القطنِي بِحركة مُستفزة لِتلعَق يدِه تحديدًا مكَان الجرح

إبتلع ريقَه بصُعوبة وأصبَح يتنفس بِإضطرَاب .. قلبَه ينبُض بسرعَة البَرق يستطِيع أن يشعُر بِنبضَات قلبِه فِي وسَط صدرِه ويمِين صدرِه وحتى بِحلقه مِن شِدة الخَوف وعينَاه ترتجِفان

لاَحظ وجهها المُلطّخ بِالدماء ويدِه التِي تَوقفت عَن النزِيف لِتصرخ الدمية صرخَة قَوِية فتتحرك الأثَات التِي بِالمَنزِل بِعشوائِية وتتحَطم بينَما وضَع يونجون كِلتا يَديه بِأذنَيه ضاغِطًا عليهِما لِمنع الصَوت القوِي مِن الولُوج إلَى مسَامعِه مُنكمش الوَجه

هدَأت الأصَوات لِيرفَع رَأسه بِإرتِعاش وَيجِد غُرفة نَومه مُحطمة بِالكامِل وَالأضوَاء مُغلَقة، الغُرفة مُظلمَة لاَ يُوجد شَيء مُضيء بِهَا غَير تِلك الشعلَة فَوق كِتابِه المدرسِي التِي إشتعلَت فجَأة مِن العدَم

إشتَم رَائحَة الحرِيق وهُو يحاوِل الوقُوف والهَرب أو يطلُب مساعدَة أحدِهم لكِنه عَاجز عَن الحرَاك وكَأنه أصبَح تِمثَال عقلَه غَير قادِر عَلى إستيعَاب ما حدَث لَه

الدُمية إختفَت لكِن صُورتها لَم تُغادِر ذِهن الإخَر مَا هِي إلاّ لحظَات حتى شَعر بِثُقل رَأسه وبِجسده الذِي فقَد السيطرَة عَليه وَأصبَح يُغلَق عينيه شيئًا فَشيئًا بغَير إرادتِه لِيفقد وعيَه

-

سلاَم عليكم كيف حالكم؟
رمضان كريم 🌙🖤.

رجعت لكم وبقُوة مع رواية جديدة ليونجون النوع رعب اول مرة اكتب هالنوع من الرواية

وطبعًا انا مرة معجبة بهالفرقة 🖤
TXT = Tomorrow by together

إدعمُوا هالرواية ❤️ .

تحت سَيطرة اللعنَة | يونجونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن